دماء الأطفال اليمنيين تنتصر.. الأمم المتحدة والسعودية عالقتان في شراك الصفقة المشينة
ذمار نيوز-| المسيرة نت | إبراهيم الوادعي: يبدو أن الأمم المتحدة والسعودية طرفي الصفقة في قضية رفع تحالف العدوان على اليمن من القائمة الأممية السوداء لقاتلي الأطفال خاسرين حتى الآن , فما اعتقداه مكسبا تحول إلى خسارة، تؤرق بالدرجة الاولى المنظمة الدولية التي أضحت سمعتها الدولية على المحك ، وفاقت الأموال التي دفعتها الرياض أو هددت بقطعها، ما أجبر بان كي مون على الخروج إلى العلن ليوضح الأجواء التي أحاطت بتوقيعه قرار رفع تحالف السعودية من قائمة قاتلي الأطفال في اليمن.
ويقول متابعون إن التقرير الأممي قد حقق النتائج المطلوبة منه ، وأن رفع السعودية أو إبقائها من قائمة قاتلي الأطفال أضر أكثر بالأمم المتحدة فيما لم يغير من قناعة العالم بأن السعودية ارتكبت مجازر بشعة في اليمن .
وبالنسبة للرياض فقد تحول الأمر كما يقول المثل الشعبي المصري إلى “فضيحة بجلاجل ” تحاول الأمم لملمة أطرافها ، وهي خسارة ستستمر وتتفاقم كل يوم يمر على عدوانها على اليمن.
بالأمس شنت منظمات مجتمع مدني هجوما على السعودية خلال جلسة لمجلس مجلس حقوق الانسان في جنيف مؤخرا، أثارغضب المندوب السعودي لدى المجلس الذي رفض طلبه حتى بعدم التصوير .
محاولة لملمة هذه القضية الآخذة في التوسع عالميا سيكون الدافع الرئيسي وراء لقاء كشف عنه سفير السعودية في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، سيجمع بين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال عبد الله المعلمي إن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان(الذي يزور حاليا الولايات المتحدة) سيلتقي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء المقبل.
وأفادت الأمم المتحدة، امس السبت بأن ولي ولي العهد السعودي، طلب عقد اجتماع مع الأمين العام بان كي مون، لبحث الجدل الدائر حول إدراج التحالف الذي تقوده السعودية في القائمة السوداء بشأن مقتل وإصابة نحو 1200 طفل في الصراع في اليمن عام 2015.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في تصريحات صحافية إن قراره برفع اسم التحالف مؤقتا من القائمة السوداء التي تعدها الأمم المتحدة وتضم الأطراف التي تنتهك حقوق الأطفال في الصراعات المسلحة “كان من بين أكثر القرارات التي اتخذتها إيلاما وصعوبة”.
وأضاف أن التهديدات زادت “الاحتمال شبه المؤكد من أن يتعرض ملايين من الأطفال الآخرين للمعاناة بشدة”.
وانتقدت “هيومان رايتس ووتش” و”العفو الدولية” قرار بان الذي سحب بموجبه اسم التحالف العربي من القائمة السوداء، واصفتين إياه بـ “الاستسلام” أمام مطالب الرياض، والذي قد يُفقد الأمم المتحدة مصداقيتها.
وحمل تقرير الأمم المتحدة “الأطفال والصراع المسلح” للعام 2015م تحالف السعودية المسئولية عن 60% من وفيات وإصابات الأطفال العام الماضي في اليمن، وعن قتل 510 أطفال وإصابة 667 طفلا، كما أنه مسئول عن نصف الهجمات التي تعرضت لها المدارس والمستشفيات في اليمن.
ومن الواضح أن دماء الأطفال اليمنيين ستلاحق آل سعود حتى القبر، وبأن جدار الصمت السعودي المفروض على عدوانه على الشعب اليمني المبني بالأموال المدنسة قد بدا ينهار، ولم تعد تنفع معه الترميمات ،وجل ماتفعله الرياض لن يعدو تاجيل موعد استحقاق للعدالة ستدفعه أمر وأقسى كلما تأخر الوقت ولم تنجح في الخروج مما أوقعت نفسها فيه بعدوانها على اليمن.