الخبر وما وراء الخبر

ما دلالات مقتل ضابط صهيوني كبير في اليمن ؟

218

بقلم / زيد أحمد الغرسي

الإعلان عن مقتل نائب رئيس شعبة تحليل المعلومات بجيش العدو الصهيوني في اليمن إثر ضربة توشكا التي استهدفت معسكرا للمرتزقة والغزاة جوار باب المندب يوم السبت 16-7-2016م ليس خبرا عاديا يتم قراءته كخبر وانتهى بل هو خبر استراتيجي وله أسبابه وتداعياته ويكشف عن حقيقة أهداف العدوان على اليمن !.

فمقتل مثل هذا الضابط الإسرائيلي الرفيع يدل في البداية على مشاركة العدو الإسرائيلي مشاركة حقيقية في العدوان على اليمن وان محاولات البعض انكار او تجاهل مثل هذه الحقائق ما هو إلا تهرب من الادلة الميدانية التي تؤكد ان العدوان بالأساس هو عدوان امريكي اسرائيلي وما الإمارات والسعودية الا مجرد ادوات ..حتى مقتل هذا الضابط يرد على البعض الذي دائما يردد تقولون الموت لإسرائيل ولا قد قتلتم واحد منهم مع ان هذا الضابط ليس الاول الذي يقتل في اليمن فقد سبقه ضباط وجنود اسرائيليون قتلوا في ضربة توشكا قبل اشهر على معسكر لهم في باب المندب ‘عدا عن مشاركة طيارين اسرائيليين في الغارات الجوية ضد اليمنيين ، وضرب نقم بتلك القنبلة الاسرائيلية ، ومقتل العديد من الضباط الاسرائيليين في ضربة سكود على قاعدة خميس مشيط في بداية العدوان ، بالإضافة الى التنسيق السعودي الاسرائيلي المعلن وتصريحات كيان العدو نفسه بتأييد العدوان على اليمن ومباركته ووو…الخ.

كما أن مقتل مثل هذا الضابط الاسرائيلي في اليمن جاء ليثبت حقيقة تصعيد العدو الاسرائيلي في مشاركته بالعدوان على اليمن اذا جاء بعد عدة تحركات له كان ابرزها اللقاء بين محمد بن سلمان ونتنياهو في مدينة العقبة بالأردن والتوقيع على اتفاقية تعاون فيما اسموه تأمين باب المندب ثم استدعاء محمد بن سلمان لشركة اسرائيلية تعمل في صناعة المفخخات والمتفجرات للإستعانة بها في مواجهة الجيش واللجان الشعبية في حدود المملكة الجنوبية وبعد ذلك تأتي التصريحات الاسرائيلية الاخيرة بالكشف عن علاقتهم  بالنظام السعودي وبعض الانظمة العربية وشكرهم لآل سعود مؤكدين على ازدهار العلاقة بينهم من قبل حوالي سنة ونصف اي قبل بداية العدوان تماما..

ليأتي اللقاء بين تركي الفيصل وسفيرة اسرائيل لدى الأردن في تاريخ  12-7-2016م والذي خصص للبحث في ملف العدوان على اليمن حيث طلبت السعودية الاستعانة بالخبرات الاسرائيلية في مواجهة الجيش واللجان الشعبية اليمنية ليخرج قائد جيش العدو ليلعن عن موافقته على ذلك مقابل تسليمهم القاعدة الجوية بتعز  ولم يفصل بين الاجتماع والاعلان عن مقتل الضابط الاسرائيلي في اليمن إلا أربعة أيام وهذا يكشف عن البدء الفوري لنتائج الاجتماع.

من جانب آخر وبالنظر إلى منصب الكولونيل “إيجورنوفسكي” حيث يشغل نائب مدير شعبة التحليل في استخبارات جيش العدو الاسرائيلي وهو منصب كبير لا يستهان به داخل جيش العدو فما ما معنى ذلك ؟ .

معنى ذلك ان مهمته ” مع فريقه طبعا لأنه ليس لوحده ” تجميع كل المعلومات عن الجيش واللجان الشعبية وأساليبهم وطرقهم في الحرب وكيفية تكتيكاتهم العسكرية ونوعية الاسلحة التي يستخدمونها وطبيعة الجغرافيا التي يقاتلون فيها ورصد كل ما يتعلق بهم ودراسة كل تفاصيل الميدان العسكري والمواجهات بين الجيش واللجان الشعبية ومرتزقة العدوان … الخ وتحليلها وتقديم نتائجها للعدوان للاستفادة منها خلال المرحلة المقبلة وبالمقابل دراسة نقاط القوة والضعف لدى العدوان ومرتزقته وتقييمها واعطائهم بدائل مناسبة..

كل ذلك ينبئ عن تصعيد للعدوان السعودي الأمريكي الذي يحاول أن يستخدم اخر اوراقه مباشرة بعد أن كانت تشرف من غرف العمليات في الرياض وهذا نموذج واحد للتصعيد الميداني والتحضير له من قبل العدوان السعودي الامريكي يرافقه تصعيد سياسي من خلال انقلاب العدوان ومرتزقته على كل ما تم الاتفاق عليه خلال جولة المفاوضات الاولى قبل عيد الفطر المبارك  كما يتزامن مع ضغوطات دولية من خلال الاجتماع الرباعي الذي انعقد في لندن بين وزيري خارجية دول العدوان السعودية والامارات ووزيري خارجية أمريكا وبريطانيا يوم الاربعاء 20-7-2016م والخروج من هذا اللقاء بالدعوة لانسحاب الجيش واللجان الشعبية من المدن وهو ما يفسر موقف المجتمع الدولي المؤيد لمطالب العدوان في مفاوضات الكويت ورفض اي حلول توافقيه للتوصل الى حل سياسي لوقف العدوان على اليمن.

كل تلك التحركات الميدانية والسياسية للعدوان تنبئ بشكل كبير عن نواياه خلال المرحلة المقبلة الأمر الذي يستوجب منا الوعي الكامل بما يدور علينا كشعب يمني من مؤامرات والتصدي لها والاستمرار في رفد الجبهات بالرجال والقوافل الغذائية وتعزيز حالة الصمود ووحدة الجبهة الداخلية والحذر من التكاسل والغفلة والتساهل فموعدنا النصر الذي لا شك فيه ومهما جمعوا كيدهم وحشدوا فانهم اوهن من بيت العنكبوت.