الخبر وما وراء الخبر

ما جرى في بريطانيا

147

عبدالعزيز بدر القطان

ما جرى في بريطانيا

هو استفتاء عام!

ما جرى في بريطانيا هو أنّ هذا هو رأي الشعب! فالإسكتلنديون

لهم كيانهم ولغتهم ولهم كل الأضغان التي يكنوها ضد البريطانيين الذين كانوا في فترة من الفترات يعتبرون أن من حق الجندي البريطاني أن ينام الليلة الاولى مع أي عروس إسكتلندية قبل زوجها.

هذا احتلال بغيض!

وكذلك الإيرلنديون. الإيرلنديون هم عملياً، شعبٌ قاتل البريطانيين المستعمرين عقوداً طويلة وربما أكثر من قرنين من الزمن.

وكذلك ويلز. ويلز شعبٌ له تقاليده ولغته وأيضاً يقع تحت الاحتلال البريطاني، هذه الشعوب عبّرت عن نفسها بعامل مشترك واحد؛ هو أن الطبقة الحاكمة في إنجلترا التي تمتص دماءنا هنا تمتص دماء الفقراء أيضاً في إنجلترا.

وما تصويتهم ضد وجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إلا لأن الاتحاد الأوروبي هو اتحاد بين هؤلاء المستغلين في كل الأقطار الأوروبيّة.

هذا أول عامل من العوامل التي يجب أن ناخذها بعين الاعتبار. العامل الثاني هو أن هنالك توجه واضح نحو اليمين والعنصرية في أوروبا. فنتائج الاستفتاء حرضت اليمين الفرنسي على المطالبة باستفتاءٍ في فرنسا، لإخراج هذه الأخيرة أيضاً م الاتحاد الأوروبي. وكذلك في هولندا وكذلك ربما في بلدان أخرى. أي أن بريطانيا المملكة المتحدة، عندما فرطت من عقد الاتحاد الأوروبي، فهو مؤشر إلى احتمال أن يفرط العقد كله حبة وراء حبة.

وهذا توجه واضح نحو اليمين في ظل حملة الصهاينة الكبرى على الإسلام والتي يساهم فيها “Ronald Trumph” إلى حد بعيد.

فيها توجّه “Trumph” لمعاداة الشرق ككل عامةً والشرق المسلم خاصةً، قامت الصهيونية بتوليد ودعم التكفيريين الذين يدّعون الإسلام حتى يشوهوا هذا الدّين، فيتحول الصراع إلى صراعٍ بين الغرب والإسلام. وكذلك حكام العرب الذين عيّنهم الاستعمار، الذين يحكمون بإسم الإسلام، مثل حكام مكة وحكام دول أخرى، أساؤا للإسلام بتصرفاتهم وممارساتهم واستبدادهم وطغيانهم ومنعهم الحريات ومنعهم الديمقراطيّة، رغم أن الإسلام هو أستاذ الديمقراطيّة.

يقول الله تبارك وتعالى في كتابة العزيز: “وأمركم شورى بينكم”. هذا هو العامل الثّاني؛ نمو العنصرية والتي قد تؤدي إلى نمو الفاشية في أوروبا. طبعاً الجهة الوحيدة التي كشفت عن هذا وتحاول منعه هي ألمانيا رغم أن استعدادت نمو الفاشية في ألمانيا هو أخصب من أي دولة أوروبية أخرى.