الخبر وما وراء الخبر

يقتلوننا ويدعون علينا!!

226

عبدالمجيد التركي

انتهى شهر رمضان.. بعد أن حرص فيه إمام الحرم في كل صلاة على التقرب  إلى الله بدماء أطفالنا، والدعاء علينا بالويل الثبور، والدعاء لأسياده بأن ينصرهم الله على المجوس والرافضة، يقصدوننا نحن اليمنيين.. وعلماء البلاط الملكي وفقهاؤه يؤكدون وجوب الجهاد ضد اليمن، ومعظم الناس في الحرم المكي من الجنسيات غير العربية يقولون آمين، دون أن يفهموا شيئاً من كلام إمام الحرم.
والأعجب أن ترى تغريدات عائض القرني، وسلمان العودة، ومحمد العريفي، في تويتر، وهم ينشرون آيات الاستغفار وأدعية الليالي المباركة بعد أن ولغوا في دمائنا، وهلَّلوا وكبَّروا لطائراتهم التي تقذف علينا، يومياً، كل أنواع الموت!!
وبينما نحن نموت من الحصار والغارات الجوية يتقدم خالد بحاح والفارّ هادي بخالص التعازي لبلاد الحرمين الشريفين، ملكاً وحكومة وشعباً، لسقوط أربعة جنود في تفجير الحرم النبوي؟
أما الأزهر، الذي لم يكن شريفاً في يوم ما، لم يستنكر عندما استشهد أكثر من 300 مواطن عراقي في تفجير الكرادة، وتفحَّمت جثثهم واختلطت ببعضها، بينما استنكر استشهاد أربعة جنود سعوديين في تفجيرات الحرم النبوي.. وليس بعيداً أن يستنكر الأزهر مقتل شخص سعودي في حادث سير، أو في حادثة تفحيط، أو في تفجير بار، فما دام القتلى سعوديين فالأزهر جاهز للاستنكار.
هذا الأزهر صَمَتَ عمَّا يجري في اليمن، منذ أول يوم للعدوان، وكأن دماء اليمنيين لم تهز أحداً من علماء الأزهر الذين يملأون بطونهم بالمال السعودي، وينتظرون إشارة من أسيادهم لإصدار أي تنديد، بينما لا يتضامنون مع أي دولة ليست السعودية راضية عنها.
تباً لكم يا مشائخ الأزهر، فقد تحولتم إلى عبيد لآل سعود، ونسفتم تاريخ الأزهر ونكَّستم عمائمكم وعلمكم من أجل حفنة ريالات، وإرضاءً وتبعيةً لحاكمكم وأسياده الأعراب.