الخبر وما وراء الخبر

سلسلة وثائقيات أدب الصمود ضد العدوان.. مع قصائد الشاعر حسن عبدالله الشرفي

690

ذمار نيوز -المسيرة نت 17 يوليو 2016م

ينشر المسيرة نت سلسلة وثائقيات أدب الصمود اليمني ضد العدوان السعودي الأمريكي والبداية مع شاعر اليمن الكبير حسن عبدالله الشرفي وفي كل حلقة سيتم توثيق قصائد شاعر من شعراء الصمود اليمني وما أكثرهم على سبيل حفظ تراث المرحلة وتوثيقه.

 

هُــنـــَــــا اليـــــــمـن

حسن عبدالله الشرفي

للحاضر الدَّامي وللمستقبلِ

يَمَنٌ كخاصرة السَّماك الأعزَلِ

أُمدَد يديك إن استطعت للمَسِهِ

ثم اقتبس من نوره وَتأمــَّــلِ

مرَّ الزمانَ بمفرقيهِ فما درى

كَم شعلةٍ في وَجهه المتهِّللِ

شاء الغزاة لكبره أَن يَنحنِي

وَمَتى انحنى رأسُ الأَشمِّ الأَوَّلِ

قلنا لهم هذا الذي أعَيى الذرى

شَممًا فليس لِبَيِتهِ مـن مَـدخَل

قالوا نُجرِّبُ,,, ثم هَاهُم جَـرّبُوا

وبكفِّه كأسٌ بطعم الحنظل

قلنا اشرَبُوا,,,شرِبوا من الزَّقّوم مَا

تكفي مَرارَتَهَ لَمَقتَل جحفلِ

قالوا سنمضي في متاهته إلى

أقصاه في البلوى وَحَتَّى تنجلي

ومضى بهم طغيانهم مَتعَّجلا

والعار حظّ الهَارِب المتعجلِ

حشدوا ,,, وما حشدوا سوى آمالهم

تلك التي ضاعت ضياع القَسطَلِ

****

عشر من الدول الخزايا  ثم ما

بعد يا زمن النفاق الأحول ؟

إن قلت ماذا بعده ,,, هبّ النعش من

أقطارها في كل شيءٍ مخجل

مَا ذنبنا قلنا ؟ فقالوا ذنبكم

ذَنب الشموخ الصّاعِدِ المستفحل

أَيَلُولُ سَارَ بكم مَسَاراً مُزعجاً

لكننا من يومها لم نقبلِ

وأَتى بنا الذهب الرخيص لِقَمِعكُم

مَعَ كَلّ مرتزقٍ سفيه المَحَملِ

سَبعٌ من السنوات أنفقنا بهـــا

مَا في خزائننا التي لم تَبخلِ

لكننا كنا كأَي سَحَابَةٍ

في البحر تاهت عن مكان الجدولِ

ثم انتصرنا بالشيوخ وجهلهم

من كلّ مشبوهٍ خبيث المأكلِ

واليوم هَا نحنَ انطلقنا مرَّةً

أخرى ولم نكسل ولم نتمهَّلِ

هي فرصة الحقد الدفين شعارها

معكم بفضل المال لم بتبدل

حتى مع الصبر الجميل ستنتهي

فيكم نهاية فاشلٍ مُتَمَلمِل

وبلهجة المتغطرس الجبار لَم

يسكت ,,, ولاح هديره كالمرجلِ

****

قلنا له في حومة الميدان لا

في غيرها كن …لا بسقف المنزلِ

وَهناك تبغتك الحقائق كلها

لترى وتسمع كلَّ شيءٍ مُـذهـلِ

إنزِل إلى الميدان يا خَصمًا بِلاَ

شَرفٍ ,,, وقل ما شئت غير مَغفَّلِ

في حومة الميدان نحن ,,وهـذه

عاداتنا في طبعها المتأصِّلِ

أمّا مَراِجيم المساء فإنَّها

لغة الضعيف العاجز المتُرَهـِّل

وَبنا من الشوق المَبرِّح لوعَةٌ

لنراك في تنُّورِهَا المُتعجِّـلِ

أما هديّرُ النوق في أربَاضِها

فهو الهروب إلى الحضيض الأسفل

صنـعاء 30 يـوليـو 2015م

 

لماذا صَعْدَة

حسن عبدالله الشرفي

إلى شهداء محارق البترول

لأنها ظَلَّتْ بحجم السَّمَا

في الطول والعرض وفي الارتفاع

صَعْدَة صارت للفدى سُلَّماَ

وفي بحار المجد صارت شراع

صعدة كانت كالضَّحى كلَّما

دَاهَمَهَا اللَّيْلُ أتت بالشعاع

مّا هَادنَتْ في عمرها مجرماً

وَلا دَنا منها تقبل الطِّباع

العزُ في وِديانها والنَّما

وفي ذُرَاها عاصيات القِلاع

صَعْدةَ أضحت للهدى مَعْلما

لأنها بَيْتُ اليقين الوِسَاع

صعدة من اعطت لنهر الدِّمَا

نقاءه الصافي بِكلِّ البِقاع

مَا مَرَّةً إيمانها اسْتَسْلَما

وَلا (بَزَتْ) للمجدِ إلاَّ شُجَاع

صعدة باتت للفدى مَنْجَمَا

فيما تراه العين أو في السَّماع

***

وَاسأل حروب الأمس يا ابن الحِمَى

من بالصمود المستميت استطاع…

قال اكتِفَاءُ الشعر خذها بِمَا

معناه إنَّ النصر فيها مُشَاع

بالأمس رَدَّتْ خصمها مرغما

كأنَّهُ من سَاقِطات المَتَاع

وَاليوم لَمَّا قَلبْهُ أظْلما

وَوَجْهُهُ ضَيَّعَ أخزى قِنَاع

جاء به حقد العَمَى والظَّما

لكنَّه في صعدة الجودِ ضَاع

قالت له دَمِّرْ قُرانا كما

شئت .. ولا تَرحَم حليب الرضاع

وهكذا مارَسَهَا مثلما

أراده الصاروخ في الاندفاع

لكَّنه في بَرِّهَا أحجما

وحَطَّهَا في رأسِهِ كالصداع

وفي غَدٍ يَشْربُهُ عَلْقَمَا

مَا لمِداَهَ في العذاب انقطاع

وَسَوف يلقى عندها فوق ما

لاقاهُ في سِت الحروب اللُّكاع

لأنَّ فيها الجرحَ والبَلْسَمَا

فيها الوجود الْمُرْتَجَى لا الضَّياع

لا الدَّول الصفراء قامت بما

يهوى ولم ينفع سلاحُ الخدَاع

صنعاء – ابريل 2015م

 

 

 

لِلطَّيَّارْ

حسن عبدالله الشرفي

إِقْصِفْ أمامكَ جلمدٌ جَبَّارُ

إِقصفْ أَمَامَكَ جَحْفَلٌ جَرَّارُ

إقْصِفْ أَمَامَكَ صَامِدُوْنَ كَأنَّمَا

مِنْ طِيْنِهِا عَجَنَتْهُمُ الأقْدَارُ

إِقْصِفْ أمَامَكَ مُؤْمِنُونَ بِأنَّهُمْ

هُمْ وحدهم في العالم الأَحرارُ

يا صاحب الصاروخ هَبْ أن المدى

رَحْبٌ وعندك نُوْرُهُ والنارُ

هَبْ أنَّ قُوَتك البليدة لا ترى

في الجوِّ إِلاَّ مَنْ هو الطيَّارُ

وبأَنَّ صَوْتَ الحَقِّ في عَلْيَائهِ

مَا فيه إعْذَارٌ وَلا إِنْذَارُ

وبأنَّ هذا الكون أَصْبحَ خَيْمَةً

بيديك لا تهوي ولا تنهارُ

كنْ أنتَ حَيْثُ تُرِيْدُ وَاحْسِبْهَا كَمَا

لو أَنها الدينار والدُّوْلارُ

إِقْصِفْ، لتمنحك الطُّفُوْلَةُ عمرها

ولتستوي بجحيمك الأَزْهَارُ

إِقْصفْ،، ليحكى عنك في الآتي كَمَا

لو أنك الأضواء والأَنْوَارُ

ويقال إنك خضتها ببسالةٍ

مَنْ خَالِدٌ فيها وَمَنْ عَمَّارُ؟

وإذا سئلت عن المكان فقل لهمْ

في القدس كان العزم والإِصْرَارُ

والحزم كان هناك في ميدانها

لا حيث تَأْتِي مِنْ هنا الأَخْبَارُ

إِقْصفْ،، وقل لِأَمِيْرِكَ المغرور ما

قال الشهيد وصحبه الأَبْرَارُ

قالوا بأنَّ القدس عنك بعيدةٌ

وسواك فيها بحرها الزهَّارُ

أمَّا هنا فهنا بلادٌ مَا بِهَا

دَارٌ مُعَادِيَةٌ وَلَاَ دَيَّارُ

فيها الجوار بكل حكمته التيْ

لَهَجَتْ بِهَا الأَسْمَاعُ والأَبْصَارُ

وهنا،، هنا الإِيْمَانُ في مضمونهِ

ما شاءهُ المختار والأَنْصَارُ

وهنا الذين جعلت من أعمارهم

هَدَفَاَ لتأْتِي منهم الأَعْمَارُ

وهنا نعوش بني أبيكَ وكلهم

في ساحة البأسِ الشديدِ صِغارُ

إِقْصفْ، وقل لأَمِيْرِكَ المخدوعِ في

صنعاء شعبٌ سَيْلُهُ جَرَّارُ

هو من يُعَدِّل ميلها حتى ترى

أن الزمان بِعَدْلِهِ دَوَّارُ

وهو الذي سيكون في غَمَرَاتِهَا

مَا لا يُقَاسُ بِمِثْلِهِ إِعْصَارُ

في نِصْفِ عَامٍ كنت أنت ضحيَّةٌ

مثلي إلى أنْ تَنْتَهِي الأَدْوَارُ

أدْوَارُ من نصبوا شباك فجورهم

لِلْمُتْرَفِيْنَ وكُلُّهم أَغْمَارُ

ما جَرَّبوا الدنيا وفيها عِبْرَةٌ

حتَّى يغيب الكوكب السَّيَّارُ

* * *

إِقْصفْ وقل لِوَليِّ أمرِكَ أنها

قد ماتت الأشجارُ والأَحْجَارُ

لم يَبْقَ إلاَّ صَابِرُونَ جِبَاهَهُمْ

قِمَمٌ وشُمُّ أُنُوْفُهم أقْمَارُ

لَمْ يَبْقَ إلاَّ جَاهِزُونَ لِخَوْضِهَا

طال السرى أوْ طَالتِ الأَسْفَارُ

إِقْصفْ، هنا صنعا في تاريخها

وهم الدَّمُ الْفَوَّارُ والثوارُ

وهنا جبابرة الجهاد وعندهم

ما لا تحيط بعلمه الأسْرَارُ

مِنْ كُلِّ “تُشْكَا” كالبراقِ كَأنَّهَا

بيدِ الرجولة ثاقِبٌ مغوَارُ

مَرَّتْ بِصَحن الجنِّ ثم مضت إلى

حيث انتهى في رأسها المشْوَارُ

صنعاء- سبتمبر/ 2015م

 

 

 

الآنْ

حسن عبدالله الشرفي

ما ثَمَّ من يحكي ولا من يسمع

كل الجهات هُنَا يَبَابٌ بَلْقَعُ

البحر مثل الضفتين بِلاَ فَمٍ

والجدب في كل الجهات مُوَزَّعُ

مَا ثَمَّ إلاَّ أنت في هذا الذيْ

بيد المنى، ومن المنى يَتَوَجَّعُ

صنعاء يابسة الشفاه وحولها

ما منه أغصان الظَّمَا تَتَفَرَّعُ

جاء الربيع كَأيِّ قافلةٍ بِلاَ

أُفُقٍ فجاء الوحل والمستنقعُ

ما ثَمَّ إلاَّ أَنتَ يَا وَجَعاً عَلَى

ساقية تحمله الرياح الأَرْبَعُ

الذاهبون إلى البعيد تَوَهَّمُوْا

أنَّ الخيار الصعب بَابٌ مُشْرَعُ

والذاهبون إلى القريب تَخَيَّلُوا

أن الْمَسَافَةَ بالبساطة تُقْطَعُ

وهناك فرسان البيان تَظُنُّهُمْ

من كل جَمْرِ الموقدين تَجَمَعُوْا

وعلى مسافةِ غارةٍ لَيْلِيَّةٍ

بقي الذي بركامها يَسْتَمْتِعُ

ماذا جرى؟ لم يجر إلاَّ مَا تَرى

شجن كخاصرة اليتيم وَأَدْمْعُ

ماذا جرى؟ لم يجر إلاَّ طَارِئٌ

هو والزمان اللولبيُّ “وَمِرْبَعُ”

“زعم الفرزدق” ثم لَوَّحَتِ الرُّبَى

بوجوهها وَأَطَلَّ شيءٌ مٌفْزِعُ

مَا كان في حسبان عاشق نفسه

أنَّ العيون إلى الذرى تَتَطَلَّعُ

وَلَهُ بِأنْ يختار قَلْبَاً عَابراً

وشفاعَةً،، لكنها لا تشفعُ

اليوم غير الأمس والدنيا بها

في كُلِّ شيءٍ من يَضُرُّ وينفع

كل الرهان هنا، وفي الميدان ما

فيه،، وفيه السِّرِ والمُسْتَّوْدعُ

قال ابْنُ تَيَّاهِ الذوائبِ إنَّنِيْ

بسوى الذي في خاطري لا أَقْنَعُ

وعلى الهوادج أنْ تعيد حِسَابَهَا

مع كُلِّ من بنشانها يَتَدَرَّعُ

اليوم غير الأَمْسِ، والآتِي لَهُ

وجهانِ، ذَا غَسَقٍّ وذلك مَطْلَعُ

بالأَمْسِ قال لصاحبي إحساسُهُ

أنَّ ابن جارته يجوع ويشبعُ

وَبِأَنَّ في مقدوره أنْ يشترى

مِنْهُ الذي من رشْحه يتضوعُ

وَلأَنَّ فطنة صاحبي غَيْبِيَّة

راحت به في كل وَادٍ يُهْرَعُ

يا صاحبي إنَّ العصا قُرِعَتْ هُنَا

مِنْ حيث ناقوس الكرامة يُقْرَعُ

مَا ثَمَّ إلاَّ جاهزون لِغَيْرِهَا

ولغيرها ممن يقول فيبدعُ

وَأَقُولُ يا صنعاء إِنك في دَمِيْ

غَيْثٌ، وفي رِئَتِيَّ حَقْلٌ مُمْرِع

كَمْ غُمَّةٍ دهمتك وانجابت وَمَا

طالت لِمَنْ ينوي خنوعك إِصْبعُ

* صنعاء أغسطس 2015م

إلى هناك

حسن عبدالله الشرفي

الطائرات الْغُبْرُ والطيار

والمسلمون الْغُلْفُ والكفارُ

من كل جنسياتهم هبوا فَلاَ

جدُرٌ أَعاقتهم ولا أَسْوَارُ

عشرون دَوْلَةَ غادين تَلَفْلَفُوْا

يحدوهم الدينار والدولارُ

وَرِيَالُ أشباه الرجال وكلهم

في معرض المتحالفين حِمَارُ

في عالمٍ أَعمى أَصَمُّ يقودهُ

إِمَّا سفيهُ الجيبِ أَوْ سِمْسَارُ

في مجلسِ للأمنِ مبلغ علمه

أنَّ العدالة رشوةٌ وشعارُ

*    *    *

وهنا,, هنا بلد يموت وأمَّةٌ

تحت الحصار وَصَمْتِهِ تنهارُ

وهنا،، هنا يمنٌ تقول جراحه

ودماؤه ما قَالَهُ الأَحْرَارُ

هنا نحن في الميدان والميدان مَا

بيديه إلاَّ العزم والإِصْرَارُ

ها نحن في الميدان حتى تنجلي

ويزول منها الشَّر والأَشْرارُ

أوْ تَمَّحِيْ كل الجهات فَلاَ تُرَى

دَارٌ بعافيةٍ وَلاَ دَيَّارُ

يَمَنٌ هنا قالت بَنَادِقُهُ وما

في قولها المأْثورِ إلاَّ النارُ

شعب هنا قالت “جَنَابِيْهِ” التيْ

بشفارها تتسلح الأَقْدَارُ

*    *    *

يَا مَنْ هناك مع الحدود وَخَلْفَهَا

إنَّ الزمانَ مُنَاوِب دَوَّارُ

وَتَمُرُّ عَشْرَةُ أَشْهُرٍ وَكَأَنَّهَا

بيد الغزاة الفاشلين غبارُ

شَبَحُ الهزيمة في مفاصلهم كما

لو أَنَّهُ بعظامها منشارُ

ويكابرون،، يكابرون وللأَسى

بقلوبهم وعيونهم أَخْبَارُ

هي نزهة المتهورين وعندها

للسائرين إلى الهلاك مَسَارُ

في نصف شهر سوف تحسم أمرها

ويعود منها الجحفل الجرارُ

وَتَمُرُّ عشرةَ أَشْهُرٍ ودروبهم

بيد الرياح العاصفات قصارُ

ويقول أشباه الرجال بأَنَّهُمْ

عند التحديْ غيثها المدرَارُ

لكن زلزلة “الربوعةِ” يَّينَتْ

أَين الجوار الهشُّ أين الجارُ

المترفون التافهون أَتَى بهم

زَمَنٌ هُوَ الْعَوَرَاتُ وهو العارُ

زَمَنُ اللصوصِ الحاكمين كأَنَّهُمْ

للمخزيات وَقُبْحِهَا مضمارُ

زَمَنُ الْكِلابِ الضائعات تحالفت

مَعَهَا البيوت البيض وَالآبَارُ

زَمَنُ النفاق بكل جِنْسِيَّاتِهِ

حيث المزاد النذل والأَسْعَارُ

زَمَنُ الِّلحَى مَزْهُوَّةٌ بسليطها

وسَلِيْطِهَا من دينه مُحْتَارُ

وتقول لي الأَيَّامُ قادمةٌ لَقَدْ

حبلت وفيها المارد الْجَبَّارُ

فيها قصاص الله آتٍ بالتي

لا البيع يخزيها وَلاَ الإِيجارُ

وَإلى هناك تظل قافلة الفدى

تُحْدَى وَحَتَّىْ تنتهي الأَسْفَارُ

صنعاء- فبراير 2016م

 

 

 

مِيْدِي

حسن عبدالله الشرفي

مِيْدِي،، وفي كثبان مِيْدِي

ماذا عن الجيش السعودي؟

الجحفل الجرار في

زَخًمِ العتاد وفي العديد

زَحفتْ كتائبهُ وفي

خيلائها غَضَبُ الرعودِ

بالنار ترغو كالبعير

وبالتحالف والحديد

ومضتْ مُجَنَّحَةِ السلاحِ

بِوَهْمِ مَعْتُوهٍ مَرِيدِ

جاءت لِنُعْطِيَهَا مُنَاها

في الركوع وفي السجود

ماذا تريد؟ تُرِيْدَنا

رهن السَّلاسِلِ والقيود

في سبع مَرَّاتٍ حُسُوْمَا

في القريب وفي البعيد

حَتَّى دَلَفْنَا كالشظايا

بالزوامل والنشيد

متخندقين بعزمنا

وبنخوة الشَّمَمِ المجيد

بالحق مسنوداً بِمَا

في الرُّوح والرأْي السديد

كنا لها والأَرض في

أرجائها بِيَدِ اليهود

في السوق والذمم التيْ

تحت الحساب المستفيد

***

يا قِلَّةَ العقل اشهدي

كم في التحالف من حشود

الفاشلون هُنَا بما

جمعوا مِنْ المال البليد

وهناك مأجورون من

فِئَةِ الزعانف والعبيد

ألْكُلُّ في الميدان من

وَعْدٍ هناك وبالوعيدِ

بالوعي مشلول الرؤى

وبخيبة الْحِسِّ الجليدي

***

لَكِنْ،،، ولكنَّ الفيافي

لم تَقُلْ يا أرض مِيْدِي

وبِضَرْبةٍ بالهندوان

وقبضة البأس الشديد

أَلْقَتْ عصاها لِلرِّمَالِ

كأيِّ مقطوع الوريد

ماذا جرى؟ أَلْجِنَّ كانوا

في السُّهُوْلِ وفي النجودِ

فَبكُلِّ شِبْرٍ مَارِدٌ

فحل التصدي والصمودِ

***

ميدي،،، وأشهد أَنَّها

دَعَمَتْ بعزتها رصيدي

والفاشلون وعندهم

ما في الخزائِنِ من نقودِ

مَنْ هُمْ بقيمتها وَهُمْ

قوم الهزائِم في الوجودِ

ركبوا حماقتهم وكانوا

للهروب من الجنودِ

***

وعلى مَدَارِ العام مَا

فهموا سِوَى القصف الحقودِ

مَا وَفَّرُوا شيئاً وَلاَ

تَرَكُوْا سوى الموت المبيد

ذبحوا بلاد المؤمنين

من الوريد إلى الوريدِ

وَأَتَوْا لِحِكْمَتِهَا فَعَاثُوْا

في الطريف وفي التليد

وهناك يا ميدي رَأَوْها

من منيعات الحيودِ

شكراً لها وِلِبَأْسِهَا

أَلْقَاهُ خَفَّاق البنودِ

صنعاء- 1 أبريل 2016م

 

 

 

 

“مَسْتبا”

حسن عبدالله الشرفي

وطني وأشهد أنه وطن الإبا

وبأنّه مهد الخلود المجْتبى

عصفت به البلوى كما لو أنها

إجرام كلّ خصومة في ” مسْتبا”

حيث الجسوم تفحّمت وتطايرت

أشلاؤها بيم الأباطح والرّبى

والعالم المأجور لا يلقي لها

بالاً ،، ولا أعطى اهتماماً للنَّبا

جثثٌ على جثثٍ ورائحة لها

طعم الحريق إلى العظام تسرّبا

والكونُ ، كل الكون ما اسْتحيا ولا

بالى ،، ولا طرح السؤال الأنْسبا

هي لعنة المال الرخيص تمكَّنتْ

منه فصار مع الجريمة أقربا

وهي العمالة في أحطّ صفاتها

صارت لأقطاب السياسة مذْهبا

***

في مُسْتبا سوق وباعة شمَّةٍ

ومكابدون رأوا زماناً مُتْعبا

فمضوا للقمةِ عيشهم لمْ يطعُموْا

شيْئًا ألذّ من الكفاف وأطيبا

والموت في عليائه مُتربّص

وكفى بحاملة القنابل مرْكبا

ويكون مُنْتصف الظهيرة موْعداً

للهول حتَّى لا يوفّرُ مهربا

مِئةٌ من اْلمتفحّمين وسبْعة

راحوا هباءً أو أقلّ من الْهبا

لا مجلس الأمن البغيض أعارهُم

سَمْعاً ولا قال القرار الأصوبا

***

يامُسْتبا،، إن العدالة لعبة

والعقل كالأنصاف بات مُغيَّبا

وسواك في المأساة كُثْر والأسى

كالموت شَرَّقَ في البلاد وغرَّبا

والنعش صار بحجم جرحك والمدى

بالغدر أصْبح كالمصيبة أرحبا

لا تنظرْ إلاَّ سلاحك وحدَه

واجْعله في أفق الشهادة كوْكبا

هذا زمان الباذلين دِماَءهم

لِله والوطن الذي ما خَيَّبا

كم أنت منه ومن مذابحه التي

جعلته بالدَّم والدَّمُوْع مخضّبا؟

لكنَّه ،، لكنَّه،، لكنَّه

ما قال أهْلاً للغزاة ومرحبا

لكنَّه اختار الكرامة غايةً

فمضى إلى ملكوتها مُتوثَّبا

لكنَّه أنِفَ التي جاء  وا لها

متحالفين فَهَبَّ أقوى مَنْكِبَا

مِنْ عهد ذي يَزَنٍ إلى سبْتمْبرٍ

ما عاش خوَّافاً ولا متذَبْذِبا

حتَّى أتى جيرانه بضلالهم

وظلامِهِمْ متحشّداً مُتحزَبا

وهنا تكشّفت النوايا كُلًّها

عن حاقدين تجمَّعُوْا أيْديْ سبا

من كلَّ ذيْلٍ ما حمى أرضاً ولا

عرْضاً فأمن بالعمالة منْصبا

وبُمسْتبا جرح أبتْ أوْداجه

ولئنْ بدا متماسكاً أن تنْضبا

مارس 2016م

 

 

 

الكلام الثاني

حسن عبدالله الشرفي

لِغَدٍ وَبَعْدِ غَدٍ كلام ثاني

عمَّا جرى للأَرضِ والإنسانِ

لِغَدٍ وَبَعْدِ غَدٍ حكايات بلاَ

سقفٍ ولا أُفُقٍ عن العدوانِ

عن أُسْرَةٍ لَمَّاعَةِ في فحشها

وفجورها وسلوكها الشيطاني

نَظَرَت إلى اليمن الغنيِّ بأَهْلِهِ

في الحكمة المثلى وفي الإِيمَانِ

فَأَتَتْ بعاصفة العداوات التي

عُرِفَتْ بها من سالف الأزْمَانِ

كُنَّا نرى في بغي إسرائيلَ ما

يَرْبُوْ على الجبروت والطغيانِ

لكنَّ سَلْمَاناَ تجاوزه إِلَى

ما لم يكن للوعي في حُسْبَانِ

سَلْمَانُ مخبولُ الجزيرةِ شَنَّهَا

عِبْرِيَّةَ الأَزْياءِ والأَلْوَانِ

ماذا جنى يمن الجوار؟ وما الذي

من أَهْلِهِ يخشاه هذا الجاني؟

شَهْرٌ تقضَّى والحرائق هاهنا

وهناك في الباني وفي البنيانِ

في كُلِّ شَيءٍ صامِتٍ أَوْ صَائِتٍ

في العشب، في الأَحْجَارِ،، في الحيوانِ

في الماء،، في الْوَاحَاتِ في كل القرى

في النخل،، في الأَعْنَابِ،، في الرُّمَّانِ

* * *

شَهْرٌ كَمَحْرَقَةِ اليهود،، وإِنَّهَا

لَأَخَفُّ في النيران والأَفْرَانِ

هذا جوار الظَّالِمِيْنَ يقودُها

بِسِلاحِ صهيوني وأَمْرِيكاني

* * *

من أَجْلِ ماذا يا سؤالاً حَائِراً

كالقصف يستعصي على النسيانِ

من أجل ماذا لا فلسطينٌ هُنَا

سُلِبَتْ،،، وَلاَ عُدْنَا إلى الأَوْثَانِ

يَا رَبُّ،، ثم أرى المجازر كُلَّهَا

من بَاقِمِ الدامي إلى عَطَّانِ

في كُلُّ شبرٍ لا تنام جِرَاحُهُ

في كُلِّ ناحِيَةٍ وَكُلِّ مكانِ

سَلْمَانُ مهبولٌ الجزيرةِ شاءَها

محروقة الربوات والوديانِ

من أَجْلِ ماذا؟ ثم أدري أَنَّهَا

صَنَمِيَّةُ المكيالِ والميزانِ

من أجل ماذا؟ ثم أَلْمَحُ أَنَّهَا

حَرْبٌ على التأْرِيخِ والقرآنِ

وعلى العروبةِ في أَعَزِّ بقاعها

وعلى ضمير العدلِ والإِحْسَانِ

* * *

يا عدلُ يا إحسانُ أَيْنَ أراكُمَا

في مملكاتِ الزورِ والبهْتَانِ

يا عدلُ،، يا إحسانُ،، جرحي نَازِفٌ

ومصاب أهلي فادحُ الأَحْزَانِ

وأقولُ يا كُلَّ الشرائِع إِنَّهَا

نَازِيَّةُ الصفحات والعنوانِ

كل الوحوش بها،، وفيها غابةٌ

بَنْكِيَّةُ الأَرْبَاحِ والخُسْرَانِ

* * *

يا عدلُ،، يا إحسانُ،، لكنَّ الصدى

في الجانب الثاني بغير لسانِ

ويرى الصدى أَنَّ البنادِقَ وحْدَهَا

لا تكتفي بالصبرِ والسلوانِ

هي قاب صوت عَابِرٍ أَوْ طلقةٍ

مظلومةٍ من فُوْهَةِ البركانِ

وَغَدٌ لناظره،، وفي يَدِهِ غدٌ

فيه الجراح الحمر من عيبانِ

* * *

لغدٍ وبعد غدٍ كلام لم يَكُنْ

إلاَّ كلام السَّيِّدِ الْمَيْدَانِ

وَكَلاَمَ همدان ابن زيدٍ كلها

وَالجودُ وابن الجودِ في همدانِ

وتظل خولان ابن عامر حُرَّةً

كجبالها،، والْعِزُّ في خولانِ

وَغَدٌ وبعد غدِ الفدى في رَازِحٍ

يلقاكَ كل مُبَارَكِ الأَرْكانِ

قُلْ إِنَّهَا يَمَنٌ بِكُلِّ بقاعِهَا

في نخوةِ القاصي وَبَأس الدَّاني

صنعاء/ 29/4/2015م

 

 

فَرَاغ

حسن عبدالله الشرفي

لا شيءَ في الأَرض إلاَّ الْكَدُّ وَالنَّكَدُ

وَمُسْتَبِدُّوْنَ لم يفرحْ بهم أَحَدُ

أو لاعبون على كل الحبال وَمَا

أدراك كم صَدَرُوْا منها وكم وَرَدُوا

أَوْ بَائِسُوْنَ كأَنَّ الله شاء لهم

أنْ لا يكون لهم من لُطْفِهِ مَدَدُ

* * *

وما هناك إِذَنْ؟ قل إِنَّهُ وطنٌ

على متاعبه الْكَأْدَاءِ يَعْتَمِدُ

لأنَّ جيرانه الأَدنون ما فهموا

أنَّ الكرامة أخلاقٌ ومعتقدُ

فَجَيَّشُوْا كلَّ أحقاد الجمال وفيْ

أَحْقَادِهَا الْعُدَّة الهوجاء وَالْعَدَدُ

وَكَيْفَ تعرفك الدنيا وتعرفها

إن لم يكن لك من ضوضائِها سَنَدُ

هذا زَمان العروش الطارئات كَمَا

لَوْ أَنَّهَا الْغَثُّ في الأَيَّامِ والزَّبَدُ

وَأنت كنْ يا حصيف العقل حيث ترى

من أين تأتي بك الأَحْزَانُ والْكَمَدُ

هناك تدركُ أن الأَرض طاوِلةٌ

واللاعبون بها الحرمان وَالحسدُ

***

وما هناك إِذَن؟ قل إنَّهَا لغةٌ

حديثها ضاع منه المتنُ والسَّنَدُ

مِنْ عَهْدِ قابيل ظلت وجه مقبرةٍ

على مداخلها الأَشْلاءُ تحتشدُ

وَلاَ تصدق بأن العدل في يدها

وأنت كالقبر لا مالٌ وَلاَ وَلَدُ

قالوا هو الله،، قلنا لا شريك له

لكنَّ حكامنا بالمشهد انفردوا

وهذه سُنَنُ الطاغوت تقتلنا

بِمَالِهِ حيث لا صفحٌ وَلاَ قَوَدُ

* * *

يا صاحبي،، إن دُنْيانا معقدة

ومن مَشيْئَاتِهَا النفاث وَالْعُقَدُ

وَأَنت بين الخيارات العجافِ كما

لو أنَّ وعيك في قاموسِهَا وَتَدُ

وكيف تلمحها في الجوِّ طائرةً

وَسَقْفُ بيتك مظلومٌ ومضطهدُ؟

سأَلْتُ عن فرجةٍ لِلْهَمِّ واسعةٍ

والنار في الشارع المسكين تَتَّقِدُ

والطائرات تريني من قباحتها

مَا مِنْهُ قلب الجبال الشُّمِّ يرتعدُ

* * *

لا شيء في الأرض إلاَّ الصبر والجلدُ

ومترفون لغير القرش ما سَجَدُوا

وأنت وحدك في صمتٍ بِلاَ رِئَةٍ

وحولكَ الناس مَا غَابُوْا وَلاَ شهدوا

كأنَّهُمْ مُوْمِيَاءَاتٌ مُحَنَّطَةٌ

ما عندها للمنى رَوْحٌ وَلاَ جَسَدُ

صنعاء/ يناير 2016م

 

 

الْحَال

حسن عبدالله الشرفي

ضاقت،، وكل الناس فيها ضاقوا

وتخالطت في كَفِّهَا الأوراقُ

ضاقت يقول العاقلون ومثلها

ضاقت بها وبحالها الآفَاقُ

وتقول عاصفة السفاهةِ إِنَّهَا

بيد الفجورِ العالميِّ تُسَاقُ

بالمال متسخ الجيوبِ وبالذي

يحتاجه الْمَأْجُوْرُ وَالأَفَّاقُ

بالأسرة الرعناءِ كل حياتها

نَزَقٌ وكل وجودِهَا إِمْلاَقُ

وهنا بباب الله شعبٌ كلُّهُ

قِيَمٌ وكل شؤونِه أَخْلاقُ

إِقْرأْ مَلاَمِحَهُ ولا تخدعكَ ما

صنعت به “الْبُرْصَاتُ والأَسْوَاقُ”

إِقْرأْهُ في لغة الْمَلاَحِمِ وحدها

حيث الفدى والموقف الْخَلاَّقُ

ضاقت، نَعَمْ لكنَّ في الميدان مِنْ

أَعماقه ما شاءت الأَعْمَاقُ

هَبَّ الدم المدرارُ من أرجائِهَا

فدرىْ لِمَنْ يُعْزَى وكيف يُرَاقُ

فَكَأَنَّ “صعدة” في يديه قذائف

فَتَكَاتُهَا حُمَمٌ فكيف تطاقُ؟

وَيَظُنَّ حلف الغادرين بِأَنَّهُ

مَنْ في يديه العهد والميثاقُ

وَبِأّنَّ ناصية المسار بكفه

وَبِأَنَّهُ الجبار والعملاقُ

وَمَضَى يغازل نفسه وبنفسه

ما زيَّنَتْهُ لنفسه الأَبْوَاقُ

وَتَمُرُّ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ يا ليتهم

فيها وقد أزف الرحيلُ أَفَاقُوا

وَتَمُرَّ تسعة أشْهُرٍ مسعورَةٍ

وَلَهَا جِمَال خُدَّجٌ وَنِيَاقُ

قالوا هم الدنيا بما فيها وَمَنْ

فيها وفيهم قلبها الخفاقُ

وَبِلَفْتَةٍ نحو الحدود سريعةٍ

يَدْرُوْنَ مَنْ هو فحلها السَّبَّاقُ

حيث العفاريت الذين إلى ذرى

فتكاتهم تتطاول الأَعْنَاقُ

مِنْ كل مجنون السلاح عيونُهُ

أُفُقٌ وَحَاجِبُهُ الأَبيُّ بُرَاقُ

وَبِكَفِّهِ ملمومةٌ وكَأنَّهَا

سَبْعٌ بناصية العناد طِبَاقُ

سَبْعٌ من الحسم السريع وَفِتْيَةٌ

كالجمر قالوا إِنَّهُمْ عُشاقُ

عُشَّاقُ ماذا “يَا رَبُوْعَةَ” خبِّري

مَا الحبُّ في معناهُ ما العشَّاقُ

في “صعدة” سُمُّ العدى وبصعدة

زَقُّوْمُهَا المضمون والترياقُ

كالجنِّ مَرُّوا من هناك ومن هنا

وكأنَّهُمْ للمعجزَاتِ رِفَاقُ

هُمْ فَرَّجوها بالصمود وبالفدى

فَلَهَا بحلق المؤمنينَ مَذَاقُ

صنعاء- نوفمبر 2015م

 

 

تحت النَّار

حسن عبدالله الشرفي

وحدي وأَلْسِنَةُ اللهيب إزائي

وأمامَ عيني في الرصيف دِمَائي

أعني دِمَاءُ الأبرياءِ تناثرتْ

أشْلَاؤهُمْ فكأنَّهَا أشْلَائيْ

وتقول لي صنعاء ما ذنبي؟ وفيْ

كلُّ العيون مدامعُ الخنساءِ

صنعاء .. هذا جارنا الوافي غَدَا

بِجِوَارِه الحاني من الأَعداءِ

في مشهدٍ تجدُ الطفولة نَزْفَهَا

فيه بكفِّ المِحْنَةِ الخرساءِ

في نصف عامٍ كالجحيم مُدَجّجٌ

بالموت .. مَوْتِ الحقد والبغضاءِ

مَوْتِ الجوارِ الفسل مَخْدُوْعِ بما

في جيبه المعتوه من إِثْراءِ

وعلى فم الأيَّامِ أسْئلَة بلاَ

أُفُقٍ سوى أفق الدَّمِ المعطاءِ

أفُقُ الشهادة ما اسْتَبَانَ سبيلها

إلاَّ بجمر العزة القعساءِ

أعنيه في خلف الحدود يشنها

شَعْوَاءَ بَلْ أَعْتَى مِنَ الشعواءِ

لِيَرَى الغزاةُ المعتدون بِأَنَّهُمْ

ليسوا لِسرَّاءٍ وَلاَ ضَرَّاءِ

وبأنَّهُمْ وقعوا بِمَصْيَدةٍ وَمَا

ظفروا سوى بالخيبة  النَّكراءِ

وَغداً وبعد غدٍ سَيَجْتَرِحُوْنَهَا

عاراً على الأمْوَاتٍ والأحْيَاءِ

وَغداً وبعد غدٍ يرون شَنَارَها

فيهم وفي الأحفادِ والأبْنَاءِ

وَغداً وبعد غدٍ يكونُ حديثُها

مُرَّ الصدى في سَيِّئ الأنْبَاءِ

***

وَحْدِي وهذا الليلُ من عدوانهم

يَمْتَدُّ بين الصمت والإصغاءِ

بين ارتعاش البيتِ قال أسَاسُهُ

أنَّ الحياة مخيفةُ الأرْجاءِ

وَالمعتدون الغادرون أتَى بهم

هَدَفٌ بلا شَرفٍ وَلاَ استحياءِ

عَشْرٌ من الرايات .. بل عشرون مَا

خَفَقتْ بغير الإخوةِ الأعداءِ

وَيقال مَا غَايَاتهُمْ مِنْ شَنِّهَا

حرباً بلا سَبَبٍ وَلاَ اسْتِدْعاءِ؟

قلنا هو المال السَّيَابُ وَصِبْيَةٌ

مشؤومة الألْقاب والاسماءِ

ومتاجرون بأرضهم وبعرضهم

وَوُجُوْهُهُم في سَوْقهِا الشَّوْهاءِ

من كل مشبوه الوجودِ مُسَافحٍ

بكرامة الحريَّةِ الحمراءِ

هَانَتْ عليه لأنَّهُ في عُمْرِهِ

مَا عَزَّ في ألِفٍ وَلاَ فيْ يَاءِ

فتراه في حبل النخاسة سَائباً

وَمُسَيَّراً كالدُّمْيَة البلهاءِ

أو هَارِبُوْنَ إلى هَوَانِ هَوَانِهِمْ

وقُلوبُهُم كالْحَبَّة السوداءِ

تلك التي عَزفُوْا بها جِيْنَاتِهِمْ

من آدَمِ الثاني ومن حَوَّاءِ

***

وَحْدِي .. وهذا القصف يُشعِلُنِي دَماً

فَأضيعُ بين مخاوفي ورجائي

وأقول يا رَبّ السَّمَاوَاتِ العُلا

مَا ذَنبُنا؟ ويضيع في نِدَائيِ

مَا ذَنبُنا ؟ وأعودُ أدراجي إلى

قلقي على الأحْبَابِ من أبْنَائي

مَا حَالُهم في هذه البلوى أتَتْ

وَكأنَّهَا مجنونةُ الأهواءِ

كالزاحفين بها رأوا في حلفهم

أنَّ النهاية حلوةُ السِّيْمَاءِ

وَأنَا أقول لهم بِأنَّ مَصِيَرهُمْ

فيها مَصِيْرُ الموُمِسِ العَمْيَاءِ

إنيْ أراهنهم وعند مَطَامِحِيْ

شعبٌ يَطيرُ بِها إلى العلياءِ

صنعاء – سبتمبر 2015م

للفاشلين

حسن عبدالله الشرفي

لا الصبر يَنْفَعَكُمْ ولا السلوانُ

هذي الحقيقة قَالَهَا الميدانُ

جئتم،، نعم جئتم بكلِّ جنونكم

وبكل ما يصبو له الشيطانُ

جئتم وغطرسة الجبال بِرَأْسِكُمْ

وكأَنَّهُ في زهوه عَطَّانُ

ثم انكْفَأْتُمْ كالغثاء فلا الربى

نَالَتْ فوائدِه ولا القيعانُ

لَمْ تتركوا حجراً ولا شجراً وَلاَ

بَشَرَاً ولم تفتك به النيرانُ

لكنكم لم تأخذوا شبراً وَلا

كان الذي لِلنَّاسِ قال فُلاَنُ

وَفُلاَن هذا دُمْيَةٌ مَمْسُوْخَةٌ

لا العدل يقبله وَلاَ الإِحْسَانُ

* * * * *

عَامٌ يكاد يَتمُّ دون نتيجةٍ

ورصيدكم بهوانه مَلآنُ

وتكابرون..، تكابرون عَسَاه أنْ

يرضى بكم وبزيفكم “سَلْمَانُ”

يا هؤلاءِ هنا بِلاَدٌ حُرَّةٌ

لا اللص يحكمها ولا القُرْصَانُ

وهنا جماهيرٌ يقول سِلاَحُهَا

ما الحكمة الْمُثْلَى وَمَا الإِيمانُ

وقفت لكم في الحلقِ وقفة ثائرٍ

لا الدجل يثنيه ولا الهذيانُ

يا هؤلاء هنا الخناق لَمْ يَلُحْ

فيها أَمَامَ الزاحفينَ جَبَانُ

وَهنا الحفاةُ الباذلونَ دِمَاءَهُمْ

للْعِزَّةِ الْقَعْسَا،، هُنَا الْفُرْسَانُ

* * * * *

عامٌ يكاد يتم ما كنتم به

شَيْئاً ولا كل الْمَطَايَا كَانُوْا

قلنا لكم في بَدْءِهَا لا تفرحوا

حَتَّى يُمَيِّلَ رأسْهُ الْمِيْزَانُ

وَدَعوا “العسيري” جانباً لِهُرَائِهِ

ودَعُوا الذي يهذي به الصبيانُ

لكنكم كنتم كَبَائِعَةِ الهوى

بعفافها يتلاعب الغلمانُ

* * * * *

وَالآَنَ،،، أَيْنَ الآن من أهدافكم

تلك التي صُمَّتْ بِهَا الآذانُ

مَطَرُ القنابلِ لم يُرْكِّعْ هَامَةً

أبداً،، وَلَمْ يَأْبَهْ بِهِ إِنْسَانُ

وَالسِّرُّ في البأْسِ الشديدِ وفي الذي

مِنْ أَجْلِهَا يَسْتَبْسِلُ الشجعانُ

أَعْنِي الكَرَامة،، والكرامةُ غايَةٌ

ووسيلةٌ عَزَّتْ بها الأَوْطَانُ

وَهنا،، هنا يَمَنٌ بحجمِ صُمُوْدِهِ

لا البغي يهزمهُ ولا الطغيانُ

تدري الشهادة أَنَّهُ يصبو لَهَا

وبعقله وبوعيه القرآنُ

أَمَّا الرهان على عيال السوءِ مِنْ

تلك البقاع فإِنَّهُ خُسْرَان.

صنعاء- فبراير 2016م

 

 

 

بِالْعَشَرَهْ

حسن عبدالله الشرفي

سَجِّلْ مَقَامَكَ في الهيجاءِ يا قَلَمُ

حَتَّى يراك العبيد الْغُلْفُ والْخَدَمُ

حَتَّى تراك بغال الرُّوْمِ قاطِبَةً

حَتَّى تراك النعال الصفرُ وَالْجِزَمُ

في عَاصفاتك ما لا يعلمون… وفيْ

عنادك الْمُرِّ مَا تَهْتَابُهُ الْحُمَمُ

وقل لهم إِنَّهَا حَرْبٌ مُدَنَّسَةٌ

مَا عندها شَرَفٌ حُرٌّ وَلاَ شَمَمُ

وقل لهم إِنَّهَا حَرْبٌ مُنَافِقَةٌ

فيها الطليقَ ومن أسمائها الصَّنَمُ

وقل لهم.. إِنَّهَا حَرْبٌ مُسَافِحَةٌ

مَا يستحي عندها صُلْبٌ وَلاَ رَحِمُ

وَلاَ تَقُلْ حينَ يَسْتَغْشُوْنَ ذِلَّتَهُمْ

بأَنَّهُمْ في مَبِيْعَاتِ الْهَوَانِ هُمُ

لِأَنَّ عاصفةً أخرى بداخلهم

يدري بها عَرَبُ الآفاقِ والْعَجَمُ

المحبطون أَرادوا أَنْ يكون لَهُمْ

شَأْنٌ،، وما ارتفعت عن حَيْثهَا قَدَمُ

والمعتدون رأَوها فُرْصَةً سَنَحَتْ

وما دروا أَنَّهَا في الحالِ تنهزِمُ

….

(ب)

صنعاء بالجبروت النذلِ تحترقُ

وليلُ عَطَّانَ مَا في نعشه أُفُقُ

وعند سعوان جُرْحٌ لا الخطى فَهِمَتْ

ما شأنه في شَظَايَاهُمْ وَلاَ الطُّرُقُ

حَشْدٌ من النسوة الْوَسْنَى وقافلةٌ

من الطفولةِ ما في قلبها رَمَقُ

ألْكُلُّ تحت الركام المستباح كَمَا

لو أَنَّهُمْ في أعاصير اللظى وَرَقُ

من أَجْلِ مَاذا؟ وَلاَ عِلْمٌ وَلاَ خَبَرٌ

في عالم كلُّ مَنْ في عَرْشِهِ سَرَقُ

وَمجلس الأمن عَرَّابُ النفاق عَلَى

هَوَاهُ كالكذب المأْجورِ مُخْتَلَقُ

شعبٌ يموت بلا ذنبٍ وَلاَ سَبَبٍ

وَأُمَّةٌ بالحصار النَّذْلِ  تَخْتَنِقُ

شَهْرٌ وَسَبْعَةُ أَيَّامٍ بِمَحْرَقَةٍ

وَمَسْلَخٍ في الدروب الحمر يَنْطَلِقُ

وَفي الرياضِ حثالات اللصوص كَمَا

لو أَنَّهُمْ في مَرَاحِيْضِ الدُّمَى خِرَقُ

لكنَّ لِلزَّمَنِ الآتي إِرَادَتَهُ

وشأَنَهُ وَمَسَاراً مِنْهُ ينبثقُ

. . .

(ج)

يا نَائِح الطلح هذا مَأْتَمٌ جَلَلُ

نِيْرَانُهُ في شغاف القلبِ تشتعلُ

قالوا أَتينا لنعطيكم مَحَبَّتَنَا

وعندنا الحزم في معناه والأَمَلُ

قلنا لهم نحن قومٌ في تجاربنا

مَا لاَ يضيعُ بِهِ قولٌ ولاَ عَمَلُ

مِن قبل سبعين عَاماً طار طائركم

فينا،، وقلنا فساد الجار يُحْتَمَلُ

لكنكم كحمير السوق ما اجْتَمَعَتْ

إلاَّ ليكثر فيهِ الرَّوْثُ والزَّبَلُ

وَمَرَّت السنوات القاحلات وَمَا

بَدَا مَعَهَا في وَجْهِكُمْ خَجَلُ

وهكذا،، هكذا حتى أَتى زَمَنٌ

كَأنَّهُ فوق آبار العمى جَمَلُ

وَمِثْلَمَا يشبع ابن الفحش جاء بِكُمْ

ضعف النفوس وفيه الشؤم والْفَشَلُ

شئْتُمْ مَشِيْئَاتِ مَخْدُوْعِيْنَ ما عَرَفُوْا

مَا الْحَنْظَلُ الْمُرُّ في المسعى وَمَا الْعَسَلُ

وَمَا انكسرنا وَنار الحقدِ تَأْكُلُنَا

وَأَرْضُنَا بالدَّمِ المغدور تَغْتَسْلُ

. . .

(د)

لاَ شيءَ إلاَّ الدموع الْحُمْرُ والجزعُ

لا شيءَ إلاَّ البكاء الْمُرُّ وَالْوَجَعُ

المعتدون أعادوها إلى حِقَبٍ

كأنَّهَا من دياجيرِ الأسى قِطَعُ

وَذَنبها أَنَّهَا قالت لجارتها

أَنَّ الوجود لكل الناسِ يَتَّسِعُ

وَعَالَمُ اليومِ مَا عَادَتْ شَرَائِعُهُ

إلاَّ لصوتِ الضميرِ الحيِّ تَسْتَمِعُ

لكنَّ جارتها مسكينةٌ وَقَعَتْ

في شَرِّ مَا فيه طَابُوْرُ الدُّمَى يَقَعُ

لكنَّ جَارَتَهَا شَعْبٌ حكايته

مَعَ الحياة بها من حالها فَزَعُ

شعبٌ كَسَائِمَةِ المْرْعَى تروح كما

تعدو،، وتجهل ما الآحاد مَا الْجُمَعُ

شعبٌ كأيِّ مَتَاعٍ لاَ خيارَ لَهُ

حَتَّى وإن كثرتْ في ثوْبِهِ الرُّقَعُ

ماذا تَبْقَّى سؤالٌ خَلْفَ نَافِذَةٍ

حِبَالُ أَصْوَاتِهِ بالصمتِ تَنْقَطِعُ؟

مَاذا تبقى؟ هنا صنعاء تَسْأَلُنِيْ

وَحَوْلَهَا يستريحُ الذئبُ والضَّبُعُ

صنعاء – مايو 2015م

 

 

 

أَصْحَابُ الْفَضِيْحَةْ

حسن عبدالله الشرفي

مَنْ ظَلَّ في الفنجانِ كَالزَّوْبَعَهْ

تساقطت عن وجههِ الأَقْنِعَهْ

لأَنَّهُ ما كان في نهجهِ

وفكره البالي سوى إِمَّعَهْ

تراه في الضوءِ بِلاَ مِلَّةٍ

تراه في الظلماءِ كالضفدعهْ

إِسْمَعْهُ فيْ كل عناوينهِ

ومن سداد الرأْي أَنْ تَسْمَعَهْ

لأَنَّ للشيطانِ فيْ نَفْسِهِ

شَرِيعةً معروفة الأَمتعهْ

* * * *

قلت لِمَنْ بَارَكَهُ،، مَا الذي

تكسب في المعركة الْمُزْمَعَهْ؟

أَمَامَكَ الأَمَّةُ يا صاحبي

تذبح في السوقِ وفي المزْرَعَهْ

وَأَنْتَ والزمرةُ في فرحةٍ

كَأنكم في زَفَّةٍ مْمْتِعَهْ

تأريخكم،، يا قبح تأريخكم

مذبذبٌ في الْحِبْرِ والمطبعَهْ

وَبَيْنَكُمْ من فُرْقَةٍ مُرَّةٍ

ومن شكوكٍ تذهل الْمُرْضِعَهْ

حتى وإن قلتم بِأّنَّ الخطى

في صَفِّكُمْ لا تقبل الْفَرْقَعَهْ

أَنتم وفي أَحْسَنِ أحوالكم

كَمَنْ يَرَى مِنْ أُذْنِهِ إِصْبَعَهْ

منْ نصف قرنٍ لم تكونوا سِوَى

سفينةٍ مشبوهةِ الأَشْرِعَهْ

إِنَّيْ لَأَرْثى لحماقاتكم

لأَنَّهَا تبقى بِلاَ مَنْفَعَهْ

وأَنَّ كُلَّ الشعب قَدْ قالَهَا

حتى غدت أَبْوَابُهَا مُشْرَعَهْ

وكان أَحْرَى بحساباتِكمْ

أنْ تحسم الأمْرَ وَتَمْضِيْ مَعَهْ

تَرْجُوْنَهَا عاصفةً هَشَّةً

في بَحْرِهَا ما يُشْبِهُ القوقَعَهْ

كم خائِب الْمَسْعَى تَمَنَّى لَهَا

أنْ تحرق المحراث والصومَعَهْ

وأنْ تكونوا من مَغَاوِيرِهَا

ومن رجال الموجةِ المسرعَهْ

وكل ما في وسعكم أَنَّكُمْ

لغيرها في الطَّحْنِ وَالْجَعْجَعَهْ

وعند “هادي” خبرٌ واضِحٌ

عنكم،، وفيه اللَّعْنَةُ المقنَعَهْ

ظَلّ حَبِيْسَ الدارِ لَمْ تَسْأَلُوْا

عنه وعن حالته الْمُوْجَعَهْ

واليومَ لما غَرَبَتْ شَمْسُهُ

تأْتُونَ من أَرْكَانِهِ الأَرْبَعَهْ

كنتم تخاذلتم إلى أَنْ بَدَا

في رَأْسِهَا بَالُوْنَ لاَ قُبَّعَهْ

صنعاء – نيسان 2015م

 

 

حَرْبُ الْمُتْرَفِين

حسن عبدالله الشرفي

هنا الحرب تَمْتَدُّ أَيَّامُهَا

وتبدو لعيني فِيَتْنَامُهَا

وفيها من القبح خُرْطومُهَا

وفيها من الغدر أَهْرَامُهَا

وفيها من العار أَخْوَالُهَا

وفيها من القبح أَعْمَامُهَا

وَحسبك من جِيْرَةٍ أَفْلَسَتْ

وَأَمْعَنَ في الخزي حُكَّامُهَا

أَرَدْنَا لها طيبات الْحَيَاةِ

وشاء لها الموت أَقْزَامُهَا

فكن أَنْتَ فيها وفي حَرِّهَا

ليعرف من أَنْتَ إِجْرَامُهَا

تباركتْ من وطن نفسه

تعاف الذي فيه إِرغَامُهَا

وَمَرْحَى لها أُمَّةً مَجْدُهَا

تباهيْ بماضيه أَقْلاَمُهَا

وها هو حاضرها ينتخيْ

ليغرق في الوحل ظَلاَّمُهَا

تَخَيَّلَهَا نزهةً سَهْلَةً

وها هو في نِصْفِهِ عَامُهَا

. . . . .

أَقولُ له أَنْتَ من أُسْرَةٍ

تُجَدِّف في الرمل أَوْهَامُهَا

وَمِنْ حلفاءٍ بلا ذِمَّةٍ

تُرَفْرِفُ في الوحل أَعْلاَمُهَا

تَذَكَّرتِ الأَمْسَ لَمَّا هَوَتْ

بِهَا في الفتوحاتِ أَصْنَامُهَا

خَزَمْنَا لها أَنْفَهَا مَرَّتَيْنِ

وَهَا هُمُ أَمَامَكَ أَزْلاَمُهَا

. . . . .

هنا يَمَنٌ يا كفيف الرؤى

لها في الميادينِ أَحْكَامُهَا

فقل لِرِهَانِكَ ماذا ترى؟

وبالموتِ نكثر أَرْقَامُهَا

وَكَمْ صفقةٍ لك من قبلها

نَدِمْتَ وقد ضَاعَ إِبْرَامُهَا

. . . . .

هنا يَمَنٌ يا ركيكَ الْخُطَى

لَهَا كَافُهَا وَلَهَا لاَمُهَا

وَأَنْتَ وحظكَ في حَبْلِهَا

إذا طًوَّحَتْ بِكَ آثَامُهَا

هْنَا شَمَمٌ زَاحَمَتْهُ الذُّرَى

فَعَادَ إلى القاعِ أَنْسَامُهَا

هُنَا أُمَّةٌ لا تحب الحياةَ

إِذَا شَمَّتِ الذُّلَّ أَخْشَامُهَا

وَهَا قَدْ زَحَفْتَ بِكُلِّ الْقُوَى

وَفِيْهَا هَوَاهَا وَهِنْدَامُهَا

فَقُلْ لِجِرَاحِكَ في نَزْفِهَا

إِذا عَرْبَدَتْ فيك آَلاَمُهَا

لَقَدْ خَدَعتني بروق الْمُنَى

وَطَارَتْ بعقليَ أَنْغَامُهَأ

نقول له نحن مِنْ أُمَّةٍ

أَبَتْ أَنْ تُقَطَّعَ أَرْحَامُهَا

قَصَفْتَ الذُّرى،، وسحقتَ القرى

وضاقت بِبَغْيِكَ آكَامُهَا

وَلاَ ذَنْبَ لِلأَرْضِ فيما جَرَى

وَقَدْ مَلأَ النَّعْشَ أَيْتَامُهَا

وَأَيْنَ العروبة فِيْمَا بَدَا؟

وَأَيْنَ من اللهِ إسْلاَمُهَا

ولكنَّهَا أَقْسَمَتْ بِالدِّمَاءِ

وَهَيْهَاتَ تحنث أَقْسَامُهَا

هُنَا وطنُ الموتِ في أَهْلِهِ

وفي قَبْضَتَيْهِ فِيَتْنَامُهَا

صنعاء -26 يوليو 2015م

 

 

 

شَاءَ اللَهُ فَشِئْنَا

حسن عبدالله الشرفي

شِئْنَا بأن نتحدى الخوف والْخَطَرا

وأن نكونَ القضاء الْحُرَّ والقدرَا

شِئْنَا بأن نجعل الساحاتِ أَشْرِعَةً

وأنْ نُشَكِّلَ منها الْبِحْرَ وَالْجُزُرَا

وَحين شِئْنَا عرفنا أَنَّنَا بَشَرٌ

ولم نَعُدْ في غيابات العمى حُمُرَا

هنا رفعنا إلى الأَعْلَى بَيَارِقَنَا

ثم انطلقنَا نصوغُ النَّصْرَ والظَّفَرَا

هُنَا صَحَا جَارُنَا المعتوه وانفتحتْ

عيونه ليرى الشعب الذي صَبَرَا

ظَنَّ المغفلُّ أنَّ الحربَ فاكهةٌ

وَأَنَّهُ لن يرى ضِيقاً ولاَ ضَجَرَا

وَأَنَّهَا بِنْتُ أُسٌبوعٍ وَيَكْسَبُهَا

وَبْعَدَهُ يدرك الْحُلْمَ الذي انْتَظَرَا

وَمَرَّ عَامٌ كَحَدِّ السيفِ مُلْتَهِبٌ

وَالْمَوْتُ يقبضُ منه الْعَيْنَ والأَثَرَا

عَامٌ من الغضبِ الفتَّاكِ قال لَهُ

كيف انتهى بِأَمَانِيْهِ وكيف جَرَى

* * * *

يَا جَارَنَا إِنَّنَا شعبٌ بِذَاكِرَةٍ

على مَسَارَيْنِ فيما طالَ أَوْ قَصُرَا

وحينَ جِئْنَا من الْهَمِّ البعيدِ دَرَى

سِرْوَالُ جَدِّكَ مَا الْمَجْدُ الذي اخْتَصَرَا!

أَبْحَرْتَ فيْ لُجَجِ الْمالِ الْحرامِ وَمَا

وَعَيْتَ أَّنَّكَ كنتَ الْمَرْكَبَ الْقَذِرَا

سُدْنَا وَشِدْنَا وَكُنَّا الفاتحينَ وَلَمْ

نَبْخَسْ لأَخْلاقِنَا سَمْعاَ وَلاَ بَصَرَا

وَكالْمَجَرَّات لَمْ نَبْطَرْ لأَنَّ لَنَا

مِنْ طبعِنَا الْمُرْتَضَى مَا يَمْقُتُ الْبَطَرَا

وَأَنْتَ كُنْ أَنْتَ في مُلْكٍ بِلاَ خُلُقٍ

لَمَّا تَجَرَّعْتَ مِنْهُ مَاءَهُ الْعَكِرَا

* * * *

عامٌ مَضَى والعناوينُ الكبارُ لَنَا

في كلِّ ما أَذْهَلَ العدوانَ أَوْ دَحَرَا

نحن انتصرنا كما شَاءتْ بَنَادِقُنَا

وَجارُنَا بِسِلاَحِ الفتكِ ما انْتَصَرَا

لأَنَّهُ جاء منْ أَحْلاَمِ يَقْظَتِهِ

مَنْ حَطَّتِ الشمس في كَفَّيْهِ والْقَمَرَا

وَجَاءَ مِنْ عورةِ التاريخِ فَاضِحَةٌ

حتَّى تَبَخَّرَ في الميدانِ وانْكَسَرَا

قلنا له وسلاح الجوِّ يَقْتُلُنَا

ويقتلُ الشَّجَرَ المسكينَ والْحَجَرَا

يَا جَارَنَا إِنَّنَا شَعْبٌ بِخَاصِرَةٍ

من السيوفِ التي لا تعرفُ الْخَوَرَا

يَا جَارَنَا إِنَّنَا شَعْبٌ بَأَجْنِحَةٍ

من الفتوحاتِ واسأَلْ عندها الْبَشَرَا

أَقْحَمْتَ نفسكَ في حَرْبٍ مُسَافِحَةٍ

وَكنتَ مثلَ الذي بِالْعَوْرَةِ اسْتَتَرَا

وَمَرَّ عَامٌ وكل العاصفاتِ هْنَا

تقول يا ليتَ جَارَ الْخَيْبَةِ اعْتَبَرَا

وَمثلَ أيِّ مُصَابٍ في رُجُوْلَتِهِ

مَضَى بِرَمْلِ الظَّمَا يَسْتَنْزِلَ المْطَرَا

وَاليوم مِنْ بَعْدِ عَامٍ في خَنَادِقِنَا

نظلُّ نَكْبَرُ كالْعَزْمِ الذي كَبُرَا

لَقَدْ فَتَحْنَا شَبَابِنكَ الجحيم وَقَدْ

شِئْنَا له أَنْ يَرَى في بَيْتِهِ سَقَرَا

صنعاء- مارس 2016م

 

 

 

هَذِهِ الْحَرْبْ

حسن عبدالله الشرفي

بِمَا فيها من الفشلِ الذَّرِيْعِ

وما فيها من الْوَخَمِ الْمُرِيْعِ

بِمَا فيها من الحمَّى أَتَوْهَا

بوسوسة التوقُّعِ والوقوعِ

وَظنُّوهَا بأَحْلامِ ابْنِ آوَى

وغطرسةِ الْقَنَابِلِ والدُّرُوْعِ

وَفي سُمْرِ الْهِضَابِ بَنُوْ سهيلٍ

عَنَيْتُ النجم في الأُفْقِ البديعِ

عَنَيْتُ سَلاَهِبَ الرَّبَوَاتِ منهم

وَأَبْنَاءَ التَّبَابِعِ وَالْبَقِيْعِ

عَنَيْتُ رجالَ همدان ابن زَيْدٍ

وفيهم فتكة السُّمِّ النَّقِيْعِ

وَحِيْنَ عَنَيْتُهْم أَدْرَكْتُ أَنِّي

طَرَحْتُ يدي على الجبلِ الْمَنِيْعِ

على الركنِ الشديد،، وكم أُسَمِّي

بخارطتي من اليمنِ الطبيعيْ؟

* * * *

هنا لو كان للعدوان عَقْلٌ

لَأَغْلَقَ بَابَهَا قبل الشروعِ

ولكنَّ العمى لَوْنَانِ،، هذا

يحب القفزَ في الزَّحْفِ السَّرِيْعِ

وذاك أرادَها مَلْكاً عَضُوْضاً

تُقَرِّبُهُ من المجد الطَّلِيْعِي

ولكنَّ الخنادق أَوْجَزَتْهَا

وقالت للبصيرِ وللسميعِ

هنا أبناء ذي يزنٍ إذا مَا

تلاقى السيفُ بالعنقِ الْهَلُوْعِ

هنا ما لا يطاقُ بِكُلِّ شبْرٍ

وما مثل البنادقِ من شفيعِ

رجال الله في جَبَلٍ وَسَهْلٍ

دَرَوْا أَنَّ المتارسَ كالضلوعِ

فَحَطَّوْا في حناياها قلوباً

من الفولاذ لَيْسَتْ لِلرُّكُوْعِ

هنا حُمْرُ العيونِ كأنَّ فيها

مَصَابِيْحاً تَحَنَّتْ بالنجيعِ

وما يدري الجوار الفسل أنَّا

أَضأْنَا في دجاها كالشموعِ

وما كنَّا نريد لَهُ التَّرَدِّيْ

إلى مُسْتَنْقَعِ العار الشنيعِ

ولكنَّ الهوى والنفس قَالاَ

هنا جِيْلٌ من الهوس الفضيعِ

فَدَعْهَا للمسافاتِ الْحَبَالَى

وَقُلْ إنَّ الخميسَ ابْنُ الرَّبُوْعِ

* * * *

وأَسْأَلُهُمْ لماذا نَحْنُ صِرْنَا

بلا سَبَبٍ نُحَارَبُ بالجميع؟

ونحن الجار والْقُرْبَى وفينا

نَوَايَا مِثْلُ أَزْهَارِ الرَّبيعِ

ولكنَّ الشَّكِيْمَةَ لم تَدَعْنَا

فَرَائِسَ في يد الْعَتْبِ الْجَزُوْعِ

وَنحن لها وقد دارت رِحَاهَا

أَتَتْنَا باللَّظَى أَوْ بالصقيعِ

أناشدكم بِوَجْهِ اللهِ كُفُّوْا

وقولوا لِلدِّمَاءِ ولِلدُّمُوْعِ

لقد كانت بلا رأْيٍ سَدِيْدٍ

وقد كانت بِلاَ شَرَفٍ رَفيعِ

صنعاء – 20 يوليو 2015م