“معاريف”: العلاقات الاستخبارية السرية بين السعودية وإسرائيل آخذة في الاتساع
رأى الكاتب والصحفي الإسرائيلي يوسي ملمان في صحيفة “معاريف” العبرية، أن التبادل العلني للرسائل بين قادة إسرائيل والسعودية يدل ظاهريا على الهوة الواسعة بين الجانبين، وكل الخبراء في السياسة والدبلوماسية في المملكة يتفقون على أن السعودية لن توافق أبدا على تطوير علاقات علنية ومفتوحة مع إسرائيل طالما لم يتبلور حل للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. ولكن الأمر لا يمنع، حسب منشورات أجنبية، من وجود اتصالات سرية من أنواع مختلفة منذ بضع سنوات، وتسارعت في الآونة الأخيرة، وفقا لما كتبه.
وأكد الكاتب أن هذه الاتصالات تنطلق من المصلحة المشتركة بينهما، وخصوصا ما تعلق بالخصومة مع إيران، فالسعودية مثل إسرائيل، تخاف من إيران ومن برنامجها النووي المتطور ومن محاولتها توسيع نفوذها في المنطقة وإثارة الأقليات ودعمها ميلشيات مسلحة وتدخلها في الحرب في سوريا إلى جانب نظام الأسد.
لقد سبق أن تحدثت منشورات أجنبية عن أن رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت التقى في محادثات مع مسؤولين سعوديين، ونشر أن رؤساء للموساد، بمن فيهم مئير دغان التقوا مع نظرائهم من السعوديين، وإذا كانت هذه المنشورات صحيحة، فإنه يمكن التقدير بأن رئيسي الموساد اللذين جاءا بعد دغان -تمير باردو ويوسي كوهن- يمكنهما في ظروف معينة أن يواصلا هذه اللقاءات.
وقد نشرت النشرة الفرنسية “انتلجنس اونلاين” مؤخرا خبرا عن إسرائيل والسعودية بعنوان “التعاون يصبح تقنيا”، وفي عنوان فرعي جاء أن “أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والسعودية تعمل على نحو مشترك منذ بضع سنوات. ولكنها قررت مؤخرا الارتباط في المجال الاستخباري الالكتروني أيضا”.
وحسب التقرير، فإن موظفين كبار من الاستخبارات العامة الرئاسية طلبوا مؤخرا المساعدة من إسرائيل لتحسين قدراتهم التقنية. ويقف على رأس جهاز الاستخبارات السعودي الجنرال خالد بن علي حميدان، الذي يتمتع بمكانة وزير في حكومة الرياض. وكان الملك سلمان قد عينه في منصبه قبل سنة ونصف ضمن سلسلة تعيينات جديدة للموالين له في مناصب أساسية. ووفقا لنشرة “انتلجنس أونلاين”، فإن “السعودية معنية أساسا بحلول متطورة في مجال الاعتراض والسابير الاستخبارت، وكذا برفع مستوى قدرات القيادة والتحكم في مراكزها العملياتية”.
كما كتب هناك أيضا بأن “التعاون المعلوماتي” بين الجانبين “أصبح رسميا أكثر في السنوات الأخيرة، ولا سيما، في الأشهر الأخيرة، وذلك بسبب خوفهما من إيران”، وأضاف التقرير أن “المهندس في الجانب الإسرائيلي للعلاقات الوثيقة هو تمير باردو، رئيس الموساد السابق”، كما كتب بأن “وزارة الدفاع الإسرائيلية تسمح لشركات إسرائيلية بعرض عتاد على الرياض، ولا سيما في مجال الطائرات غير المأهولة وتكنولوجيا الصواريخ”.