الخبر وما وراء الخبر

المجتمع الدولي .. تدمير البارجة عمل إرهابي وقتل المواطن اليمني عمل إنساني

136

حسن الوريث

يتعرض اليمن لعدوان همجي بربري غاشم من قبل السعودية وتحالفها الشيطاني منذ أكثر من عام ونصف العام في ظل صمت عالمي مطبق وبالتأكيد أنه مدفوع الأجر, فالمجتمع الدولي وفي المقدمة منه الأمم المتحدة لم يحرك ساكناً على الشعب اليمني وهو يقتل يومياً بصواريخ الطائرات الحربية التي تجوب سماء البلاد ليلاً ونهاراً وحين يرد الجيش اليمني واللجان الشعبية على هذا العدوان باستهداف المواقع العسكرية والبوارج والسفن الحربية تثور ثائرة ذلك المجتمع الذي أدمن الخداع ويصيح ويدين ويندد.
عندما استهدفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية البارجة الحربية الإماراتية سويفت في سواحل المخا كحق طبيعي من حقوق الشعب اليمني في الرد على العدوان قامت قائمة العالم وندد بهذه العملية التي قال إنها استهدفت سفينة مدنية تقل مساعدات غذائية, فيما الحقيقة وبحسب اعتراف الإمارات التي استأجرت هذه البارجة أنها سفينة حربية وأنها تعرضت لحادث عرضي في السواحل اليمنية وبالطبع لن نخوض في ذلك إنما الذي نريد الوصول إليه هو إظهار النفاق العالمي الذي يستلم ثمن دماء الشعب اليمني الذي يقتل يومياً دون أن يصدر بيانا واحدا يقول إن هذا عدوان غير مبرر شنته دول العدوان على دولة مستقلة عضو في المجتمع الدولي والمنظمات العالمية وأنه لا يحق لأي دولة الاعتداء عليها بهذا الشكل الهمجي .
طبعا هذا الاستهداف للسفينة الحربية الإماراتية بالتأكيد يدخل في إطار قانون الدفاع عن النفس الذي كفلته كافة الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية ويؤكد أن الجيش واللجان الشعبية يتمتعون بأخلاق الحروب ولا يستهدفون سوى المواقع العسكرية والسفن الحربية والجنود ولم تستطع دول تحالف العدوان أن تثبت واقعة واحدة حقيقية بأن الجيش واللجان الشعبية استهدفوا غير المعسكرات والمعدات العسكرية وعلى العكس فإن هذا التحالف العدواني الشيطاني استهدف المواطنين والمنشآت والأسواق والمستشفيات وسيارات المواطنين والمصانع والمواقع والمناطق الأثرية والمدن وحتى الملاعب الرياضية لم تسلم من استهدافه ما يؤكد أن هذا العدوان لا يمتلك ذرة واحدة من الدين والأخلاق والإنسانية وهذا موثق وحتى المنظمات الطبية والإنسانية لديها كل تلك الدلائل والبراهين على همجية هذا التحالف العدواني .
عندما يقول المجتمع الدولي إن استهداف البارجة الحربية الإماراتية عمل إرهابي وغير إنساني فيحق لنا أن نتساءل ونقول لهم: ما هو العمل الإنساني في نظركم ؟ هل يمكن أن يكون ما يقوم به تحالف العدوان من قتل للمواطنين اليمنيين والعمل الإنساني في نظركم ؟ وهل يمكن أن يكون الحصار ومنع الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني من قبل تحالف العدوان هو العمل الإنساني في نظركم ؟ وهل يمكن أن يكون استهداف العدوان للمستشفيات وتدميرها هو العمل الإنساني في نظركم ؟ وهل يمكن أن يكون استهداف تحالف العدوان للمنازل والمساكن هو العمل الإنساني في نظركم ؟.
بالتأكيد أن المجتمع الدولي فقد كل إنسانيته وفقد كل مصداقيته وفقد كل ما يمت بأي صلة إلى الأخلاق ليس بسبب صمته على ما يجري في اليمن فقط بل بمشاركته في العدوان, كما أن المجتمع الدولي فقد كل القيم والأخلاق الإنسانية التي يتحدث عنها ويصم أذاننا كل يوم وكل لحظة لكنها مجرد كلام وكلام وهرطقة وإلا فما معنى كل هذا الصمت ؟ وما معنى كل هذا التواطؤ ؟ وإن لم يكن تواطؤاً  فما معنى كل هذا العجز عن إنقاذ الشعب اليمني إلى درجة أن يتم توصيف الحق الطبيعي للشعب اليمني في الرد على العدوان بأنه غير إنساني بينما يتم الصمت على كل المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان على اليمن بل ويتم توصيف هذا القتل والتدمير والحصار بأنه لمصلحة الشعب اليمني, فأي منطق تتحدثون به وعنه وقد تحدثنا وقلنا إن الشعب اليمني الصامد ستكون ردوده مزلزلة وستنال منكم وأن هذه الدماء التي تسفكونها يومياً هي من ستكتب نهايتكم ونهاية أنظمتكم وما تدمير البارجة وما يجري في نجران وجيزان وعسير إلا البداية.