الخبر وما وراء الخبر

الصراري باختصار..

225

بقلم / محمد قاضي

لماذا افتعل الدواعش أحداث الصراري في هذا الوقت تحديدا؟ هل لأنهم عرفوا اليوم بان آل الجنيد زيدية متعايشون بسلام في معقل الشافعية لقرون مضت؟ أم أنهم بعد هذا العمر كله اكتشفوا مؤخرا بأنهم روافض ومجوس يجب استئصالهم؟ فأين كانت الغيره والحمية المفاجئه فيكم قبل شهور مثلا ؟ لماذا اليوم؟..

سأخبركم سبب التصعيد المفاجئ ضد الصراري نيابة عنهم:

كانت اليمن والدول العربية والاسلامية في تعايش ووئام إلى أن دخلت هذه الأفكار العفنة إلى مجتمعاتنا، فلم نسمع عن سني وشيعي رافضي ومجوسي إلا بعد ان ظهرت الفتنة من قرن الشيطان ‘أرض نجد’ وهابية السعودية .

ففيما يخص تعز؛ المدينة وما حولها بفضل الله أصبحت تحت السيطره شبه الكاملة بدليل الصراخ والعويل باسطوانه ‘حصار تعز’ بين الفينة والأخرى كلما اقتضت الحاجة، ومطالبة قيادات إخوانية للجنة الثورية بمعالجة المغرر بهم على نفقة الدولة، وهذا يثبت بأن الحصار كان مركز على المرتزقة فقط دون غيرهم من أبناء الحالمة.

فبعد هذا التطور ‘السابر’ أصبح الدواعش في مأزق أضعف موقفهم في الميدان فكيف يمكنهم الخروج  منه؟ لأنهم سيخسرون الارتزاق وكل شي بعد ذلك، ففكروا بحيله خبيثة لجر الجيش واللجان الشعبية إلى مكان تكون طبيعتة وتضاريسة تخدم الطرف المسيطر عليه أولا، فلم يجدوا مكان أنسب من مديرية صبر الموادم.

فقاموا بالتمهيد عبر إثاره موضوع الحسينيات والشيعة والرافضة كعادتهم وما إلى ذلك ‘إعلاميا’ قبل البداء بإجتياح القرية وارتكاب المجازر حتى تكون مبررا لها، وبما أن المنطقة لا يوجد فيها أي مواجهات سابقة ولا تشهد أي توتر يذكر، سيطروا الدواعش على كل الجبال والتباب والقرى المحيطة بقرية الصراري تمهيدا لأندلاع مواجهات تم الإعداد والتجهيز لها.

فكان الهدف الحقيقي لهذه الأفعال والممارسات الإجرامية ليس من أجل نصره الإسلام وتطهير تعز وغيرها من الشعارات الجذابة التي دائما يرفعها أنصار داعش للتبرير عن كل جرائمهم التي تأخذ الطابع الطائفي في كل الدول… وإنما هناك بعد استراتيجي للمسأله يتمثل بجر الجيش واللجان لحلبه صراع جديدة ظروفها وطبيعتها مؤاتية تأهل داعش لإحراز نصر ولو ضئيل، فالمنطقة ذات جبال شاهقة لن يستطيع رجالنا الوصول للصراري وانقاذ اهاليها الا بعد تتطهير المناطق المطله وهذا سيستغرق جهد طويل واستنزاف بشري ومادي هائل كونهم أحكموا السيطرة على الطرق والممرات المؤدية مسبقا للقرية، ووارد جدا أن يتدخل طيران العدوان لمسانده أذنابة وهذا الهدف الذي نقصده، فالموضوع عباره عن فخ تم نسجه بإحكام بغية إلحاق الخسائر باكثر قدر ممكن.

بالإضافة لتأسيس ثقافة طائفية مقيتة تكون البداية من تعز عاصمة التمدن والحداثة، وذلك بعد أن فشلت السعودية إثارتها عبر دعم التظاهرات التي نادت بإخراج الزيود منها قبيل العدوان على اليمن، فما أن كان منهم إلا تنفيذ المخطط الذي يستهدف النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية عمليا، كما هو الحال مع الأزيديون في العراق على سبيل المثال.

وبالتالي ما يحدث في الصراري أنموذج يراد له أن يطبق في كل أرجاء اليمن الحبيب لنقع في مستنقع الطائفية حتى نكون عراق آخر لاسمح الله، ومع هذا كله من أخذ على عاتقة عهد الدفاع عن كرامة وحماية أرواح الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه وقدم خيره رجاله دفاعا عن أهلنا في الجنوب دون مقابل غير الجحود والنكران من البعض، لا يمكن أن يتخلى عن الدفاع عن أهالي قرية الصراري أو غيرهم في أي رقعه من أرض اليمن .

لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبل بمقارنة ما يحدث بالصراري بما حدث في كتاف ودماج، ففي الحالة الأولى يحدث تتطهير عرقي بكل ما تعنية الكلمة من معنى، ضد أسره معروفة من نفس القرية لم يتعرضوا لاأحد بسوء، من قبل أناس تعتبرهم الأحداث والوقائع امتداد لمشروع فتنوي في المنطقة يراد لليمن أن تغرق في وحلة ومستنقعه أسوه ببقية بعض الدول العربية، بأيادي محلية من داخل وخارج المحافظة وربما بينهم اجانب لارتكاب جرائم ضد اليمنيين بأموال ودعم سعودي بإمتياز.

لكن في الحالة الثانية كان هناك تعايش سلمي لم يتعرض أحد لسكان دماج وكتاف  بأي أذئ حتى إبان فترة الحروب الست على صعده، وعندما حان الوقت جاءت الأوامر من الرياض فتم استحداث المتارس والنقاط ومارست تلك الجماعات نشاطها نهارا جهارا، فجهزت العبوات والأحزمة الناسفة والانتحاريين والسيارات المفخخة ضد أبناء صعده.

ومع كل ذلك تعقل الطرف الآخر ‘أنصارالله’ قدر الإمكان بغية معرفتة بعواقب المخطط الذي تريد تلك الفئة تنفيذه في المحافظة، لكن الأمر تطور وأصبح من الضروري أن يوضع حد لتلك الجرائم التي مورست ضد الأبرياء في الأسواق والمساجد والمناسبات في صعده، عندئذ تتطور الأمر أكثر ووصلت سموم تلك الجماعات لكل المحافظات اليمنية وكان كل الانتحاريين من طلاب مراكز دماج وكتاف وهناك شواهد ودلائل كثيره على ذلك.

فيما يخص موضوع خروجهم من قراهم وتهجيرهم حسب زعمهم، فلم يطلب منهم أحد الخروج وهذا بعلم الجميع واعضاء الوساطة مازالوا على قيد الحياة، وإنما الحجوري من طلب وأراد ذلك حتى يستعطفوا الآخرين ويجعلوا من قضيتهم مظلمه، كيف لا؟ وهم اليوم في صنعاء تحت إدارة اللجنة الثورية -التابعة لأنصارالله- كبقية اليمنيين لماذا لم يطلبوا الخروج من اليمن إذا؟.