الخبر وما وراء الخبر

تركيا مع تحية

301

بقلم/ عبدالعزيز بدر القطان

نعم أحببنا تركيا وأحببنا جمال طبيعتها ونهضتها وتعلقت قلوبنا بأرضها والكثير منا اشتروا الشقق والڤلل ليتمتعوا سنوياً بزيارتها ، كذلك تعلقت قلوبنا بالمسلسلات التركية وبما تنتجه مصانعها من ملابس وجلديات وأواني خزفية وأطعمة متنوعة فكل شئ فيها جميل، ونبارك لرئيسهاأاردوغان التفاف شعبه من حوله وحبهم له ودورهم في إنقاذ الوطن ولا نتمنى أن يبتلي وطنهم بالفتن والحروب والدمار، ولكن لا نقبل ما يسوّقه البعض بإعتبار أن أردوغان هو”الخليفه المنتظر” وهو المصلح والمخلِّص لمشاكل دول التعاون الخليجيه ، فالبعض نصبّه في خياله بأنه البديل عن حكام الخليج ويتمنى أن يرى اليوم الذي يكون فيه أردوغان خليفة المسلمين بإعادة سلطة الدولة العثمانية.

ونقول على الرغم من الإيجابيات التي يتمتع بها أردوغان وانعكاس ذلك على دولته ونهضتها وتطورها في جوانب كثيرة، ولكن أردوغان ليس بملاك كما تظهره وسائل الإعلام  ومحاولة نشر الكثير من صوره وهو يتلو القرآن أو يقبّل والدته أو زياراته للمواطنين المحتاجين ومشاركتهم همومهم.. الخ لذلك فهو له أخطاءه وسلبياته.

فهناك الاضطهاد للأرمن والكرد وبخس حقوقهم  مما أدى إلى هجرة الكثير منهم وتفرقهم في شتى بقاع الأرض ، وكذلك علاقته القوية مع اسرائيل حتى لو انقطعت لفترة

والعلاقة ليست علاقة دبلوماسية فقط إنما هناك تعاون عسكري ، فلنفترض ان اسرائيل شنت هجوماً جديداً على غزة والقدس وغيرها فهل سيكون اردوغان ضدها ؟؟ وهو يعلم انها مازالت تُمارس أقسى درجات الاضطهاد والقتل

للفلسطينيين، فلماذا إذن ننتقد دولنا العربية وان لها علاقات سرّية مع اسرائيل ؟ وكذلك تركيا لها علاقات اقتصادية قوية مع إيران ففي الوقت الذي نحن ننادي حكوماتنا بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع ايران نرى العلاقات التركية الإيرانية تزداد قوة ،، فلماذا نغض النظر عنها ؟ وحتى استقباله للآجئين السوريين لم يكن لوجه الله وإنما كان بشروط عديدة طالبت بها تركيا الاتحاد الاوروبي وهي ( الانضمام الى الاتحاد الاوروبي + اعفاء مواطني تركيا من تأشيرات الدخول إلى أوروبا +  المطالبة بزيادة المساعدات المالية البالغة ثلاثة مليارات يورو، وفي حالة نفاذها يتم التمويل إضافيا. + ففي مقابل كل لاجئ سوري يعاد من الجزر اليونانية الى تركيا سيتم استقبال سوري آخر من تركيا إلى الاتحاد الاوروبي ).

ومنذ إعلان الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية أغلقت حدودها في وجه السوريين وتخلت عن التشديدات الأمنية تجاه تسلل السوريين نحو أوروبا ومارست سياسة غض الطرف عن رحلات القوارب تجاه الجزر اليونانية، وكل ذلك من اجل الضغط على دول الاتحاد الأوروبي لتنفيذ شروط وطلبات تركيا، فالمسألة مسألة مصالح، ويعد الاتفاق التركي الأوروبي الأخير بشأن اللآجئين نقطة تحول مهمة للطرفين سواء على صعيد التعاون الاقتصادي أو السياسي، ولكن الاتفاق شكّل انتكاسة كبيرة بالنسبة للآجئين السوريين إنها صفقة الضروريات الملحة بالنسبة للطرفين، فأوروبا بحاجة ماسة الى هذا الاتفاق لإنهاء أصعب أزمة واجهتها منذ الحرب العالمية الثانية وكادت تضرب بوحدتها الداخلية أما بالنسبة للاتراك فالاتفاق جلب لهم أموالاً إضافية وفتح أبواب القارة العجوز أمام المواطنين الأتراك وهذه نقطة من شأنها زيادة شعبية اردوغان.

زبدة الكلام.. هنيئاً لتركيا نهضتها وتقدمها ونحترم شعبها والتفافه أمام رئيسه أردوغان، ولكننا نرفض فرضه علينا كبديل لحكامنا عن طريق نشر وترويج دعائي له ولإنجازاته والتكتم عن سلبياته وذلك لخلق نوع من المقارنة بينه وبين حكام الخليج لزرع الحسرة في نفوس أبناء الخليج، فكل الحكومات لها إيجابياتها وسلبياتها، أما أن يحاولوا للترويج له على أنه المخلِّص لمشاكلنا وهو خليفة المسلمين، فهذا سيجر المنطقة الى فتن وحروب  وقانا الله من شرها ومن ثم ستكون النتيجة تنافس على السلطة ولن نذوق طعم الاستقرار ، وحل المشاكل التي نعاني منها نبدأ بإصلاح أنفسنا” إصلاح الفرد بعدها ينصلح حال المجتمع”.. فالكل يردد تعبنا من الفساد والظلم وهم أنفسهم يمارسون الفساد والظلم يظلمون اقرب الناس اليهم ويظلمون خدمهم ويفسدون في أعمالهم الخ  فَلَو حكموا فماذا سيفعلون ياترى؟..