الخبر وما وراء الخبر

الإبتزاز التاريخي لممالك الشر

234

بقلم / عدنان قاسم علي قفلة

  • التنافس على إبتزاز الخليج

المضحك في التنافس عندما ننظر للإنتخابات الأمريكية أن المتنافسين يروجون لأكبر عملية إبتزاز لدويلات الخليج الأعرابية وفي مقدمتها قرن الشيطان , فقط هما يختلفان في كيفية أخذ المال الخليجي ؟ وماهو المبرر لأخذ المال ؟ وكم مقدار ما سيأخذونه ؟

فالمرشح الجمهوري ترامب يقول إن أمريكا تقوم بحماية دويلات الخليج , وأن عليهم في مقابل هذه الحماية تسليم الثروات النفطية أو ليواجهوا مصيرهم وأنهم بدون هذه الحماية لاشيء .

أما المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فتقول أن داعش والقاعدة والنصرة وغيرهم من التنظيمات الإرهابية إنما هم صنيعة دويلات الخليج وأنهم من يمولون أعمالهم الإرهابية وتقول بما يوحي أن على الخليج تسليم ثرواتهم مقابل إبعاد التهم من دويلات الخليج وفي مقدمتها مملكة بني سعود أو أن أمريكا ستواجههم بحجة مكافحة الإرهاب .

أذن

نحن مقبلون على عمليات إبتزاز لدويلات الخليج وفي مقدمتها مملكة قرن الشيطان من خلال إثارة المزيد من الحروب والمشاكل في المنطقة حتى تغرق هذه الدويلات أكثر في مستنقع الإرتهان لأمريكا

الغريب أن هناك إجماع من كلا المرشحين بالتوجه إلى دويلات الخليج بعد أن نجحت الإدارات السابقة في إغراق المنطقة بكلها في الكثير من المشاكل والحروب والتي لم تستثن أي دولة إما بعجز مالي أو فلتان أمني أو حروب داخلية أو حروب مع الجوار وهذه هي الكارثة التي تنتظر دويلات الخليج والمسألة مسألة وقت .

  • برامج المنافسات السابقة

فلو نظرنا إلى المنافسات السابقة بين المرشحين وهنا أتذكر عندما كان التنافس على أشده بين جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الحالي وبين جورج بوش الأبن فقد كان من ضمن الوعود الإنتخابية لـ جورج بوش الإبن التوجه نحو العراق بينما كان الوعد الإنتخابي لجون كيري التوجه نحو اليمن وكلا البلدين لإحتلالهما والسيطرة عليهما وإن كان وعد جون كيري أتى متأخراً إلا أنه أتى بحسب الخطط الأمريكية وبأيدي عربية هذه الخطط التي تؤكد دائماً أن لا مكان للإستقرار في المنطقة وأمريكا موجودة والتوجه القادم هو على الخليج فإجماع المرشحين.

  • إدارة أوباما لها السبق في الابتزاز

هذا الابتزاز ليس الأول من نوعه فإدراة أوباما نجحت نجاحاً كبيراً في إبتزاز مملكة بني سعود من خلال إقلاق وضعها الأمني بشراء كميات هائلة من الأسلحة والتي لا مثيل لها في التاريخ المعاصر , ولأنه بقي في خزينة بني سعود الكثير فقد تم إصدار قانون جاستا ليأخذ ما تبقى من المالي السعودي الذي هو مالٌ للأمة , حينها لن يتبقى إلا ما تبقى من الثروات التي سيجهز عليها أحد المرشحين القادمين لأنهم يدركون أن أيام مملكة قرن الشيطان باتت معدودة .

  • ما يثير السخرية

حقيقة أن مايثير السخرية أن الأعراب ممن بتربعون على عروش هذه الدويلات لازالوا يتنافسون في إسترضاء الإدارات الأمريكية المتعاقبة في منتهى الإنحطاط والسقوط وهم يعلمون ما تخطط له أمريكا نحوهم ولا أستطيع أن أشبههم بالعمي لأن الأعمى لديه من حواس السمع والشم واللمس ما يمكنه من معرفة من حوله , ولا أستطيع أن أشبههم بالحيوانات لأن الحيوانات جميعها تعرف أين تسكن وماذا تأكل ومن هم أعدائها ولهذا يقول الله تعالى عن مثل هؤلاء ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل )

  • نصيحة وخلاصة

يا هؤلاء عليكم بالعودة إلى إخوانكم وترميم ما دمرتموه من أخوة بينكم وبين بقية شعوب المنطقة فلن يحميكم من خطر أمريكا القادم عليكم إلا إخوانكم أو على الأقل تصالحوا معهم وقووا علاقتكم بأعداء أمريكا كي تحققوا جزءاً من التوازن لأنفسكم وإلا فأنتم مقبولون على الدمار والخراب تماماً كالذي الحقتموه بشعوب المنطقة خدمةً لأمريكا فالتماهي في خدمة الأمريكان لم ولن يفيدكم خصوصاً وهم مقبلون على عصر البترول الحجري الذي لولاه ما حمتكم أمريكا ولا يوماً واحداً فهم لن يرضوا عنكم إلا بعد أن تعلنوا خروجكم عن الإسلام وتكونوا يهوداً ونصارى قولاً وفعلاً لا فعلاً فحسب ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ).