الخبر وما وراء الخبر

عن شكوى آل سعود .. التعقل عن الحماقة خير من بكاء فاضح

287

بقلم / صلاح العزي

قد يستغرب البعض أن تقدم السعودية شكوى لمجلس الأمن عن تعرض بعض مدنها لقصف صاروخي في إطار الرد على عدوان غاشم ظالم مستمر منذ عام ونصف العام سقط فيه آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمعاقين من النساء والأطفال والمدنيين اليمنيين وتم خلاله تدمير البنية التحتية لليمن ظلما وعدوانا وبغيا دون اي مبرر شرعي.

وقد يستغرب أكثر من أمين عام الأمم المتحدة الذي كفل للسعودية كامل الحق في الدفاع عن نفسها واي دفاع هذا الذي يتكلم عنه واي حق للمعتدي حتى يكفله له كائنا من كان.

إنه تخبط وتيه وتضليل للرأي العام العالمي بل خفة في العقول واستخفاف بعقول الملايين من الناس في العالم وإلا لما تناسوا أو تجاهلوا أنهم يشنون عدوان غاشم على اليمن منذ عام ونصف العام وأنه حق مكفول لكل مظلوم ومعتدى عليه في جميع انحاء العالم ان يتصدى للعدوان بغض النظر عن نوع التصدي ونوع المواجهة ونوع السلاح المستخدم في الرد.

بل حتى لو أن الحرب كانت شرعية ومبررة من أي جهة في العالم ضد أي جهة في العالم فلا يستطيع أي أحد في العالم تقييد الطرف الثاني ومنعه من الرد والمواجهة والتصدي وهذا أمر فطري وطبيعي ومتوقع ولذلك استهجن كل عقلاء العالم الشكوى السعودية وكفالة بانكي مون الحق لها بما أسماه الدفاع عن النفس.

ولكن مادام بانكي مون نفسه قد اعترف بأن القوانين الدولية تكفل حق الدفاع النفس فمن باب أولى أن يكون لليمن حق الدفاع عن نفسها واستخدام كل الطرق والاساليب والوسائل الممكنة للدفاع عن نفسها في مواجهة التحالف ﻷنها معتدى عليها بينما التحالف الذي تقوده السعودية لا يملك اي حق وليس لديه أي مبرر ولا أدنى شرعية في الإعتداء على اليمن وارتكاب المجازر التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية لا كمآ وﻻ نوعآ باعتراف الأمم المتحدة نفسها واعتراف بانكي مون نفسه.

ولذلك فليستعدوا من اﻵن إن كانوا لم يستعدوا بعد وليتهيأوا من الآن إن كانوا لم يتهيأوا بعد لاتساع مساحة الرد والتصدي للعدوان وليعلموا أن كل الخيارات مفتوحة ولا يوجد أي قانون ولا أي شريعة ولا اي قوة في العالم لديها الحق والقدرة على منع المظلوم من مواجهة الظالم ولا بتقييده عن استخدام كل ما يملك من خيارات لدفع الظلم عن نفسه.

ومن كان عاجزا عن تحمل تبعات حماقته ويعلم أنه غدا سيبكي ويشتكي فالأولى به ان يتعقل خير من أن يعتدي ثم يبكي ويشتكي وعلى من حوله أن يعقلوه اليوم أو ليلقموه غدا حجرآ إذا قرر لهم الفضيحة بالعويل والبكاء.