أمريكا البيضاء أمام أمريكا السوداء
أ.د. علي الهيل
قتل أفراد الشرطة الأمريكية البيض للمواطنين السود قديم و متجذر في ثقافة البيض منذ انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال و الجنوب.
كراهية معظم البيض للسود قائمة على صور نمطية تاريخية stereotypes تصور الأسود لصاًّ و جلفاً و عنيفاً.
و معظم السود ينظرون إلى البيض أنهم عنصريون لا يطبقونهم. هي قوانين الفعل و رد الفعل التي تتجاذب الطرفين.
لوحظ أنه منذ انتخاب أول رئيس أسود (باراك أوباما) في تاريخ أمريكا زادت أو تعمقت الكراهية ضد السود و زادت حوادث قتلهم على يد الشرطة البيض، لذلك، لوحظ أيضاً انجذاب كثير من الأمريكيين تجاه المرشح الجمهوري (دونالد ترامب) الذي منذ بداية حملته الإنتخابية بدأ يدغدغ مشاعر البيض و يحرض على كراهية كل ما هو غير أبيض بصرف النظر عن الهجوم عليه حتى من زملائه في الحزب الجمهوري. بَيْدَ أنه يبدو مجرد تبادل أدوار و موجه للإستهلاك الخارجي أن أمريكا (تمثال الحرية) ليست عنصرية.
هذا يفسر إلى حد ما بقاء (ترامب) المرشح الوحيد للحزب الجمهوري، قد يساعده أن الحزب الديمقراطي من خلال الرئيس (الأسود) مكث ولايتين في البيت الأبيض و أن الناخب الأمريكي يريد هذه المرة جمهورياًّ و (دونالد ترامب) هو الخيار الوحيد. إنها أمريكا البيضاء في مقابل أمريكا السوداء.
عربياًّ و إسلامياًّ، نشأ منذ (القاعدة) و لكنْ تعزز و برز أكثر (الإسلام الأسود) الذي يقتل أفراده بأبشع الأساليب المنتمين (للإسلام الأبيض) من كافة الأطياف و يظهرون كل يوم من خلال راياتهم السوداء أن هذا (الإسلام) هو الذي يجب أن يسود.
قطعاً، جهات مناوئة (للإسلام الأبيض) و هو الدين المعتدل إِنْ لم نقل أوجدت (الإسلام الأسود) هي تحرضه و تشجعه و تمده بأسباب القوة بدليل أنه رغم أن العالم كله يحاربه ما يزال قويا. بل يزداد قوةً كل يوم. أدهشتني مجموعة صهيونية يهودية في (تلَّ أبيب) تحمل الأعلام السوداء بعبارتي التوحيد و تبدي فرحها بما يقوم به أفراد (الإسلام الأسود) من تفجيرات ضد الشيعة في الكرادة و ضد السنّة قرب الروضة الشريفة في المدينة المنورة. فهل من تفسير هنا؟ أم أنه هو الآخر يقصد به التمويه و التشويش و مزيداً من خلط الأوراق؟ تساؤل آخر هل (الإسلام الأسود) يُقصد به تكريس أمريكا البيضاء. نحن نعرف تاريخياًّ أن ثمة علاقة بين إكتشاف أمريكا العام ١٤٩٢ و في السنة نفسها تم طرد العرب و المسلمين من الأندلس (إسبانيا و البرتغال حالياًّ؟) مجرد تساؤل قفز لذهني.
أستاذ جامعي وكاتب قطري
نقلا عن رأي اليوم