الخبر وما وراء الخبر

عن العيد وما ينبغي !!

183

بقلم / عابد المهذري

وأنت ميسور الحال ؛ لا تحرم أهلك وأطفالك ونفسك من متعلقات العيد .. ملبسا وتقاليد احتفائية .. بذريعة ظروف الحرب ومراعاة الوضع العام .

علينا جميعا أن نحتفي بالعيد بكامل مظاهره .. لأن العدو والعدوان يريد ويتلهف لانتزاع الفرح والبهجة من نفوس اليمنيين .

الأعداء يسعون جاهدين لإضفاء ملامح الحزن ولمسة البؤس على أعيادنا لهزيمتنا نفسيا .. وعلينا منع ذلك وعدم تمكينهم من قتل السعادة والابتسامة على شفاه الصغار ووجوه الكبار .

لنجعل من عيد الفطر هذا العام .. ظاهرة صمود فرائحية ضخمة تثير غيظ أعداء الوطن وتكدر صفو المرتزقة والعملاء وتحبط نفسيات تحالف الشر على اليمن .

ليكن عيدنا ؛ ليس جبهاتنا كشعار وحسب .. نتداوله عبر هاشتاقات التواصل الاجتماعي .. بل أفعالا ملموسة على الارض .. من خلال تجسيد المعاني الحقيقية للصمود والانتصار اليمني بمختلف الصور والأساليب والوسائل .. بإشاعة أجواء السرور ومظاهر الفخر وتعابير العزة والكرامة في كل مكان .

لنقهر أعدائنا ونشيع من حولنا ما تستحقه البلاد والشعب من تكريس وتوثيق لبصمات النضال والوفاء والبطولات الاسطورية لقواتنا المسلحة الباسلة .. بمهرجانات عيدية شعبية تشعل الزغاريد وطبول ورقصات البرع في كل قرى ومدن وسهول وجبال ووديان الخارطة اليمنية .

لنلبس الجديد ونشتري الحلوى ونتعطر بأطيب الروائح والبخور .. ومعها ؛ نقدم الهدايا لأهالي وأبناء الشهداء والأسر المعدمة .. لنوزع العسب والجعالة دون نسيان تقديم الواجب للمحتاجين والفقراء .. لنزور الاقارب والأرحام دون إهمال لزيارة الجرحى وروضات وقبور الأبطال العظماء .

لنذهب إلى الجبهات ؛ كمقاتلين جدد او لأداء التحية وسلام العيد لرجال الله المرابطين في متارس الجهاد .. لنلتقط الصور مع افراد الجيش واللجان الشعبية في المواقع المسموح بها ولنبترع ونزومل معهم زوامل الكبرياء والشرف وننشر صور صناع النصر على صفحاتنا ونستذكر ما صنعوه من ملاحم عسكرية طيلة عام ونصف من مواجهة العدوان السعوامريكي المتصهين .

عيدنا جبهاتنا .. عنوان كبير لمسئوليات جسيمة تقع على كاهل الفرد والمجتمع .. المواطن العادي والنخبة والشخصيات الاعتبارية .. بنشر الوعي الأمني والحس الوطني بين اوساط الناس .. في الحارات والجوامع والاسواق والمدارس والاماكن العامة .. استعدادا وجهوزية لأي مؤامرة عدوانية محتملة وتفعيلا لليقظة المجتمعية من أجل ترسيخ الامن وحماية النسيج الاجتماعي من أي اختراق إعلامي أو فعل إجرامي إرهابي .

عيد اليمن .. مختلف عن أعياد الأمة .. فرغم الجراح ونوائب الزمن وتكالب قوى الإجرام ضدنا عسكريا واقتصاديا وسياسيا .. لتركيعنا واحتلال وغزو اراضينا بقوة السلاح ونفوذ وجبروت طواغيت الاستكبار العالمي .. لكن المحال هو النهاية لكل مخطط تآمري ولكل خطة استعمارية تستهدف اليمن الصامد بتماسك وتلاحم أبنائه وتعاضدهم صفا واحدا للتصدي لتحالف العدوان .

لقد كان كل يوم طوال عام ونصف من القصف والحرب والتدمير ومجازر القتل بحق الابرياء .. بمثابة عيد يمني متفرد الخصوصية .. من واقع القدرة على دحر ومجابهة جحافل العدو وإلحاق الهزائم النكراء يوميا بجنود جيوشه وترسانته في شتى جبهات القتال العملياتي المباشر .. وجبهات السياسة والاقتصاد والإعلام وحقوق الإنسان .. حتى صار العدو رمزا فضائحيا يتحدث عنها العالم بكثير من النبذ والإحتقار .. ومفردة مخزية يلاحقها العار والخيبة في الميديا وامام المجتمع الدولي وداخل شعوبهم المغلوبة على أمر الانصياع لرغبات أمرائها المجرمين .

العيد الأكبر سيكون يوم إعلان النصر اليماني المؤزر على تحالف الأشرار وما هو على اليمانيين الشعث الغبر المستضعفين ببعيد .. مهما تمادت قوى العدوان في الغرور واحلام التقدم وحشدت واحتشدت لمحاولة تحقيق بعض طموحاتها .. فلن تحصد غير الخسران ولن تلقى سوى التنكيل والتقهقر والفشل .. فأعياد مقاتلينا تتوج كل صباح ومساء بإنجاز نصر هنا او هناك على العدو الذي صارت النجاة – بالنسبةله – من قبضة رجال الله ؛ أكبر عيد .. وشتان بين أعيادنا الزاهية بالتضحيات والعطاء .. وبين أعيادهم المنغمسة في وحل الدناءة والخسة !!