كشف حساب .. ماذا قدم التحالف وشرعية الفنادق بعد أكثر من 500 يوم ؟
بقلم / جميل أنعم
بعيداً عن أي إحصاءات تدين تحالف العدوان وفي كافة الأصعدة ومختلف الألوان والأشكال، على صعيد تدمير الإنسان والحياة حتى الأموات والحيوانات وبآلاف الشهداء وآلاف اليتامى والثكالى ومئات آلاف النازحين مئات آلاف قُطعت أرزاقهم، وعلى الصعيد المادي تدمير جنوني طال منازل المواطنين وتدمير المنشئات والمقدرات مطارات جسور طرقات موانئ معاهد والقائمة تطول إلى الأسواق والأعراس، وعلى الصعيد العسكري إستعانة بجيوش ومرتزقة العالم المأجورين وتنظيمات تكفيرية من قاعدة وداعش مع إمكانيات عسكرية هائلة للنيل من الجغرافيا والإنسان في اليمن.. إلخ، وعلى الصعيد الاقتصادي ولأول مرة في التاريخ محاصرة ملايين اليمنيين مع إغلاق موارد الدولة وتجفيف مصادرها بالتدمير أو التهديد بإيقافها بحال تشغيلها والعمل ليل نهار على ضرب العملة الوطنية ..الخ، وعلى الصعيد السياسي عهر سياسي وابتزاز وشروط تعجيزية تنتسخ وضعها السابق في صنعاء وفي المناطق التي تحت سيطرتها لا أمن ولا أمان وفوضى وفساد والشهر القادم بلا رواتب …إلخ، وعلى الصعيد الإعلامي والأخلاقي والوطني يتم اغتيال المفردات الوطنية وبأقبح الأشكال حتى أصبح “الكولونيل نيكولاس بطرس” شهيداً مقاوماً من إحتلال أبناء الوطن، وأصبح الإسلام السعودي التكفيري هو حامي الحما بعد كل ما تسبب به في العراق وسوريا وليبيا واليوم اليمن، وأصبحت الوطنية تعني التوافق مع نتنياهو والصهيونية العالمية بالأقوال والقناعات وبشكل مخزي ومزري لا يصدق.
فلنترك كل كل كل ذلك جانباً، ولنفتح كشف حساب مع تحالف العدوان ومرتزقته، ماهي إنجازاتكم ماهي مشاريعكم ماذا قدمتم خلال 500 يوم من عملية عاصفة الحزم وعاصفة الأمل لليمن أرضاً وانساناً وحتى سياسياً وعسكرياً واجتماعياً واقتصادياً ..إلخ .
أولاً على الصعيد العسكري بدأت ما يسمى بعاصفة الحزم قبل أكثر من 500 يوم بداعي تحرير المدن من الميليشيات وحماية الشعب اليمني واعادة شرعية منتهية إلى صنعاء في غضون بضعة أيام وشنت هجوم غاشم على كل الجغرافيا اليمنية عدا الجغرافيا التي ترزح تحت وطأة تنظيم القاعدة وداعش وبإعتراف عالمي واسع وبتأكيد أحمد عسيري المتحدث الرسمي باسم تحالف العدوان بأن أهداف ما يسمى بعاصفة الحسم ليست ضرب القاعدة أو داعش، بل جرى منذ الأيام الأولى التسليم الفوري لمدينة المكلا لتنظيم القاعدة بعد هجوم على سجن المكلا وإطلاق العناصر التكفيرية الإرهابية للاستيلاء على حضرموت بالكامل.
الانجازات العسكرية التي تمت على يد تحالف عاصفة الحزم، كانت تحرير – حسب مفهوم تحالف العدوان- عدن والمهرة وأجزاء من أبين وبعد عام من العدوان تم تحرير حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة، وعلى الرغم من تواجد ما يسمى بالحكومة الشرعية في المحافظات الجنوبية قبل إعلان عاصفة الحزم إلا أنها فشلت بممارسة أعمالها أو حتى التواجد في المحافظات الجنوبية بعد تحريرها، حسب مفهوم التحرير لدى تحالف العدوان، بل جرى إغتيال محافظ محافظة عدن السابق “الحبتور” وجرت محاولة إغتيال لرئيس الحكومة خالد بحاح في عمليات تبناها تنظيم داعش التكفيري الذي إستفاد من عاصفة الحزم بشكل مباشر في تلك المحافظات، وبالمناسبة هذه عمليتين فقط من عشرات العمليات التي تبناها التنظيم التكفيري .
وهذا يعني بالمفهوم التحريري لدى تحالف العدوان، إن المناطق المحررة غير قابلة لتطبيع الحياة، في ظل سيطرة وانتشار غاشم للتنظيمات التكفيرية داعش والقاعدة، نتيجة الإستعانة بها في المعارك التحريرية وتقديم كافة أنواع الدعم لها، وهو ما كان واضحاً باعتلاء رايات تنظيم القاعدة عربات عسكرية إماراتية تابعة للتحالف واشتراك مباشر لقيادة ما يسمى بالمقاومة مع عناصر تنظيم القاعدة لإدارة المعارك، وظهر هذا جلياً في وثائقي نشرته قناة البي بي سي البريطانية إن مقاتلي داعش والقاعدة يقاتلون كتفاً لكتف مع ما يسمى بالمقاومة الشعبية في المحافظات الجنوبية.
كما يعني المفهوم التحريري حسب تحالف العدوان أيضاً إن المناطق المحررة غير قابلة لرفع أعلام الشرعية “أعلام الجمهورية اليمنية”، بل قابلة لرفع أعلام تنظيم داعش التكفيري وأعلام الشطر الجنوبي ما قبل الوحدة فقط، وبالتالي فإن التحرير للمناطق المحررة قدم أقبح النماذج في ظل إستمرار الفوضى والإغتيالات بالجملة والمفرق، من جهة أخرى فشلت المرافق الحكومية في التوافق مع ما يسمى بالشرعية القابعة في فنادق الرياض في إدارة شؤون الدولة بإعتبارها “شرعية” حسب مفهوم تحالف العدوان، فظهرت الخلافات للعلن تارة بعدم إعتماد توجيهات محافظ حضرموت وتارة بإقالات وتعيينات نسفت كل ما يسمى بالشرعية كإقالة خالد محفوظ بحاح من رئاسة الحكومة .
ثانياً: على الصعيد الإقتصادي والخدمات العامة للمواطن حسب المفهوم التحريري لحماية المواطن اليمني واعادة الأمن والإستقرار ..إلخ، تم تقديم أفشل نموذج خدماتي يوحي بأن حرباً ضروس وحصار غاشم يمارس على المحافظات الجنوبية المحررة -حسب مفهوم تحالف العدوان- فلا كهرباء ولا مياه ولا مشتقات نفطية ولا رواتب ولا أمن وبصورة غير مسبوقة تم إغلاق عشرات المشافي واغلاق العديد من المرافق الحكومية منها البنك المركزي في عدن، كما تم تعطيل الدراسة وإغلاق الجامعات لفترة طويلة نتيجة سيطرة تنظيم القاعدة الذي منع إختلاط الطلاب في عدن والمكلا والتهديد بنسف الجامعات ..الخ، وبدت المحافظات الجنوبية المحررة بيئة خصبة للفوضى الشاملة، ما أجبر السكان على النزوح إلى المناطق “المحتلة” -حسب المفهوم التحريري لتحالف العدوان، نظراً لما تتمتع به المناطق المحتلة من اطمئنان نسبي وأمان وتوفير الخدمات العامة للمواطنين رغم الحصار والحرب المفروضة عليها .
ورغم إفادة تحالف العدوان بأنه يعمل على توفير الخدمات وتقديم المعونات في المناطق المحررة، ظهرت العديد من التقارير الإنسانية لتقول أن المعاناة في تلك المناطق فاقت حدود المعقول، وإزداد الضغط والنقمة الشعبية على تحالف العدوان، ليظهر باتهامات مباشرة يوجهها لحلفائه في تلك المناطق بأنهم يسرقون المساعدات الإنسانية ..إلخ .
وبذلك يكون حسب المفهوم التحريري لدى تحالف العدوان فالمناطق المحررة مناطق فاشلة إدارياً غير قادرة حتى على توفير الخدمات الضرورية والعامة للمواطنين، نتيجة الفساد والتخبط والأطماع، بالإضافة إلى الفجوة الكبيرة بين حكومة الفنادق والمسئولين في تلك المناطق وتحالف العدوان وأزمة ثقة كبيرة لا يمكن تجاوزها، وهذا ما بدا ظاهراً للعلن بإعترافات مؤيدين التحالف من كافة فضائيات تحالف العدوان من بينها القناة السعودية الأولى، وغالباً ما يتم تحميل قادة الإخوان المسلمين في تلك المناطق مسئولية الفشل .
ثالثاً على الصعيد الإجتماعي، قدم تحالف العدوان لإعادة الشرعية المنتهية الصلاحية نموذجاً مخجلاً باللعب على مفردات التمزيق والفتن العنصرية، فتم تهجير أهالي المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية المحررة، وبدا تحالف العدوان كمشرعن لضرب الوحدة اليمنية بذريعة الشرعية .
وبذلك يكون حسب المفهوم التحريري لدى تحالف العدوان فإن المناطق المحررة غير قابلة لأبناء اليمن بالكامل مناطقياً وطائفياً، وأن تحرير المدن يعني أيضاً إبادة الزيود والشوافع وتهجيرهم قسرياً في المناطق المحررة كما حدث في عدن وبعض مناطق في محافظة تعز بعد تحرير ما يسمى بـالمقاومة وعناصر تكفيرية داعش والقاعدة لها من الانقلابيين “حسب مفهوم تحالف العدوان”.
وبهذا يكون حسب المفهوم التحريري لدى تحالف العدوان، لا يمكن لأبناء الشعب اليمني من أبناء المحافظات الشمالية زيوداً كانوا أو شوافع ممارسة حياتهم في المناطق المحررة، سواء كان بممارسة العبادات والشعائر الدينية، أو مجرد الحياة فيها بشكل طبيعي ومعتاد، فلو كانوا زيوداً يتم سحلهم والتنكيل بهم ولو كانوا شوافعاً يتم تهجيرهم .
رابعاً على الصعيد السياسي، بغض النظر عن تضحية سياسيون ما يسمى بالشرعية بملايين اليمنيين بفرض الحصار والعدوان اللا أخلاقي لتركيع الشعب وإخضاعه بكل الوسائل الممكنة، حتى وإن أدى ذلك لابادة الشعب وقتل العملة والاقتصاد بفرض شروط سياسية تعجيزية تعيد فشل مناطقهم المحررة -حسب مفهومهم- .. بغض النظر عن ذلك، مارَسَ سياسيون ما يسمى بالشرعية، كل أنواع الابتزاز والنهب وبدون حياء، وصلت لسرقة المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة ومنع إدخلها إلى الشعب، والفشل الذريع في إدارة مهامهم بتلبية رغبات المواطنين بإعتبارهم “شرعية”.
وبذلك يكون حسب المفهوم التحريري لدى تحالف العدوان، فإن أهداف عاصفة الحزم، هي إطلاق عصابات تنظيم القاعدة وداعش على الأحياء والأموات، وتدشين الفوضى العارمة على كل البلاد، مع الفشل في إدارة البلاد ليس بقطع الخدمات العامة على المواطنين فقط، بل حتى بفشل تسليم الرواتب لكل الموظفين في الحكومة وعددهم بالآلاف المؤلفة، ومن أهدافها أيضاً خلق فجوة اجتماعية بفتنه مناطقية وطائفية عارمة لا تبقي في اليمن حجراً على حجر .
خامساً على صعيد تماسك حلف تحالف العدوان في الداخل والخارج، تشن العناصر المسلحة التي يدعمها التحالف وتقاتل تحت راية الشرعية هجوم عسكري واعلامي ينهش بعضها بعضاً، فكل القيادات الموالية لتحالف العدوان تهاجم ما يسمى بالشرعية ويصفونها بالعاجزة والكاذبة والمتحايلة على التحالف للإبتزاز المالي، كما وصف مؤخراً القيادي الجنوبي “أحمد بن فريد” زيارة هادي ومحسن الأحمر لمأرب بأن الهدف منها استلام أموال جديدة من دول التحالف العربية، مشيراً بأن الإخوان المسلمين في اليمن “حزب الإصلاح” يكذبون على دول التحالف العربية بإدعائهم إقتراب دخولهم العاصمة اليمنية صنعاء، وبن فريد له الكثير من التصريحات اللاذعة التي لا تقبل بالشرعية وممثليها .
كما اعترف قياديون وأكدت تقارير غربية بأن عناصر ما يسمى بـ”المقاومة” تنظمت في صفوف داعش والقاعدة، واعترف القيادي في المقاومة الجنوبية ومدير قسم شرطة البساتين في عدن “علي الذيب الكازمي” بذلك مشيراً بأن حالة الإهمال التي تعرضت لها ما يسمى بـ “المقاومة” دفعت ببعض عناصرها للانضمام إلى التنظيمات التكفيرية المتطرفة، كما تشهد التنظيمات المدعومة من تحالف العدوان صراع عنيف في ما بينها لتقاسم النفوذ في أغلب المناطق المحررة حسب مفهوم تحالف العدوان .
وبهذا يصبح التحريريون والتحرير حسب المفهوم السعودي انهيار أمني وفوضى عارمة لتقاسم الحصص والإستيلاء على السلاح والمال المقدم من تحالف العدوان، كما أن المناطق المحررة مناطق صراع دائم غير مؤهلة لتصبح أرضاً يحتذى به أو حتى تحقق الأهداف التي أعلنتها قيادة عاصفة الحزم لسلامة وحفظ المواطن اليمني، وكل طرف يُحمل المسئولية للطرف الآخر، أريد التنوية هنا بأني اقتبضت مواقف لعشرات القياديين الموالين لتحالف العدوان تثبت ذلك مع انعدام أي فرص أو مبادرات لتفادي ذلك .
والآن أترككم مع بعض الآراء لأهم مؤيدين عاصفة الحزم، وما تقييمهم للتحالف والشرعية وبدون تعليق :-
– قال خالد محفوظ بحاح رئيس الحكومة السابق عن الشرعية عقب قرار إقالته ((إن القبول بهذه القرارات يعتبر تخلياً صريحاً عن كل المرجعيات الحاكمة للفترة الانتقالية، وأحكام الدستور، ومخالفة لأحكام الدستور التي لا تقبل الاجتهاد أو التأويل إذ لا يوجد أي نص دستوري يقضي بتعيين رئيسا للحكومة مع بقاء الحكومة وأعضائها لممارسة مهامهم؛ وهي تمثل خروجاً عن الدستور بصرف النظر عن الأشخاص المعينين))
– قالت توكل كرمان عن العاصفة والشرعية نتيجة تركهم للجرحى ينزفون حتى الموت ((أيتها الشرعية “الشوهاء” والتحالف “الأرعن” إفعلوا شيئاً للجرحى لتستحقوا ذرة من الإحترام))
– قال حمود سعيد المخلافي عن التحالف والشرعية مخاطباً أحد الإعلاميين ((عن أي شرعية وأي تحالف تتحدث .. لم نعد نثق بالتحالف))، واصفاً دول التحالف بالمرتعشة والمتخاذلة .
– قال القيادي والبرلماني المعروف “شوقي القاضي” إن ((التحالف العربي بقيادة السعودية فشل فشلاً ذريعاً فيما يتعلق بأهدافه ووعوده لليمنيين))
– وقال الرئيس المنتهية صلاحيته هادي عن عاصفة الحزم ((لم نكن نعرف تفاجئنا بعاصفة الحزم))
– وقال الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي “عادل صادق الشبحي” عن الشرعية من القناة الأولى السعودية (( الملف الخدمي يعاني منه السكان في المناطق المحررة بل وبإمتعاض من الحكومة الشرعية، ويعتبره السكان كعقاباً لهم .. والحكومة الشرعية لم تقدم شيء))
عينات لا تحتاج لأي براهين أو أي تحليلات هذا رأي التحالف بالشرعية ورأي الشرعية بالتحالف، اعتراف بالفشل الكامل