لا بد من الاتفاق ولو طال الأمد
بقلم / عبدالعزيز الحزي
كثيرا ما نسمع هذا البيت الشعري أو هذه المقولة الشهيرة (لابد من صنعاء ولو طال السفر) ،لكن لسان حال الواقع يقول “طال علينا الأمد، دون التوصل إلى اتفاق” يخرج اليمن من هذه المسرحية الهزلية المعدة خارجياً سلفاً ،ومن هذا العدوان الظالم على الأرض والشعب اليمني تحت مسمع ومرأى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بل والعالم اجمع دون أن يحرك ساكن.
مفاوضات تذهب سدى وثانية لا يحضر له جيدا وأخرى يتحكم بها المعتدي ويفرض شروطاً مجحفة على المفاوضين بأشراف أممي ضد البلاد تنفيذا لاجندة اقليمية أو دولية لا تراعي اي مواثيق او قوانين أممية ولا دولية تحترم سيادة واستقلال الدول و تلتزم بعدم التدخل الخارجي.
عدوان سعودي مباشر يسمي نفسه (تحالف عربي)، يتدخل في اليمن عسكريا ويشن عدوانا همجيا شرسا عليه دون ادنى حق أو تفويض أممي أو وجه شرعي سوى أطماعه التي تسوقه الى حتفه.
مفاوضون يتسكعون في شوارع الرياض بحثا عن لقمة عيش كانت في متناول ايديهم في بلدهم، وأخرون يحملون أحلام أبناء شعبهم في الخروج بالبلاد مما هي فيه.
جبهات قتال هنا وهناك وقودها أبناء الشعب اليمني العربي المسلم تشعلها أميركا وإسرائيل المدللة الصغيرة بأموال خليجية جلها من أمراء آل سعود على الأرض اليمنية بهدف تقسيم البلاد وقضم أجزاء منها لصالح نظام آل سعود التي أنشأه الاستعمار قبيل الحقبة الاستعمارية.
شعب يمني في المدن والمناطق والأرياف يحلم في عيش كريم على أرضه بعيدا عن مختلف الصراعات الحزبية والطائفية والمذهبية المقيتة التي أراد المخططون لها أن تعم أرجاء اليمن، لكن بفضل الله تعالى حبطت أعمالهم وخسروا الرهان.
مراقبون بين متشكك في جدوى مفاوضات الكويت بعد مفاوضات جنيف1 و جنيف2، وآخرون يجزمون بعدم نفعيتها لمعرفتهم بأن المخرج يريد نهاية غير سعيدة لسيناريو القصة أو الفلم المعدة في بيت الشيطان الأعور أو الاكبر في واشنطن و أبنته المدللة (تل أبيب) .
المراقبون يشككون في نجاح أي مفاوضات أو حوار قادم تقوده المنظمة الدولية العاجزة عن وقف العدوان السعودي على اليمن او حتى فك الحصار الجائر على البلاد.
ومن هنا استطيع أن اقول لمفاوضي (الرياض) الى مفاوضات الكويت الذين يقضون اجازة العيد قبل أن يعودوا اليها لاستئناف المفاوضات كفاكم تصنع الوطنية الحرص على البلاد لقد حصحص الحق وظهرت الحقيقة جلية في أنكم لا ترغبون في التوصل الى اتفاق ينقذ البلاد إنما تريدون خدمة سادتكم في الرياض في اطالة أمد الحرب وتدمير مقدرات الشعب ولسان حالكم يقول ” رجل في السلطة ورجل في المعارضة” ونحن نقول لكم “خلى رجلك الطويلة تنفعك وطيري لو شاطره “.
وبالرغم من أن العدوان يصعد القتال في جميع الجبهات ويراهن على الحسم العسكري البعيد المنال ،يراهن الشعب اليمني على متغيرات سلمية قد تغير مجريات الأحداث وتدفع بإطراف الحوار نحو التوصل إلى حل سلمي يفضي إلى شراكة حقيقية تنهي هذا الاحتدام والصراع في البلاد والخروج باليمن من المجهول.
وأخيرا أقول للقاصي والداني إن الرهان العسكري بالدخول إلى صنعاء هو رهان خاسر سيكلف الكل الشيء الكثير سواء هنا أو هناك فلا جدوى للحلول العسكرية التي يريد البعض أن يحفظ بها ماء وجهه ويحقق مكاسب على حساب دماء أبناء الشعب اليمني فالشعب لن يسكت أبدا، وسيرد على الاعتداءات التي ستكلف نظام آل سعود الكثير والكثير، فهل يعقل أولو الألباب بأن المعركة بين الأطراف هي سياسية وليست عسكرية حربية؟!! ونؤكد هنا أنه لن يتم التوصل إلى أي حل طالما كانت هناك تدخلات خارجية تحكم هذا الطرف أو ذاك.