الخبر وما وراء الخبر

رئيس المجلس السياسي الأعلى يؤدي صلاة عيد الأضحى في الجامع الكبير بصنعاء

187

ذمار نيوز -سبأ 12 سبتمبر 2016م

أدى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم ونائبه الدكتور قاسم لبوزة صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المواطنين في الجامع الكبير بصنعاء بحضور أعضاء المجلس ورئيس اللجنة العسكرية والأمنية ورئيس مجلس القضاء الأعلى والنائب العام ورئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والوزراء والقائمين بأعمال الوزراء والقيادات والشخصيات الإجتماعية.

واستعرض خطيب الجامع الكبير بصنعاء فضيلة القاضي أكرم أحمد عبدالرزاق الرقيحي في خطبتي عيد الأضحى، ما يمثله عيد الأضحى من قيم التشارك بين المسلمين والتوحد مع الواقفين في عرفات الله والمؤدين لمناسك الحج وشعائره والنعمة التي أنعم الله بها على عباده المؤمنين بفريضة الحج وكذا ما أقره الإسلام من أيام البهجة يحتفي بها المسلمون ومنها أيام الأعياد.

وتطرق إلى شعائر الحج ومعانيها في الإسلام وعقيدته الإيمانية الموحدة للبشرية في مشاعر موحدة نابعة من النبي الواحد والكتاب الواحد المعبرة عن توحيد الخالق وتوجه الحجيج إلى قبلة واحدة لا يرد عنها أحد ولا يصد عنها مسلم، ولا تخضع لاعتبارات سياسية أو قرارات ملكية كما صار معهودا في حكم آل سعود التي صارت تسمح لجماعات بالحج وترد وتصد أخرى عن مناسك الله في الحج كما حصل مع حجاج اليمن .

وأشار العلامة الرقيحي إلى ما يمثله بيت الله الحرام والأرض المقدسة من ملكية عامة للمسلمين لا تملكها أسرة أو جماعة أو نظام مثلها مثل المشاعر المقدسة التي لا يمكن أن تخضع للمزايدات والرغبات والمداهنات وأساليب التحكم فيها، وهي القائمة على المشاعية بين المسلمين صغيرهم وكبيرهم قريبهم وبعيدهم لا يصد عنها إلا ظالم أو كافر كما نص على ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ”.

واستنكر خطيب الجامع الكبير ما صار عليه آل سعود من نصب أنفسهم حجابا على بيت الله وصدهم عن سبيل الله وعن المسجد الحرام بعيدا عن روح الإسلام في الحج الذي أذاب الفوارق والإمتيازات وتلاشت فيه الإختلافات والتباينات حتى في ملبس الحجاج والمناسك ولم يدرك هذه الروح من وطنوا أنفسهم على إثارة الإختلافات والتمايزات والإنقسامات بين أبناء الإسلام وتأجيج الصراعات والنزاعات وسخروا أموالهم أموال الأمة ونفطها لإشعال الحرائق والنزاعات والصراعات وتغذية الحروب في مختلف الأقطار العربية والإسلامية .

واستعرض القاضي الرقيحي الأبعاد الدينية والاجتماعية لشعائر التضحية والأضاحي وقيم الخير والعطاء التي ترسخها في نفوس المسلمين وتحقيق التكامل الاجتماعي والتعاطف والإحسان وفعل الخير وإصلاح العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمع العالمي .. لافتا إلى غياب هذه الأبعاد والأخلاق الإسلامية الحقة عن قوى العدوان وتحالفه وفي مقدمتهم آل سعود الذين فرضوا حصارا على الشعب اليمني برا وبحرا وجوا لتركيعه وأعمال القتل التي تطال المدنيين الآمنين والنساء والأطفال وكبار السن وسياسة التجويع والإفقار .

وذكرً بالمعاني الجامعة التي أتى بها الإسلام والتي قدمها الرسول الأعظم في حجة الوداع من حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم فيما بينهم ودماء غيرهم وهي المعاني التي لا يستوعبها المعتدون على اليمن منذ أكثر من 18 شهرا تعرض فيها الشعب اليمني لمختلف الجرائم والإنتهاكات والقصف الجوي بالأسلحة الأمريكية وارتكاب المجازر بحق المدنيين التي يوظف فيها الحج وخطبة يوم عرفه لتأييد مثل هذه الأعمال المستنكرة .

ولفت القاضي الرقيحي إلى الأدوار السعودية الواضحة في إشعال الفتنة بين المسلمين ودعم الفرقة والتناحر وارتباط ذلك بما يروى عن الرسول الكريم في مباركته للشام واليمن وتحديده لنجد كمصدر للزلازل والفتن وخروج قرن الشيطان.

وأكد أن دعوة الرسول الكريم لليمن وشعبها هي دعوة خير وبشارة للنصر الأكيد وبثبات الشعب اليمني في وجه العدوان الغاشم وما يتطلبه ذلك من توحيد الصف والجبهات والكلمة والقيام بالواجب الفردي والجماعي والنظر في حوائج الناس وتخفيف المعاناة عنهم وتفقد اسر الشهداء والجرحى والأسرى، ورفد الجبهات بالمال والرجال لصد العدوان وإفشال مخططاته الحقيقية التي تريد تدمير اليمن وشعبه دون استثناء وفي كل المحافظات .

وشدد القاضي الرقيحي في خطبتي عيد الأضحى على أهمية الوعي الجماهيري الكامل بأهداف العدوان ومخططاته التي تستوجب توجيه الأسلحة جميعها في وجه العدوان الذي بدأ عدوانه من عقود خلت كما يعلمه كل يمني في الشمال والجنوب وشرق اليمن وغربه .

ونبه الخطيب بأهمية التمثل الكامل للأخلاق التي ترسخها المناسبات الدينية والأعياد من صلة الأرحام وزيارة وتفقد أحوال المعسرين وأسر الشهداء والمصابين والقيام بحق التكافل الإسلامي والأخلاق الرفيعة .

عقب ذلك تلقى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى ونائبه الدكتور قاسم لبوزة في الجامع الكبير التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى من عموم المواطنين ورجال الدولة وقيادة المؤسسات وممثلي منظمات المجتمع المدني والقيادات الأمنية والعسكرية والمشائخ والأعيان وقيادات أمانة العاصمة صنعاء وممثلي أبناء المحافظات.