اصطياد موقعه
عبدالرحمن اللاحجي
للوصول الى الجزرة الامريكية الموهومة يجب عليك ان تحث الخُطى وبسرعة فائقة عبر طريق وحيدة ستوصلك الى واشنطن وتحديدا الى دهاليز البيت الابيض حيث من المتوقع بأن تجد هناك ما تسد به رمق جوعك هذا في حال قررت السير بسرعة فائقة في ذات الطريق دون ان تشكو او تتعثر اما ان حدث ذلك وقررت الرفض لأي سبب كان فستجد خلفك عصاءً غليظة تشبه الى حد كبير أعصية سحرة فرعون ستحاول اجبارك على السير واخيرا عليك ان تعلم بأنك نوصلت اخيرا، فلن تجد جزرتك هناك، بل قد يتحول رأسك الى جزرة ناضجة يقطفها الامريكيون ويلتهمونها بشراهة .!هكذا تسير السياسة الامريكية الملعونة في اليمن وهكذا ستكون نهاية من يسيل لعابه ورائها دون دراية او ادراك لما قد يرافقه من كوارث وخيمة ونهايات مأساوية على شعبه الظامئ المتطلع للحرية والكرامة ، ففي حين يدخل الشهر الرابع على التوالي منذ الاحتجاز القسري الذي فرضته السلطات الامريكية على الوفد الوطني في العاصمة العمانية مسقط ويشارف الشهر الثاني على الانتهاء منذ اعلان وزير الخارجية الامريكي /جون كيري عن مبادرة امريكية لحل المشكلة اليمنية العالقة دون ان يصل الوفد الوطني منها سوى خطوطها العريضة التي افصح عنها في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره /الجبير في العاصمة السعودية الرياض عقب اجتماع رباعية جدة الاول تحاول العصا الامريكية ان تضرب اليمنيين من الخلف تارة باعلان نقل المصرف المركزي الى مدينة عدن ، واخرى باستئناف بيعها للاسلحة المتطورة لصبيها السعودي وثالثة بالتهديد باقتحام صنعاء ، وهلم جراء .!يدرك اليمنيون اكثر من غيرهم بأن الجزرة الامريكية ليست في الغرف السرية للبيت الابيض ولا في دهاليزه المظلمة التي توزع الشر لكل شعوب العالم باهتمام بالغ ومكر شيطاني خطير انما في قبضتهم الحديدية ومتناول اياديهم القوية التي لا تعرف الارتعاشة والاهتزاز ولقد بدأوا بالفعل بالتهام بعض المقبلات الطازجة حين اعلنت قوتهم الصاروخية عشية الاحد الماضي اصطيادها سمكة قرش اماراتية وذلك بالقرب من مضيقهم الاستراتيجي الهام حيث تتواجد على مياهه الساخنة هذه الايام عشرات البارجات الامريكية اللذيذة التي تغني عنهم الذهاب الى واشنطن او نيويورك .