لن نسمح بأن تفوزوا بالأمرين معاً
بقلم / عبد الوهاب المحبشي
صحيح نعرف أنهم قصفوا المنشآت والمدارس والمستشفيات والمباني الحكومية والمؤسسات والجسور والطرق ودور رعاية المكفوفين والجامعات وصالات الأعراس و قاعات العزاء و خيام الأفراح وقوارب الصيادين والقاطرات و محلات بيع المواد الغذائية والصيدليات ومصانع الزبادي والبفك والورشات و قصفوا …
القصور والعشش والمخيمات وقصفوا بيوت المهمشين ومساجد الله والحمامات نحن نعرف أنهم … قصفوا مقابر الموتى و سيارات الإسعاف و مواكب لجان الوساطات وقصفوا طوابير المعاشات في المعسكرات وقصفوا أطباء بلا حدود ومحدودي الدخل و أبناء الذوات و قصفوا بيوت الشعراء الأحياء وقبور الشعراء الأموات والمحاسبين والقضاة و قصفوا الطلقاء والمهاجرين والمؤلفة قلوبهم ولم ينج منهم المرجفون في المدينة والمخلفون من الأعراب وقصفوا كل أثر وعين يدل على الأنصار وقصفوا المقرات وفيها خصومهم وقصفوا السجون حتى السجون رغم أن فيها من يمكن أن يكونوا من أدواتهم قصفوا السجون مهما يكن فإنهم لا يستهدفون الصداقات أو العداوات هم يستهدفون الحياة وبكل بساطة … و نحن نعرف كل ذلك ولكن نحن هذه المرة سنصرخ لن نصرخ ضد من فعل كل هذا ،،،
لن نصرخ صرخة الحوثي ضد أمريكا أبدا ً،، بل سنصرخ في وجه الثبات .. بكل بساطة ،، سنخرج نحن لابسي الربطات لنقول للأمهات وللأسر النازحات وللبيوت المهدمات ولإخوة الشهداء والأخوات وللصابرين على جور السنوات والمتحملين مواجهة الغزاة سنخرج نحن كل هؤلاء الأبهات لنقول لملائكة الأرض والسموات إدفعوا لنا أو هيا إلحقوا بذويكم وارحلوا من هنا ادفعوا أنتم أيها المستميتون في مواجهة الغزاة اشتروا صمتنَا و داروا لؤمَنا وبجاحَتنا لقد آذتنا نظراتكم وقرأنا فيها ملامتكم ولن ننتظر عتابكم لتسألونا عن دورنا في مواجهة عدونا والدفاع عن بلدنا لم تقولوا لنا كلمة ولن ننتظرها منكم ورغم تضحياطتكم سنكون نحن أبطالا ًبأنانية لدينا و لا إنسانية في يدينا وسنجعلكم شياطين َرغم مثاليتكم و على مرأى من دروس مروئتكم وقيمكم ومبادئكم سنعمل على تشويهكم وسنحملكم وزر جرائم أعدائكم وسترون سنجعل البسطاء يتنكرون لكم رغم جراكم وبطولاتكم ولو كانت مقابر أحبابكم أكثر من جيوش خصومكم لن نفعل مثلكم ولن نضحي لأجل هذا الشعب بريال واحد ولا بشهيد ولا مجاهد.
لن نسأل عن شعبنا ولا وطننا ولا عن حدود بلدنا لن نسأل إلا عن أنفسنا وعن أنفسنا فقط وسيقول الواحد منا يا شعب اليمن لا يهمني الدفاع عنك ولا عن هذا الوطن اذهبوا إلى الجحيم #راتبي_أولاً وسترون سنكون نحن الأبطال بحبنا لذواتنا وبطوننا وستكونون أنتم أيها الحوثة والعفافيش وكل أعداء الشرعية ستكونون في نظر الشعب أنتم الخونة والعملاء واللصوص نعم ستلاحقكم اللعنة بكل الأوصاف التي وصفتمونا بها وستذهب تضحياتكم وبطولاتكم ولن يتذكر الشعب منها شيئا ً سنروي للشعب عمالتكم حين استقدمتم إيران وروسيا لاحتلال اليمن و حين صمد الجيش واللجان ضد الغزاة الفرس .
وكيف قام الطيران الإيراني بقصف كل جميل في اليمن .. وكيف استهدف الإيرانيون عن عمد القاعة الكبرى وأوقعوا فيها ألفا ًمن الشهداء والجرحى !
وكيف فرضوا حصارا ًجائرا ًعلى اليمن ..كيف سلطوا عملاءهم الحوثة اللصوص ليسرقوا مقدرات اليمن .. لينهبوا النفط والغاز ويبيعونه في سوق المزادات .. حيث لم يسمحوا بعودة الايرادات ، ونقلوا البنك من ما نبالي إلى هيهات !
وهكذا … سنقول للأجيال أنكم لصوص نهبتم الرواتب وسنكون أبطالا ًبعين المراقب .. وسنتحدى بهذا الأنانية النجوم والكواكب ،، نعم نحن … نحن من يراهن المجتمع الدولي علينا في نهاية المطاف … ونحن سنحقق ما عجزت عنه جيوش التحالف وإمكاناتها الطائلة .. نحن من سنهزم هؤلاء الذين عجزت عن هزيمتهم أحدث الطائرات والمعدات هؤلاء المتبردقين الذين أربكوا العالم سنضع نحن مسمار نعشهم ليعرف العالم الغربي من نحن ؟ سيستلمون اليمن من أيدينا بدون أن يكلفوا أنفسهم أي عناء !
وهم الذين تكبدوا خسائر طائلة ليستلموه ولم يستطيعوا … تعرف السعودية أنها في اليمن خسرت مليارات الدولارات من أجل الحصول عليه واستعادته وعجزت عن ذلك .. ولكنها يجب أن تعرف أن ما عجزت عنه رغم كل المليارات التي خسرتها .. نحن سنحققه لها نعم وسنحققه لها وبلا مقابل !
فقط لكي تعرف فقط لكي يفهم هؤلاء الصامدون الحوثيون أنهم لو هزموا العالم وتحدوا الدنيا فلن نعترف لهم بشيئ !
بل وليفهموا أننا من ورائهم !
سيكسرون الدنيا وسنتربص بهم ونكسرهم .. لو كانت الكرامة تأتي من تحت أيديهم فنحن نريد العبودية لآل سعود !
ولو كانت القدس ستعود لأهلها بمساعدتهم فسنقف مع اليهود ! ولو كان الله معهم فسنكفر به ونكون من قوم عاد وثمود !
إذا كانت الحياة الكريمة ستتحقق مع وجودهم فسنكون صناع موت !
وإذا وجدنا أنهم دعاة تعايش فسنتحول إلى دواعش ! وإذا صفحوا عن كل خصومهم وقالوا هذه مروءة وكانوا نموذج سلام ، فسنغدر بكل أصدقائنا ونجسد أكبر نماذج الخيانة ! سنجعل من الدجل نمط التفوق إذا وجدناهم صادقين ! وسنتفنن في تزييف الحقائق إذا كانوا منطقيين ! وسنؤسس أن الدفاع عن الأوطان حمق ! أن التضحية في سبيل المبادئ مغامرة وراديكالية ! وسنقدم العمالة و الإرتزاق وبيع القيم و التنصل من الواجبات على أنها حنكة وعبقرية ! وستتحول الصورة فتكون القصة أن هؤلاء لا مكان لهم مهما كانوا على مبادئ !
لن نسمح بأن تفوزوا بالأمرين معا ً… أن تجسدوا الشجاعة والنبل في الحياة ثم تتناقلها الأجيال عنكم كذلك !
لقد عشتم شرفاء ويكفيكم ذلك ! وسيكون من حظنا أن يتناقل الناس فيما بعد أننا نحن الشرفاء !
فإن لم يذكرنا بالشرف فثقوا بأننا سنجعله على الأقل يصم تاريخكم بكل عار ويرمي مجدكم بكل نقيصة .. وسيقول عنكم من السوء ما سيقوله عنا على الأقل إن لم نجعلكم في نظره أسوأ منا .. ومن عاش ذكر ،،