الخبر وما وراء الخبر

الفشل الذريع للإعلام السعوصهيوني في اليمن

152

د.أسماء الشهاري

من المتعارف عليه أنه يتم رجم الشيطان مرة واحدة في العام في أيام الحج، لكن و للأسف يتم رجم قنوات الجزيرة والعربية و الحدث و أخواتها منذ أشهر كل يوم و يمرغ أنفها تحت نعال الرجال الرجال من أبطال الجيش و اللجان الشعبية اليمنية..

لم يعد خافياً على أحدحقيقة هذه القنوات و عمالتها و خدمتها للمشروع الصهيوني الأمريكي العالمي الذي يسعى لتدمير البلدان العربية و الإسلامية و إضعافها و تسهيل استعمارها و قد تمكنوا من تدمير أجزاء كبيرة من البلدان العربية و الإسلامية مثل سوريا و ليبيا و العراق و غيرها و نشر الجماعات الإجرامية في بعضها و الغزاة المحتلين في البعض الآخر تمهيداً لمخططاتهم الإستعمارية في المنطقة …

و قد كان لهذه القنوات الدور الأكبر في ذلك حيث كانت تبث الأكاذيب و الشائعات و تعمل على الإرجاف و سخرت كل إمكاناتها و طاقاتها من أجل خدمة المشروع التدميري و الإستعماري لربها أمريكا و إلاهها إسرائيل ..

فما هي إلا قنوات عميلة و مأجورة ليس لها مبدأ ولا مهنية و لا تقوم أخبارها على أي أساس من المصداقية.. كل دورها تسهيل عمل الأدوات الإجرامية في تحقيق أهدافها، و من دورها في ذلك أنها كانت تُشيع مقدماً أهداف العدو التي يريد أن يصل إليها على أنها قد حصلت و وقعت قبل حدوثها و تدعم ذلك بكل جهودها فتشتت بذلك قلوب الناس و صفوفهم و تحطم معنوياتهم و تكسر عزيمتهم و شوكتهم بأكاذيبها و إرجافها و تجعل خطة العدو تنجح بسهولة كبيرة و دون عناء يُذكر،

على سبيل المثال في اليمن نجدهم يتحدثون مراراً و تكراراً عن سقوط صنعاء و دخول قوات التحالف إليها أو السيطرة على فرضة نهم.. محاولين بذلك أن يستنسخوا دورهم الأساسي و الكبير في احتلال أمريكا للعراق و حديثهم عن سقوط أماكن كثيرة قبل سقوطها فعلياً..

اعتقدت هذه القنوات في البداية أن مهمتها هي الأسهل في اليمن بسبب اتحاد قوى الشر الدولي العالمي بين من يباشر العدوان بنفسه و يشرف عليه و من يتواطأ و يلتزم الصمت تجاه كل ما يحصل من حصار و قتل و دمار..

لكن هذه القنوات انكشفت سؤتها و اتضح زيف أكاذيبها و تبعثرت آمالها و تحطمت أحلامها على صخرة المارد اليمني و الذي جعل من أكاذيبها أضحوكة القرن الواحد والعشرين..

هذا المارد الذي أسقط القناع و كشف زيف هذه القنوات التي تسعى بإستماته لإركاع اليمن و إخضاع شعبه و تسهيل إحتلال أرضه من قبل تحالف دول الشر العالمي..

إننا لم نلاحظ أي تغطية من قبل هذه القنوات لجرائم العدوان بحق المدنيين و الذين وصل عدد الشهداء و الجرحى فيهم للآلاف ناهيك عن الدمار التام و الكامل للبنية التحتية اليمنية بل على العكس يتحدثون مسبقاً عن وجود أسلحة في المدارس و منازل المواطنين و الطرقات و أماكن مختلفة كثيرة تمهيداً لضربها و تدميرها من قبل طائرات العدوان و قتل أكبر عدد من النساء والأطفال..

و على الرغم من كل الجهود المبذولة من قبل هذه القنوات و من بداية إعلان ما يسمى بعاصفة الحزم على اليمن، لم تتمكن هذه القنوات من تحقيق شيء من أهدافها و أهداف العدوان السعوصهيوأمريكي على اليمن، و يرجع ذلك لعدة أسباب منها :

أولاً_ الوعي الكبير لدى اليمنيين شعباً و مقاومة متمثلة بالجيش و اللجان الشعبية مثل حجر عثّرة أمام مخطط العدو الإعلامي، و عدم التفاته لإعلام العدو و تضليلاته..

ثانياً_ الدور الرائد للإعلام اليمني و خاصة ما يتعلق بالإعلام الحربي و الذي كان يوثق بالصوت و الصورة كذب ادعائات العدو.. و كذلك دور الأدباء اليمنيين من شعراء و كتاب و صحفيين و الوسائل الإعلامية المرئية و المسموعة منها و المقروءة..

ثالثاً_ بطولات رجال الرجال من الجيش و اللجان الشعبية في جبهات القتال الداخلية و التي جعلت العدو ينعي قتلاه من قوات العدوان الغزاة و المرتزقة في كل مرة حالت دون أن يحقق أي هدف يذكر..

رابعاً_ إحترف المقاتل اليمني الشرس دور الهجوم في الجبهات الخارجية و تنكيله بالعدو أيما تنكيل حيث جعل من دبابات العدو و مدرعاته و أبراجه أهداف يومية يُحيلها أثراً بعد عين، و جعل مواقع العدو تتساقط كتساقط أوراق الخريف و تنهار أمام صلابته و حرفيته القتالية العالية على الرغم من أنه يمتلك أسلحة متوسطة مقابل الأسلحة المتطورة و كاميرات المراقبة و الأقمار الصناعية و ملايين الدولارات و الدعم العالمي اللوجستي و العسكري.. و كان لدور الإعلام الحربي في توثيق هذه البطولات أهمية كبيرة جداً انعكست إيجابياً على رجال اليمن و شعبه، و سلباً على العدو و جيشه و سببت إرباك كبير لأبواقه الإعلامية..

خامساً_ الدعم الشعبي اليمني القوي و الكبير لأبطال الجيش و اللجان الشعبية الذين يدافعون عن أرضهم و كرامتهم..

سادساً_ التضليل و الكذب الممنهج و الإنتصارات الوهمية..

كان يتم عمل ترويج و حملات دعائية كبيرة و عملاقة من قبل هذه القنوات عن عمليات ضخمة ترتب عنها أو سيترتب عنها انتصارات ساحقة لمرتزقتهم و الذين هم من جنسيات مختلفة و يتحدثون عن أنه سقط أو سيسقط مناطق يمنية مختلفة ، فتكون المفاجئة في كل مرة بسقوط مريع من القتلى في صفوف مرتزقتهم و خسارات فادحة في عتادهم و عدتهم و ذهاب لماء وجههم.. كما حصل مراراً في مأرب و الجوف و غيرها من المناطق اليمنية .

فحالات الفشل والهزائم المتكررة لدى جيش العدو و مرتزقته و خساراته الفادحة أثرت بشكل كبير على تخبط إعلام العدو و الذي كان يسعى جاهداً إلى أن يغطي على ذلك الفشل و تلك الهزائم عن طريق الأكاذيب و التضليل، و أن يصنع انتصارات وهمية و التي سرعان ما يتضح زيفها فجعل منه أضحوكة و محطاً للسخرية و جعلت من إعلام العدو يناقض نفسه بنفسه..

و لا يستطيع هذا الإعلام المرتزق و المرتهن لقوى الشر العالمية و مخططاتها سوى الإستمرار في الكذب و الزيف و التضليل وبينما هو غارق في الأحلام و الأوهام خاصةً فيما يتعلق بسقوط صنعاء و السيطرة عليها.. لن يستفيق من هذا الحلم إلا و قد تمت إستعادة عدن الحبيبة و تخليصها من أيدي الغزاة و القتلة و المجرمين.