الخبر وما وراء الخبر

في ذكرى يوم القدس العالمي

461

صلاح القرشي

في يوم الجمعة القادمة وهي آخر جمعة من شهر رمضان تحل علينا ذكرى يوم القدس العالمي وللأسف حلت هذه الذكرى علينا كعرب ومسلمين ونحن لم نعد نسمع لأي تغطية إعلامية إو ذكر للأوضاع اللاجئين الفلسطينين وما يعانونه ولم نعد نسمع أي ذكر لقضية حقوقهم وعودتهم إلى فلسطين تحقيقا لقرارات الأمم المتحده ذات الصلة ولا في أي محفل من محافل المنظمات الدولية .

نسي العرب والعالم قضيتهم وأصبحوا يتكلمون عن مشكلة عشرات ملايين اللاجئين العرب من سوريا والعراق وليبيا واليمن وما يعانون من أوضاع سيئة في مخيمات اللجوء في الدول العربية المستضيفة لهم أو داخل دولهم أو في هجرتهم الكارثية والمحزنة الى دول اوروبا وما عانوه من ويلات ومتاعب وموت وغرق أثناء هذه الهجره المؤلمة والموصوفة بعد أن فقدوا كل ما يملكون في دولهم.

لقد نجحت السياسة الصهيونية والامريكية وحلفائهم في خلق المشاكل الكبيره للعرب ومنها قضية اللاجئين واستطاعت. التخلص من عبء المطالبة العربية والدولية ولو بدون فاعلية بإعاده اللاجئين الفلسطينين وحل مشكلتهم وإلهاء الرأي العام العالمي لمشكلة اللاجئين العرب .

بل لقد مارس الكيان الصهيوني كل الخطط الإجرامية في سبيل إعادة تهجير اللاجئين الفلسطينين المتواجدين في مخيماتهم في الدول العربية والذين يشكلون تجمعات كبيرة تشكل خطرا مستقبليا عليه وتبقي قضية اللاجئين حية وموجودة وغير قابلة للتصفية ، وذلك بالإيعاز والتآمر مع المجموعات المسلحة المتتطرفة بالدخول والتمركز في المخيمات الفلسطينية في سوريا والانتشار فيها وجرها للصراع وجعلها منطلقا لمهاجمة مواقع الجيش العربي السوري والمدن والأحياء السورية بمساعدة فصائل فلسطينية تنتمي لنفس الفكر والتحالف وعلى راسها حركة حماس المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين.، والنتيجة تدمير المخيمات الفلسطينية وتهجير اهلها وعلى راسهم مخيم اليرموك والذين كان يعيش فيه مئات الالاف من الفلسطينين أصبحوا الآن داخله لايتجاوزون بضعة آلاف.

.وبهذه الطريقة والخطة الصهيونية نجح الكيان الاسرائيلي من التخلص من ورقة المخيمات الفلسطينية والدور آتٍ على مخيمات لبنان فهناك يجري دعم وتكوين الجماعات السلفية الوهابية والمنتمية للاخوان المسلمين يجري دعمهم من قبل نفس الدول اسرائيل والسعودية وقطر وغيرها تمهيدا لتفجير الحروب فيها والتآمر على لبنان والمقاومة هناك وتهجير بقية الفلسطينين.

إذا أصبح لاوجود للاجئين الفلسطينين في العراق فقد هجروا لكل أصقاع الدنيا وشتتوا بعد الغزو الامريكي الصهيوني وتحالفهم للعراق وهكذا يجري التآمر عليهم في كل دولة .

وكل ذلك حدث بسبب تآمر الآسرة السعودية وحكام الخليج والأنظمة العملية لامريكا واسرائيل والمجموعات التكفيرية الوهابية وجماعة الاخوان المسلمين مع الكيان الصهيوني وامريكا والغرب في تنفيذ مخططاتهم في المنطقة العربية .

لقد أصبح معظم العرب يعانون من اللجوء في بيوتهم وفي مخيمات داخل دولهم أو خارج دولهم من جراء هذه الحروب المفتعلة من قبل امريكا في تنفيذ مشروعها في إعادة تقسيم المنطقة العربية وتفتيتها وذلك خدمة للكيان الصهيوني وفي سبيل جعله دولة يهودية صافية والذي سوف ينتج من جراء هذا أيضا مزيدا من اللجوء وطرد الفلسطينين من فلسطين الطبيعية كلها.

لقد نجح أعداء العرب وفي مقدمتهم أمريكا وإسرائيل من تحويل الصراع العربي مع اسرائيل الى بينهم البين ، وأيضا تحويلهم عن ذلك بخلق عدو جديد لهم وهي إيران وتحويل بوصلة العداء إليها فقط خدمة لاسرائيل والهائهم وجعلهم يتخلون عن القضية المركزية لهم وهي القضية الفلسطينية تمهيدا للتصفيتها نهائيا بعد ما جرى اتخاذ كل الاجراءات وكل السياسات من أجل ذلك وعلى راسها التوسع المستمر بالاستيطان والتهجير وغيرها .

لقد كاد العرب جميعا  أن ينسوا أن هناك قضية فلسطينين وذلك من هول مايعانونه من الحروب والتشرذم والمشاكل

،فقط لازال يوم القدس العالمي وهو يوم آخر جمعة من شهر رمضان يذكرهم بها ، والذي دعى اليه الثائر القائد الحر  الامام الخميني رحمه الله لكي تكون القضية الفلسطينية حية في عقول المسلمين وشرفاء العالم وتستعاد كامل حقوق الشعب العربي الفلسطيني وتحرر القدس من احتلال الصهاينة كونها من أقدس مقدسات المسلمين والذي لا يمكن التنازل عنها أبدا والذي تمثل للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، كل التحية والاجلال والعرفان والرحمة لسماحة الامام الخميني رحمة الله عليه.