الخبر وما وراء الخبر

السعودية .. فجور في العدوان والحصار

166

ذكرى صالح الامير
هيئة المستشارين الصهاينة يطرحون لعيال سعود : أنتم تواجهون الحوثيين تماما كما تواجه إسرائيل حماس في قطاع غزة ، والحالة تكاد تكون واحدة ، وكما تضيق إسرائيل الخناق على قطاع غزة وتحاصرها اقتصاديا لينشغل أهلها بالبحث عن لقمة العيش وحليب الأطفال ،
عليكم تضييق الخناق على اليمنيين، والإمعان في حصارهم وضرب اقتصادهم لينشغلوا بالبحث عن لقمة العيش.
هذه مشورة الصهاينة الأمريكان ، للصهاينة العربان في نجد.
وحكاية سحب بعض التجار أرصدتهم وعدم توريد العملة إلى البنك المركزي كانت ضمن خطة أمريكية مدروسة تهدف إلى إفلاس البنك وعدم قدرته على تسديد إلتزاماته ، ومن ثم يعلن هادي إنقاذ الموقف ويصدر قرار تغير هيئة إدارة البنك لأنها فشلت ونقل البنك إلى عدن، وسيقوم التجار بتوريد العملات المحجوزة لديهم إلى عدن .
وبواسطة بنك عدن سيصبح اقتصاد اليمن بيد حكومة هادي الشرعية تتحكم فيه، وبواسطته ستستميل الجماهير إليها لأن لقمة العيش صارت بيدها ، وستكون النتيجة تقهر الحوثيين وضعفهم .
وعبر الضغوط الدولية، والضغوط الشعبية سيسلمون للمبادرة الأمريكية [مبادرة كيري] ،
هذه خلاصة مخطط نقل البنك المركزي وهو صناعة CIAبامتياز .
طبعا القادة السياسيون والاقتصاديون في صنعاء قرأوا هذا المخطط وفهموا مغزاه الحقيقي ، وعرفوا أن هذا المخطط يهدف إلى تركيع اليمنيين للبلاط الملكي السعودي، وعرفوا أن أول ماستقوم به حكومة هادي عقب نقل البنك هو سحب أرصدة البنوك في شمال اليمن إلى عدن، وتوقيف رواتب الجيش ووزارة الدفاع الداخلية في صنعاء ومحافظات الشمال باعتبارها متمردة وخارجة عن الشرعية ،
وتعطيل الحركة التجارية فيها ، وتوقيف الاستيراد والتصدير منها وإليها ، وقطع طرق الإمداد إلى صنعاء والمحافظات الشمالية ، وبذلك اتخذت إجراءات مضادة لهذا المخطط ومنها أعلنت ومنها ما لم تعلن بعد.
والحقيقة أن الأمريكان والإسرائيليين لن يخسروا شيئا، فهم في حالة نجاح المخطط مستفيدون ، وفي حالة فشله مستفيدون ، والخاسر الوحيد في الحالتين هم عيال سعود أو بالأصح الخزينة العامة لشعب نجد والحجاز ، لأن الأمريكي يقبض مقدما بائع نقد ، فكلما رأى عيال سعود قلقين ومتوترين وخائفين توجه بنظره إلى الخزينة، فإن رأها عامرة سال لعابه، وصنع للعيال مخططا جديدا يفرحون به ، وقبض ثمنه ولا يهمه نجاح المخطط أو فشله . ونحن في اليمن ندرك أن الأمريكان وحلفاءهم لا يمكن أن يتخلوا عن عيال سعود مادامت اَبار نفطهم وأموال خزائنهم تتدفق إلى واشنطن وتل أبيب ولندن .وندرك أن هؤلاء لا يؤمنون بمبادئ إنسانية ولا دينية ولا أخلاقية ولا شيء من هذا القبيل .
لأن المال هو إنسانيتهم ودساتيرهم كلها رأس مالية ، وعاملين حسابنا لكل ذلك ونتصرف على هذا الأساس .
خلاصته…..إذا كان التجار يشعرون بوجود الله في قلوبهم فإنهم سيقفون مع الله ضد مخطط التجويع والتركيع ، وإذا كانوا لا يشعرون بوجوده في قلوبهم فإنهم بلاشك سيقفون مع سلمان .
((بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره )) .