النصر الاستراتيجي.. من الصد إلى الرد
بقلم / أحمد حمود جريب محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي.
من الطبيعي أن تتعدد الجبهات التي يحاول حلف العدوان السعودي الأمريكي أن يفرضها على الشعب اليمني لغرض كسب انتصار في عدوانهم .
ومن الطبيعي أيضا أن يعطي الجبهة العسكرية الأولوية إن لم يكن الخيار الوحيد الذي درسه وأعد له العدة على اعتبار أن غزو اليمن مجرد استعراض عسكري لجيش العدوان يسوق اعلاميا كانتصار عسكري ساحق ماحق على اعتبارات التي سبق تحضيرها خلال فترة ماقبل عدوانهم المباشر على اليمن من تآمر مع القيادة الفاسدة والعميلة لهم برئاسة الدنبوع وعصابته من هيكلة للجيش والآمن اليمني وتدمير مقدراته وبنيته التحتية وتخريب متعمد لاقتصاد والثروة الاقتصادية وفوق هذا وذاك التأثير والتظليل الإعلامي الموجهة عبر وسائلهم الثقافية والإعلامية.
كل هذا وغيره الكثير يجعل من أي بلد موزة مقرشة أمام عدوها المتربص ولن يجد أفضل من هذه البيئة الممزقة والمنهكة .
ومن أجل ذلك نعتقد أن غرور المعتدي لم يمكنه من التخطيط لجبهات مضطر لخوضها في معركة غزوه لليمن غير التخطيط والإعداد والتنفيذ للجبهتين العسكرية والاعلامية . وها هو اليوم وبعد مرور أكثر من عام ونصف من الصمود اليمني الذي يعد اسطوري بكل المقاييس والمفاهيم وعلى كل الجبهات التي اضطر العدو أن يتعامل بها ويفعلها كالجبهة السياسية .
والدليل قبول العدو أن يحضر وفد يمثله من المرتزقة لمؤتمر جنيف الأول والثاني والكويت الأول وحاليا الثاني بعد عيد الفطر الماضي .
وأيا تكن النتائج التي تحققت أو لم تتحقق من هذه المفاوضات هي في الحد الآدنى بالنسبة لنا كشعب وقيادة يمنية تعبير واضح على عجز الخيار العسكري للعدو على أرض الميدان .
وإذا كانت الثمار السياسية التي تقطف على الطاولة نتاج طبيعي لمستوى الانجازات في ميدان المعركة فإن كل القراءات والتحليلات والنتائج تبين أن الجيش اليمني واللجان الشعبية امتصت الضربة وإعادة ترتيب صفوفها وأحسنت الانتشار والتوزيع وانتقلت من المتلقي إلى المبادر في الكثير من الجبهات بل وصلت الى فرض معادلات ردع و بعد أن نجحت في الرد وقبلها نجحت في الصد .
كل ذلك وغيره الكثير الذي نتركه للخبراء والمحللين وما ستنبئ به قادم الآيام لنقول المختصر المفيد كرسالة نبعث بها إلى العقلاء من الطرف الآخر بأن الحسابات الخاطئه مآلها الفشل وهذا ما اثبتته لكم فترة العدوان الماضية وما لم يتحقق لكم في الميدان قطعا لن تعطوه لمجرد التفاوض السياسي .
وما لم يكن هناك تعقل في الطرح السياسي والاعتراف بالواقع وتغيرات الاحداث وأن يمن اليوم لم يعد يمن 20 سبتمبر الذي فررتم من الاعتراف به وأن إصراركم على استهلاك الوقت على أمل تغير الحال لن يكون سوى إضاعة الفرصة الممكنه حاليا للالتقاء والاتفاق على الممكن على قاعدة التوافق والشراكة .
وربما لن تتكرر الفرصة نتيجة تغيرات الميدان بما ينذر ربما بتغير جذري واستراتيجي حتى على مستوى المنطقة وعندها سيكتشف المرتزقة بأن الزمن قد تجاوزهم وأن العرض أصبح يطرح على من يليهم في جغرافية المنطقة . والحليم من اتعض بغيره ، والعاقبة للمتقين .