ماذا بقي في جعبة “السعودية” لتقدمه إلى “أميركا”
علي الدربولي
لدى المملكة العربية السعودية”جعبة” مملوءة بكل شيء كجبعة الحاوي تخرج منه أي شيء بوقته! ما عدا العلوم الدنيوية المعاصرة والسلاح الذي يخدم ما أنتجتها من حضارة. لديها (علم الآخرة)، ربما كما يؤمن وينفذ على الأرض ويشيع بين الناس، ويجند لـ(الجهاد) ضد من لم “يحلب في إناء” النظام السياسي السعودي، وبغض النظر عن المصب النهائي لذلك “الجهاد” يذهب أولاء من المشايخ المتشبعين بالفكر الوهابي، إلى حد التخمة، ولكن باتجاه أحادي لا تزال حربته التكفيرية مشهرة في وجه الجميع(الآخر) منذ ظهور المملكة ككيان سياسي حتى كتابة هذه السطور.الذي يهمنا هنا مقاربة المملكة للوضع في سورية مقاربة، أقل ما يقال عنها(انتقامية)، وكأن سورية أذلت وقتلت أحد أجداد السعوديين، أمير الدولة الأولى “عبد الله بن سعود” وبعض أخوانه، كما فعلت الخلافة العثمانية في عام /1818/م وأعدمته بعد التشهير به لمدة ثلاثة أيام في شوارع “اصطنبول”….هي ربما عبارة(أنصاف الرجال) التي أطلقها الرئيس “الأسد” في أول خطاب له بعد صمود المقاومة اللبنانية أمام أشرس عدوان إسرائيلي على تنظيم مجتمعي في جوهره، لا جيشا عرمرما، يدافع عن نفسه في جنوب “لبنان” ويفشل مخطط إبادته، الذي تبين بخصوصه، وبحسب ما سرب، وما توج باعتماد قرارات عربية-إسلامية تقف وراءها المملكة، تسم “حزب الله” المقاوم بـ(الإرهاب) مثلما تنظر إليه (إسرائيل) وإن قادة عربا فاعلون كانوا مع ذلك المخطط، لذلك اعتبروا أنهم المقصودون بمصطلح (أنصاف الرجال) بعد ذلك الفشل القياسي لـ(إسرائيل) في تحقيق هدفها الرامي إلى القضاء على “حزب الله”…..
إن إعادة تركيب المنطقة العربية مشروع كشفت أوراقه أحداث (الربيع الأحمر الدموي)، بعد البدء بتفكيكها بالحديد والنار، بما يخدم (إسرائيل) كمصلحة محورية من مصالح الغرب…إن إعادة التركيب لا تكتمل إلا أذا كانت في صورته (إسرائل) محور إقليمي تدور حوله محاور التشظيات الاجتماعية العربية المأمولة، والتي تكون منزوعة الأنياب وحتى القواطع؟! فيتم عندها تخفيض الخطر الذي تستشعره (إسرائيل) من قبل أصحاب الحقوق العربية المغتصبة، لانعدام وحدة الكلمة على استرجاعها، ويأتي على رأس هؤلاء في الأصل الفلسطينيون….وبالتوازي خوف المملكة من أن يطالها هذا العبث بالمنطقة العربية، ولاستدراك ذلك راحت تخرج نواياها وتاريخها السياسي السري إلى العلن في أربعة مواضيع هي:
الأول: موقفها من مجموعة الدول العربية ذات الأنظمة السياسية الجمهورية، وبنفس الوقت ذات الجيوش التي حاربت (إسرائيل)، دون وجود حالة عداء تاريخي(دموي) مباشر، من قبل تلك الدول تجاهها..فقط اختلاف في الأفكار وآلية الحكم، والتحالفات،(نجحت في استقطاب مصر حتى الآن) ومثل ذلك ينطيق على العلاقات بين دول كثيرة في العالم. المملكة تدور في الفلك الأميركي وهؤلاء :كانوا يدورون في فلك “الإتحاد السوفييتي” السابق في معظمهم، و”روسيا الإتحادية” حاليا بالنسبة لمن بقي منهم على خطه السياسي كسورية مثلا.
الثاني: الإفصاح الصادم من قبلها ومن قبل (إسرائيل) عن العلاقة (التاريخية) بينهما؟! وبدون الحاجة إلى نبش التاريخ الذي لم تستح (إسرائيل) من تعريته أمام العالم، في وجه (حليفها) المستجد ، “المملكة”. نكتفي هنا بالإشارة إلى (نافذتين) أمنيتين على إسرائل يمثلهما الأمير “تركي الفيصل”من العائلة المالكة، واللواء المتقاعد “أنور عشقي” من عامة الناس؟!
الثالث: تفعيل الولاءات الحمائية، بكافة مغرياتها، الأرضية، عبر الضخ غير المسبوق من المال والسلاح والرجال دعما لجبهة أعداء سورية، وشراء المواقف السياسية ضد سورية وحلفائها، ليس فقط على مستوى إعلاميين محترفين ومفكرين مشترين وسياسيين مستقلين،ومفتين مسيرين، بل على مستوى دول متحضرة كـ(فرنسا) مثلا، هذا عداك عن شراء مواقف دول أخرى بيسر وسهولة وبكلف مالية أقل لصالح تصليب أحلاف تُشكلها المملكة ذات اليمين وذات الشمال، في حربها المباشرة على اليمن، وغير المباشرة في غيرها وخاصة في “سورية”
الرابع: تحييد الأمم المتحدة، بالتهديد والوعيد(قطع تمويل منظمات وهيئات دولية إنسانية، أهمها ما له صلة بقضية الإنسان الفلسطيني) وذلك تحت بصر وسمع أعضاء مجلس الأمن، بهدف إجبارها على التراجع عن مواقفها الناقدة لأداء المملكة العسكري، غير المميز بين العسكريين والمدنيين خصوصا الأطفال، إذ تم إحصاء مقتل ربما أكثر من (500) طفل حتى الآن بنيران التحالف(العربي) الذي تقوده المملكة ضد “اليمن” الأب التاريخي العرب؟!…
بعد حملة النقد الإعلامية الواسعة ضد المملكة، والتي تم (قص شريط) إطلاقها من قبل الرئيس الأميركي “باراك أوباما” بالذات في مقابلته الشهيرة مع مجلة(إتلانتيك)، وبعد ذلك التهديد بعقد جلسات تشريعية تتيح لذوي ضحايا أحداث /11/ أيلول 2001م من الأميركيين، المطالبة بالتعويضات المالية المناسبة، نظرا لتورط الفكر الوهابي معنويا ومواطنين سعوديين يعتنقون ذلك الفكر المتطرف ماديا، بأحداث أيلول في أميركا، إضافة إلى التسريبات الأوروبية بنفس المعنى. كل ذلك أجبر المملكة على اعتماد وسائل عصرية لتحسين صورتها في العالم، فهل هذا يكفي؟ لم يكف ذلك، فوجدت المملكة في (إسرائيل) مخرجا لمآزقها لتوافق الطرفين من ناحيتين رئيستين:
الأولى: وحدة المرجعية الدولية التي تمثلها “أميركا”في الأصل.
الثانية: وحدة العدو المشترك الذي اتفق الطرفان على أنه (إيران) وكل له أسبابه.
ضمن هذا الصورة المستجدة للملكة، نجد أن كثيرا من الشعوب العربية والإسلامية، وعلى عكس معظم السياسيين، قد خاب ظنهم بالمملكة، كمملكة(خير) وعطايا وتسويات للأزمات، ومصالحات للجماعات، لأنها هكذا، وفجأة انطلقت في سماء السياسة وأرض الحرب شكلا مختلفا تماما عما يختزنه في ذاكرته، ربما كل من خُدع بحياديتها ووقارها، عما كان معلنا في سبيل وحدة المسلمين، ولا نريد أن نقول هنا وحدة العرب؟!
ماذا تحاول المملكة تقديمه، أو شراءه من مواقف في سبيل بسط نفوذها أو توسيعه في اليمن، وفي سوروية بشكل خاص، ربما كآخر سهم من جعبتها؟
ربما أثمرت زيارة ولي ولي العهد “محمد بن سلمان” في المملكة إلى أميركا مؤخرا، ومقابلته الرئيس الأميركي ووزير الخارجية”كيري”في السياق الظاهر، عن رسالة وقعها خمسون من دبلوماسيي الخارجية الأميركية، يطالبون فيها دولتهم بقصف مناطق القيادات السورية، ومنها الأمنية التي تدير المعركة ضد الإرهاب.لماذ؟
يحار المرء أمام العقل السياسي الأميركي النفعي، خصوصا عندما يمعن النظر بالسياسة الأميركية ضد الإرهاب؟! فهل يستدعي الأمر الآن، وأمام حوادث الإرهاب التي راحت تعصف بالأمن الاجتماعي الأوروبي والأميركي، خلال السنتين الأخيرتين، توجيه مثل هذه الرسالة، الغريبة في ظاهرها من حيث فقدانها بوصلة الحرب على الإرهاب لصالح ضرب القيادات السياسية والعسكرية السورية التي تحاربه بلا هوادة بدعم حلفاء يدعمون ويرقبون ما يجري…ومن ناحية أخرى كرسالة صادقة بمنطلقها الذي هو عين السياسة الأميركية الهادفة إلى تخريب سورية كآخر خطوة تتيح لأميركا أن تحظى(بشرف) اقتراف رؤية سياسية-ميدانية أخطر بكثير للمنطقة العريبة، من الرؤية السياسية الأوروبية للمنطقة التي جسدها على الأرض اتفاق”سايكس-بيكو” المشؤوم…لعل ذلك من باب أن البنيان السياسي للمنطقة العربية ، و(إسرائيل) كان بناء قوميا، إلا أنه الآن قد انتهى مفعوله، أميركيا، عبر استراتيجية العولمة التي تعتمدها أميركا للسيطرة على العالم، والتي محورها (تعريق) العالم ومن ثم (تديينه) و(تطييفه)، وصولا إلى تثبيته برؤوس دبابيس على خارطة إنجاز الأهداف الأميركية، ونثره على شكل تجمعات هلامية لا تستطيع الحفاظ حتى على قوامها دون معونة الغير، والغير هنا سوف لن يكون سوى(إسرائيل) في المنطقة العربية بعد انسحاب أميركا مصلحيا منها.
أليس ما تقوم به المملكة وغيرها من العرب عبر تواصلها، وتحالفها مع (إسرائيل) هو ذلك النوع من الإحساس المبرمج، وربما التشاركي، بخصوص مستقبل المنطقة، والذي تطلع عليه أميركا حلفاءها ضمن حدود مصلحتها؟!
قالت المملكة على لسان وزير خارجيتها”الجبير” (على الأسد أن يرحل سلما أو حربا) ويؤكد بين الفينة والفينة وزير الخارجية الأميركي شيئا ملطفا من هذا القبيل”الحل سياسي في سوريا، وليس للأسد دور، أو لا يمكن أن يشارك في مستقبل سورية). من هنا وعلى ضوء مستجدات ما تقدم كانت:
الزيارة السريعة والمفاجئة، لوزير الدفاع الروسي”شويغو” إلى سورية والتقاء الرئيس “الأسد” معه، الزيارة التي ربما رمت إلى إفهام الجميع أن الرئيس السوري خط أحمر، وما على الذي يريد تغييره، واعتباره أولوية تتجاوز أولوية الحرب على الإرهاب بكل فصائله ومسمياته والذي تمثله (داعش) سوى أن يحضر إلى الميدان، ويحارب إلى جانب (داعش) التي تشتبك مع الجيش العربي السوري وحلفائه. ما هدف إليه سياسيون من الدرجة الثانية في أميركا هو توجيه ضربة إلى قيادة ذلك الجيش بالدرجة الأولى. الأحرى بهؤلاء أن يعلنوا تحالفهم مع الإرهاب، كي تتصف مواقفهم بالمصداقية، وإلا سوف تعمد روسيا الإتحادية إلى فضح مواقف إدارتهم. ألم تعلن وزارة الدفاع الروسية خلال هذا الأسبوع أنه:
“تم إعلام الجانب الأميركي مسبقا عن المواقع المستهدفة من قبل الغارات السورية”
و…ألم نجد أن الرئيس الروسي “بوتين” يتهم الغرب:
” بدعم ما يسمى بـ(الربيع العربي) ما أدى إلى تفشي الفوضى في المنطقة”
وعن دور حلفاء أميركا في المنطقة نجد أن رئيس استخبارات (إسرائيل) اللواء “هرتسي هيلفي”يقول:
” لا نريد هزيمة داعش في سورية” فهل للمملكة العربية السعودية، ومن يسير على هواها السياسي، رأي مختلف؟
أليس (الدولة الإسلامية) وأخواتها الإرهابيات محور قوى (الربيع الأحمر العربي)؟
قد ترضى المملكة السعودية، ولو بتحفظ، بما صدر عن مجموعة ( الخمسين) السياسية في الخارجية الأميركية، وتعتبره من نتائج زيارة ولي ولي العهد إلى أميركا ..ولكن هل هذا يكفي؟
تعرف المملكة كما تعرف (إسرائيل) أن الإحساس الدائم بالأمن لدى الإسرائيلين، ومعه الحفاظ على النظام الملكي، سوف لن يتوفر ما لم يتم تدمير بنيان سوريا الجغرافي، والاجتماعي، والسياسي،بالكامل،وهذا ما تعرفه أميركا وتعمل عايه لصالح التحالفات الجديدة-القديمة بين حلفائها الإقليميين ضد سورية والمقاومة اللبنانية، وتاليا “إيران” الثورةالإسلامية…فهل يستطيع هؤلاء تحقيق نجاح مؤمل لمشروعهم الدموي في سورية؟
لذلك تقدر السعودية، ربما، أنه عليها الضغط باتجاه إنجاز سلام(إسرائيلي) للقضية الفلسطينية، وهل نستطيع اعتبار عملية تل أبيب الأخيرة التي قتل فيها أربعة إسرائيليين، نوعا من معارضة بالدم لمشاريع الحل الجديدة للقضية الفلسطينية؟ التي لمسنا تباشيرها في الجامعة العربية، عندما أريد تعديل مبادرة عام 2002 العربية (السعودية) للسلام مع (إسرائيل)…وربما تعتقد المملكة أن إطالة الحرب في سورية، ستنضج ظروفا أفضل لمثل هذا (السلام)، الذي ربما كان سيخدمه موضوع تعويم موعد انعقاد مؤتمر جنيف للحوار، على بحر من التشكيك، أيا كان تسلسل رقمه، بين الحكومة السورية والمعارضة؟!
إن نجاح أعداء سورية، سوف ينعكس سلبا، وبشكل جدي على “روسيا الاتحادية”بالدرجة الأولى وتليها الصين لأن بذور النجاح التي ستتطاير باتجاه البيئات الحاضنة والشبيهة، سوف لن تكون سوى بذور دينية، طائفية-مذهبية، عرقية، فهل تخلو بلد مثل روسيا الاتحادية من مكونات كهذه؟ وهل يخلو منها أيضا حليفها الستراتيجي الصين؟
مرة ثانية، لذلك لم تكتف روسيا الاتحادية بما دار مؤخرا في الاجتماع الثلاثي لوزراء دفاع روسيا وسورية وإيران في طهران، من حيث وضع تصور كامل لعوامل تفعيل الحرب في “سورية” باتجاهات خطيرة، إضافة إلى عوامل إبطالها الضرورية، عن طريق الحرب، أو عن طريق المصالحات، أو عن طريق الإثنين معا. هذا بتقديري ما أراد وزيرالدفاع الروسي إيصاله شخصيا إلى الرئيس “الأسد” وهذا ما أراد التنويه إليه، كمؤشر،بعد اللقاء، عندما وجه من قاعدة “حميميم”، ربما بهدف إرجاء الحرب الطاحنة ضد الإرهاب ومن يلوذ به، بضرورة:
“تكثيف الجهود الروسية في إتمام المصالحات المحلية”
الخلاصة:
تريد سورية وحلفاؤها إبطال مفعول الهدايا المجانية التي تقدمها المملكة لـ”أميركا” عبر(إسرائيل) وهذا أمر بالغ الحساسية والصعوبة بوجود الروس الذين استمعوا، وغيرهم، إلى “بنيامين نتنياهو” يقول من “موسكو في معرض إجابته على سؤال بعد خروجه من لقائه الأخير مع الرئيس″بوتين”
“إن مسألة (الرئيس) الأسد مسألة ثانوية”
من تفاعلات رسالة(الخمسين) السياسية في أميركا، كانت ردود سريعة التواتر صدرت على أعلى المستويات في موسكو” ترفض هذه الرسالة(التقويضية) لكل ما بناه الروس مع(شركائهم) الأميركيين على طرق الحل السياسي للأزمة السورية، وتأكيدا لهذا الرفض ، جاءت زيارة وزير الدفاع الروسي إلى سورية، ولقاء الرئيس “الأسد” الذي لا يريد أعداء سورية الاعتراف بدوره في بناء مستقبل سورية!
ومن التفاعلات العكسية، كان تبسيط مدلول رسالة (الخمسين) من قبل الخارجية الأميركية…هل هو رد فعل، أو تعقيب في محله تطويقا للاستنفار الروسي الجاد؟ أعتقد أنه كذلك.فهل ربحت السعودية شيئا؟ أعتقد أنها لم تربح سوى وعود اعتادتها، بالرعاية والحماية، ومزيد من التشجيع على السير باتجاه التنسيق المتكامل مع(إسرائيل) وبدون تحفظ إضافة إلى التغاضي عن تفعيل سنّة (الحج) إلى “موسكو”فيما يتعلق بالأزمة السورية، هي ومعها كثير من حلفاء “أميركا”. في مقابل ذلك ،لم نجد ولو واحدا من حلفاء “موسكو” شد الهمة و(حج) إلى “واشنطن”؟!
في النهاية، وأمام تردد أميركي موارب وواضح للعيان في اتخاذ موقف جدي وفاعل في الحرب على الإرهاب، واستمراء للمكاسب التي يجنيها جرّاء ذلك، من باب اعتباره يصب في قناة مصالح حلفائه الإقليميين وعلى رأسهم (إسرئيل):
ترى سورية وحلفاؤها بخصوص الحرب الإرهابية عليها وفيها، أنه لم يعد كافيا الآن، فقط إطلاق النار على الذئب بعد الصياح عليه من قبل الراعي، بل صار من المحتم على الراعي أن يتأكد من قتله.
إن وقت اللعب (على المكشوف) قد حان على ما يبدو!؟ لم يعد هنالك متسع من الوقت للمقامرة، جميع أطراف الصراع باتت تدرك ذلك باعتقادي، وإلا كان الزمن كفيلا بتحطيم الجميع.؟!
كاتب سوري
نقلا عن رأي اليوم