الخبر وما وراء الخبر

ما سلككُم في سقر؟

229

بقلم / د.أسماء الشهاري
هناك من الأطفال من يجيدون المحافظة على ألعابهم فتبقى معهم لفترة طويلة، وهناك مع الأسف من لا تظل اللعبة الجديدة معهم إلى صباح اليوم الثاني، هذا إن بقيت إلى المساء.
ليس المؤلم هو تحطم هذه اللعبة بقدر ما إذا كانت باهظة الثمن!!
وإذا أخذنا هذا المثل وأسقطناه على واقع المهلكة التي تنفق ملايين بل ومليارات الدولارات لشراء ما هو من المفترض أن تكون أسلحة فتاكّة ومُدمِرة ومتطورة.. وشديدة التحصين.. فينقض عليها المارد اليمني و يحيلها في لحظات أثراً بعد عين.
لم يعد مهم اسم هذه الآلة أو تلك.. سواء كانت دبابة إبرامز.. همّر..مدرعة أو كاسحة أو غيرها… عندما يكتسحها الليث اليماني و يفنيها في ثوان بل ويتفنن في التنكيل بها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا..هو هل الولايات المتحدة لم تكن تحسب حساب وضع فخر صناعتها بأيدي الأطفال.. كما لم تفكر جيداً في تبعات حربها على اليمن؟.
صحيح أنَّ أمريكا حققت أرباحاً خياليةً وهي تقتات من دماء وأشلاء أطفال اليمن ونسائه.. ببيعها مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً والتي تصب صباً فوق رؤوس المدنيين الأبرياء ليل نهار.. لكنها كما خسرت إنسانياً وأخلاقياً فقد خسرت خسارة فادحة عندما أصبحت دباباتها ومدرعاتها بكل هيلمانتها لا تساوي شيئاً.. وكأنَّها صفيحة خاوية خرقاء تجرّ أذيال الخيبة وراءها والعويل أمامها!
نعم.. لقد أخطأت أيما خطأ عندما غامرت بسمعة فخر الصناعة الأمريكية وسقطت هيبتها سقوطاً شنيعاً و تمرّغ أنفها في التراب وكُسرِت شوكة كبريائها على صخرة الإباء اليماني.. وبعد كل مشاهد الدمار الشامل والتنكيل الكامل بكل آلياتها الحديثة والمتطورة.. هل ستعود هيبة أمريكا كسابق عهدها..؟
وهذا هو الجزاء الطبيعي لمن تأخذه كبرياؤه و عنجهيته.. فلا يحسب للأمور حسابها..
لم يعد بعد اليوم الفخر للآليات أياً كانت و مهما كانت ، بل الفخر كل الفخر لمن يصنع المعجزات بأقل التكاليف و أبسط الإمكانيات..
وهذا أيضاً هو جزاء من يسعى إلى أن يستثير الوحوش الضارية التي تُحيل أيامه إلى جحيم.