الخبر وما وراء الخبر

الصراري شهيدة الصمود

208

بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي

هم ليسوا زيوداً وَلكنهم شوافع كما أنهم ليسوا من صعدة أو صنعاء أو حجة أو ذمار أو… أو… وَلكنهم من تعز، ذُبحوا غيلةً وَغدراً كما تُذبح الجزور وَبدمٍ باردٍ بعد أن حُوصروا وَجُوِّعوا وَبدون أن يعرفوا ما هو حتى جرمهم أو ما الذي اقترفوه إلا أنهم لم يقبلوا أن يُعتدى على وطنهم وَشعبهم، وَمع ذلك لم نسمع أحداً ممن ظلوا لأكثر من عامٍ وَنيفٍ وَمازالوا يتباكون على تعز ينبس حتى ببنت شفةٍ استنكاراً وَإدانةً لما حدث من جريمةٍ وَمجزرةٍ يندى لها جبين الإنسانية!!

ذلكم هم أَبْنَاء منطقة الصراري التابعة لمحافظة تعز الذين يتعرضون الآن لحرب إبادةٍ شاملة على يد من تجردوا من كُلّ قيم الإنسانية وَأخلاق العرب وَحتى العجم، فلم يراعوا حرمة دمٍ مُسلمٍ وَلا حق رَحِمٍ وَقربى سوى حقدٍ دفينٍ وَمتراكمٍ لكل مخالفٍ لهم حتى وَلو كان على صواب!

أليس هؤلاء المغدورون أيها الناعقون هم من أَبْنَاء تعز، فأين أنتم اليوم من دمائهم وَهي تُسفك على مرأىً وَمسمعٍ وَمقربةٍ منكم؟!! أم أن خارطة تعز في جدار ذاكراتكم وَعقلياتكم العنصرية ليست هي الخارطة الجغرافية وَالسكانية الحقيقية التي يعرف بها العالم تعز، وَإنما هي خارطةٌ تصنيفيةٌ من نوعٍ مختلفٍ بحسب حجم وَكمية تقديم الشكر لسلمان من عدمه؟!

أيها المتباكون: كلما ارتكب العدوان أو أعوانه جريمةً بحق تعز، كلما انخلع القناع أكثر عن نفوسكم المريضة وَالحاقدة وَتبين حجم ضلوعكم في المؤامرة على تعز وَعلى اليمن بصورة عامة وَأنكم اليوم بتواطؤكم وَصمتكم على ما يحصل لأَبْنَاء منطقة الصراري إنما أنتم بذلك تدينون أنفسكم وَتثبتون تورطكم في مثل هكذا جرائمَ وَمجازرَ تعكسُ حقيقةَ نظرتكم الخبيثة التي تنظرون من خلالها إلَى تعز وَإلى أي مدى تستغلون وَتستثمرون جراح وَآلام تعز النازفة المتنقلة على أيديكم من مكانٍ إلَى مكان وَالتي لن تقف اليوم عند منطقة الصراري ما دمتم أنتم تغتالون وَتذبحون كُلّ يومٍ الحالمة تعز.