اتفاق وطني.. وتأييد شعبي
بقلم / حميد دلهام
اتفاق قوى الداخل، المناهضة للعدوان ، يأتي بعد مخاض شديد، وتلبية لمطب شعبي ملح طالما انتظره الشعب بفارغ الصبر وعلى مدى أشهر العدوان الطويلة.. فراغ السلطة وتعطيل الجبهة السياسية كان جزءا أساسيا من المعركة، و أحد أهم رهانات الأعداء التى بنوا عليها كثيرا من استراتيجياتهم و مخططاتهم، و بالتنسيق مع أوكار عمالة الداخل ، الذين تمالأوا مع أعداء الوطن، وكانوا ولا زالوا أداة قوية، و شماعة وحيدة، يتم توظيفها بعناية لتغطية فضائع وجرائم المعتدون ضد شعبنا ووطنا الغالي والعزيز. …
اليوم خرج الشعب الى الساحات، رغم الظروف الصعبة، والأمطار الغزيرة، ليبارك ويؤيد و يدعم الاتفاق الوطني..خرج ليقول كلمته، ويمنح شرعيته لمن يستحقها باعتباره المصدر الوحيد والشرعي لها، خرج رغم المشقة و العنا، ليضفي على الاتفاق صفة الالزام، و يكون الشاهد الحاضر، والعين اليقظة، والرقابة المستمره، على كل أطراف الاتفاق، فيما يتعلق بكل مراحل ما بعد التوقيع،، خرج ليؤكد للعالم، و للعدو والصديق،، والقريب والبعيد، بأنه لا بديل ولا خيار اخر غير الصمود في وجه الة العدوان، رغم ضراوتها و استهتارها بكل النظم والقوانين والأعراف، و تجاوزها كل الحدود و استخدمها كل أنواع الأسلحة حتى المحرمة والممنوعة ، و برغم ولوغها الشديد في الدم اليمني ، مع كل ذلك لا خيار سوى الصمود ، ومواصلة الوقوف بحزم في وجه تلك الالة القاتلة والمجرمة.. خرج ليقول لمن تخلف من بقية القوى الوطنية، بان القعود مع الخوالف ليس من شيم الشعب اليمني، وان من سينتهج سياسية التخلف والتقاعس من تلك القوى، فان مصيره سيكون التجاهل و الخروج من قاموس اهتمام الشعب، و سيخسر كل قواعده و حواضنه الشعبية،
وبالتالي لا مناص من المبادرة والمسارعة إلى توقيع الاتفاق ، والانضمام الى الشعب بكل قواه وقواعده وأجندته المناهضة للعدوان، و المدافعه عن الوطن.. تلك رسائل الشعب اليمني ، وذلك هو موقفه الحازم والثابت والغير قابل للتغيير، في أي وقت وتحت أي ظرف، مهما تكالب الأعداء، واستمروا في عدوانهم ، ومهما أصروا واستكبروا، واستخدموا كل أساليبهم القذرة و جندوا وحشدوا، ووظفوا كل امكاناتهم الهائلة و أموالهم الطائلة،، موقف ثابت وخيار وحيد، رغم الجراح والألم، و رغم التضحيات الكبيرة والخسائر الفادحة ، انه الصمود وﻻ سبيل غيره،،
وأي اتفاق يعمل على تعزيز ذلك الخيار، و يسهم في توحيد الجبهة الداخلية، و توثيق الأواصر بينها، فالشعب حاضر وبقوة إلى دعمه وتأييده، ولن تمنع سيول المطر، سيول البشر من التدفق لمباركته كما هو واضح من فعالية اليوم..