تقرير: “صنعاء بعيدة” عن متناول العدوان ومرتزقته
ذمار نيوز / صدى المسيرة: إبراهيم السراجي
مع انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات الكويت قبيل عيد الفطر كانت التوقعات المعلنة من قبل الوفد الوطني مطابقة للواقع الذي كان يقول إن العدوان ومرتزقته على أبواب تصعيد عسكري ضمن محاولة جديدة لتحقيق مكسب ميداني على الأرض يعوض خسارتهم السياسية على الطاولة. صدقت تلك التوقعات لكن رد الفعل من قبل الجيش واللجان الشعبية كان هو المفاجأة وهو الذي قلب الطاولة الميدانية على رأس مخططات العدوان.
“عيدنا جبهاتنا” كان شعاراً وعنوانا ليقظة أبطال الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات وخاصة جبهات نهم ومأرب والجوف وخلال ما يقرب من أسبوع تغيرت الخارطة الميدانية ووجد مرتزقة العدوان أنهم باتوا أبعد مما كانوا من هدفهم.
- هادي والاحمر ..ساعتان في مأرب: تسلل بحجم الهزيمة
أعلن إعلام مرتزقة العدوان عن وصول الفارين هادي والأحمر إلى مأرب بعد أن غادراها إلى الرياض بالمروحية التي جاءا بها. وصور ذلك الإعلام أنهما قد وصلا لقيادة معركة كبرى فيما كانا قد عادا إلى غرفتيهما في فنادق الرياض على وقع صاروخ الزلزال3 الباليستي محلي الصنع الذي كان يدك معاقل الغزاة والمرتزقة في معسكر ماس بمأرب.
وقف هادي في مخبأ يحتوي قاعة وعاد من جديد ليتوعد بدخول صنعاء فيما كان ابطال الجيش واللجان الشعبية يسيطرون على جبل حيد الذهب المطل على مفرق الجوف. لكن هذه المرة لم ينفرد خصوم هادي بالسخرية من تهديداته لصنعاء بل تعدا الكلام الساخر ليصدر عن مؤيدي العدوان الذين هاجموا الفار هادي معتبرين ان حديثه عن صنعاء مجرد محاولة للضحك على الذقون.
وعلى وقع العودة السريعة الى الرياض ابتلع بعض ناشطو العدوان ألسنتهم ونسوا بشاراتهم بوصول الفارين لقيادة معركة كبرى انتهت بوصول سري وعودة سريعة للرياض أما بقية الناشطين الموالين للعدوان فقد اسهبوا في التعبير عن يأسهم من قدرة الفارين على تحقيق أي شيء.
- فشل ترميم معنويات المرتزقة
في الوقت الذي كان يصعد العدوان إعلامياً حول العاصمة صنعاء وتتجه تصريحات قادة مرتزقة العدوان في ذات الاتجاه كان مرتزقة العدوان أنفسهم قد فقدوا الثقة في قدرة التعزيزات العسكرية الضخمة على الدفع بهم للإمام ولذلك لم تكن تلك التصريحات قادرة على ترميم انهيار معنوياتهم وهو يرون أبطال الجيش واللجان الشعبية يسطرون ملحمة فريدة في فريدة وهم يسقطون الموقع تلو الاخر في وادي كوفل ليصلوا إلى السيطرة على ثلاثين موقعاً وجبلاً ويصبح معسكر كوفل في مرمى النيران.
وبينما كانت قنوات ووسائل اعلام العدوان المتنوعة تواصل السير في وهم التقدم باتجاه صنعاء كانت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية تضرب بالصواريخ الباليستية تعزيزات المرتزقة في أسفل جبال فرضة نهم في المحاولات البائسة لاستعادة ما خسروه من مواقع وجبال وكان عناصر المرتزقة في ذات الوقت يهربون من معسكر كوفل ويتسربون بالمئات من جبهات القتال في مأرب والجوف ويقع العشرات منهم في قبضة الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية.
خطاب الفار هادي عن صنعاء كان فاشلاً بكل المقاييس يعبر عن رجل فقد القدرة على التأثير فلم يفلح في رفع معنويات المرتزقة هكذا كانت قراءة الأستاذ يوسف الفيشي (ابومالك).
ففي يوم زيارة هادي لمأرب التي لم تتجاوز الساعتين وقال فيها أنه سيدخل صنعاء كان الجيش واللجان الشعبية أقرب إليه في مأرب من صنعاء.
وكتب الفيشي قائلاً:” خطاب الهارب الكبير في مأرب وزيارته وبرفقته حمالة الحطب يذكرني بالخطاب الذي القاه في عدن وقال أنه سيرفع العلم على جبال مران ثم هرب من عدن إلى عمان سيرا على الأقدام وبعدها إلى الرياض ومن يعرف الواقع في مأرب يعرف أنها مجرد محاولة غبية لترميم معنويات المرتزقة الهابطة المنهارة مع الهزائم التي الحقها بهم الجيش واللجان في مأرب وفي الجوف”.
وفيما قلل مؤيدو العدوان أنفسهم من أهمية خطاب الفار هادي اعتبره الفيشي محاولة طفولية لقيادة حرب نفسية وقال في هذا السياق: ” هي أيضا حرب نفسية طفولية لا تستحق التحليل فالهارب عاجز عن رفع العلم على قصر المعاشيق في عدن والعلم الجمهوري سوف يرفعه الجيش واللجان في مدينة مأرب بدلا من أعلام القاعدة وداعش والسعودية التي يرفعها الدمية ومرتزقته أينما وجدوا والأيام بيننا فترقبوا”.
على وقع كل ذلك يظهر خبير عسكري أردني برتبة لواء ممن تم شراءهم للظهور في قنوات العدوان وظهر مؤخرا على شاشة قناة العربية ليؤكد أن الإعلام يقدم الوهم العسكري في الميدان بالحديث عن السيطرة على مساحات كبيرة في اليمن والتي قال إنها مجرد صحراء وأن المرتزقة لا يتواجدون في المناطق الحيوية التي وصفها بـ(اليمن الذي يعرفه الجميع) مؤكدا أن الواقع الميداني يشير لاستحكام الجيش واللجان الشعبية على الأرض.
- نهم وصرواح: انقلاب الموازين
لم يتصور مرتزقة العدوان أنه وفيما كانت التعزيزات الضخمة تصلهم عبر منفذ الوديعة ومنه الى مأرب والجوف ونهم وأن التحشيد العسكري سيفضي في نهاية المطاف إلى تغير الخريطة العسكرية لصالح الجيش واللجان الشعبية.
ومع أيام العيد الأولى بدأ تحرك الجيش واللجان الشعبية بقوة لمواجهة بداية التصعيد العسكري أولا في منطقة نهم التي شهدت معارك كبرى تمكنوا من خلالها السيطرة على عشرات المواقع والتباب وصولاً للسيطرة على جبال يام ثم إلى جبل حيد الذهب الذي تمت السيطرة عليه إثر معركة كانت مستشفيات مأرب شاهدة عليها بينما كانت تستقبل أكثر من 200 قتيل وجريح من المرتزقة بينهم قيادات ميدانية تم الكشف عن أسمائهم وصفاتهم.
كانت السيطرة على جبل حيد الذهب من قبل ابطال الجيش واللجان الشعبية تعني الدخول في خطر محقق على مفرق الجوف الذي يعد أهم شرايين وطرق إمداد المرتزقة ووصل جبهاتهم في الجوف ومأرب ونهم أيضا وكل ذلك تم خلال أيام قلائل كان المتابعون يرون كيف تغير اتجاه المرتزقة لصنعاء إلى اتجاه معاكس باتجاه مأرب والجوف يهدد معاقلهم وجعلهم في وضع أسوأ مما قبل مفاوضات الكويت بكثير.
أما في مديرية صرواح فكان ابطال الجيش واللجان الشعبية يطوون مواقع مرتزقة العدوان الواحد تلو الاخر واستطاعوا خلال فترة وجيزة احكام السيطرة على 30 موقعا وتوجوا تقدمهم بالسيطرة على جبال “اتياس” المطلة على معسكر كوفل الذي بات محاصراً وفي مرمى نيرانهم.
خلال معارك كوفل رافق الاعلام الحربي أبطال الجيش واللجان الشعبية وبث مشاهد مصورة لتوغل أبطال الجيش واللجان الشعبية وفي ذات الوقت التقطت العدسة فرار المرتزقة من مواقعهم وبين ذلك كانت الكاميرا توثق اثار المعركة وجثث قتلى المرتزقة التي ملأت معظم المواقع.
أخيراً لم تتوقف محاولات المرتزقة مسنودين بطيران العدوان لاستعادة ماخسروه من مواقع في نهم وكوفل بصرواح وكذلك لم تتراجع جاهزية الجيش واللجان الشعبية لكن دروس الأيام الماضية التي شهدت القضاء على التصعيد العسكري والإعلامي تجعل من صنعاء بعيدة حتى عن مجرد الحديث عنها وليس بعيدة جغرافياً فقط.