الخبر وما وراء الخبر

تداعيات الحرب في اليمن على دول التحالف ….

430

صلاح القرشي

يبدو أن دول التحالف العدواني على اليمن وبمختلف انتماءاتهم للمحاور الامريكية في المنطقة العربية وما يسمى (الشرق الاوسط) بدأوا  يغرقون  في وحل  المستنقع اليمني وبدأت الحرب في اليمن تشكل لهم استنزافا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا  وتهديدا قويا على استقرار ووجود انظمة هذه الدول.

أن استمرار الحرب في اليمن وعدم الحسم والانتصار فيها طوال هذه المدة الزمنية التي لم تكن محسوبة او متوقعة لدى صانعي القرار في هذه الدول المتحالفة وعلى راسها امريكا وبريطانيا واسرائيل وفرنسا ودول المحاور الاقليمية في المنطقة وهي المحور السعودي والذي يضم  (السعودية  والامارات ومصر وغيرها ) والمحور التركي والذي يضم   (تركيا وقطر والاخوان المسلمين وغيرها )

هذا الفشل  قد جعل من دول ما يسمى التحالف العربي هي نفسها عرضة لتنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي عليها  في إعادة تشكيل دول المنطقة وتقسيمها وإعادة بناء أنظمتها حسب الخطط المرسومة والتي تخدم نفوذ ومصالح المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية بما فيها اليمن. بسبب فشلها في حسم الصراع في اليمن.

وبروز قوة يمنية جديدة عصية على الاجتثاث والهزيمة والتي تقود اليمن وثورته الشعبية بقيادة حركة أنصار الله وبالتالي ستطالب بالندية في التعامل والنفوذ في المنطقة والاستقلال ورفض الوصايا الإقليمية.

وهناك بعض المؤشرات السياسية والأحداث تدل على ذلك ولذلك نعتقد أن مسار التسوية في اليمن والسلام لازال بعيدا لأنه أصبح مرتبط الان بمصير انظمة دول التحالف وعلى رأسها السعودية فالمشروع الأمريكي  الآن طالها هي نفسها وأصبحت الحرب في اليمن عبارة عن جزء من خطة إضعافها وتقسيمها.

والمؤشرات كثيرة على ما نقول ونذكر منها:

أولا الذي يتعمق في ما قاله الأمير محمد بن نايف لصحيفة الوطن السعودية بالرغم من حذفه وإغلاقها يستشف مدى ما وصلت إليه القيادة السعودية من توجس وخشية من استمرار الحرب في اليمن والإحساس بالفشل الذي يهدد المملكة نفسها

ثانيا: لم يكن التسريب لخريطة تقسيم الدول العربية قبل ايام في وسائل الإعلام الدولية والإقليمية والمحلية وعلى رأسها صحيفة نيويورك تايمز على ما اعتقد هكذا صدفة، وما هو إلا مؤشر على نتائج ما يحدث من حروب في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وانعكاسها على بقية الدول من ضمنها السعودية نفسها حيث أظهرت الخريطة أن السعودية ستتقسم الى خمس دول وهذا مؤشر قوي لما وصلت الية  السعودية من فشل وموافقة  الأمريكيين والغرب على ضم السعودية لمشروع التقسيم.

ثالثا : وعلى ضوء ما قلناه في اولا وثانيا ابتدأت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية واللوبيات التي تعمل معهم في ممارسة نشاط أكثر قوة يؤدي إلى إضعاف السعودية واستنزافها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وشيطنتها.

ولقد رأينا جميعا كيف اتخذ القرار بإدخال التحالف السعودي في القائمة السوداء بعد أن كانوا ساكتين عن ذلك طوال أكثر من سنة ورغم التأثير المالي والرشاء السعودية إلا أنهم اتخذوا هذا القرار ؟؟؟؟ ،

وكان يقصد به إضعاف السعودية و الشرعية القانونية لتحالف السعودية في الحرب على اليمن وإظهار السعودية كدولة مجرمة وخارجة عن القانون وإجبارها على اتخاذ سياسيات معينة.

،وقد استغلوا تهديدها بقطع التمويل عن برامج المنظمات الدولية والتهديد بجعل الاسلام معادي للأمم المتحدة، والإعلان الرسمي بذلك من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإظهار السعودية كدولة مبتزة تهدد مصداقية الأمم المتحدة مما يضعفها كثيرا في مواجهه المجتمع الدولي وينتقص من مكانتها وهيبتها ، وجميعنا استمع للموقف الامريكي المؤيد للموقف بان كي مون في هذه القضية

رابعا : شعرت المملكة السعودية بهول ما يخطط لها وان امريكا قد خطت خطوات كثيره في غض الطرف  على الطموح التركي  في  قيادة المحور الاقليمي  وخاصة بعد فشلها في حسم الصراع والانتصار في اليمن وان علاقاتها قد اخذت في السر في التدهور كثيرا مع امريكا وخاصة بعد التصريحات النارية والمره للأمير تركي الفيصل الشهيره تجاه امريكا واوباما، وايضا التهديد بسحب الاصول السعودية من امريكا  ،

لذلك رأينا وسمعنا عن إعلان  قيام الأمير محمد بن سلمان بزيارة للأمريكا في هذه الأيام ، وباعتقادي الغرض منها هو محاولة استرضاء الامريكين وتحسين العلاقات معهم وجعلهم يثنون عن دعم المحور التركي أو إقامة محاور جديدة بدلا من قيادة السعودية

لكن العملية الارهابية التي تمت بارولاند والذي ذهب ضحيتها أكثر من خمسين قتيل من الأمريكيين والتي نفذت بالتزامن مع قيام الامير محمد بن سلمان بالزيارة الى امريكا باعتقادي انها سوف تقضي على اي نجاح لهذه الزيارة وأن مدى الاحتقان في أوساط الشعب الامريكي  سيزداد ضد السعودية كونها راعية وداعمة للفكر الوهابي السلفي المتطرف ومنبعه  وخاصة بعد اتضاح هوية الارهابي بإنه من أصل افغاني ويحمل نفس هذا الفكر وانه بايع داعش .

والجدير بالذكر أن السعودية ولكي تبقى على راس قياده المحور في المنطقة وإعادة اكتساب الدعم من جديد من الغرب وامريكا واستخدام اللوبي الصهيوني اليهودي في الغرب تأييدها ،  انعكس ذلك في قيام  السعودية هذه الأيام  وباندفاع كبير في إظهار علاقتها للعلن مع اسرائيل وزياده حجم هذا التعاون والتحالف  بدرجة كبيره وعلى راسها قيامها بالشروع ببناء سفاره لها في فلسطين المحتلة في تل الربيع، والذي يتابع ما يقول السعودي انور عشقي يفهم الاندفاع السعودي في هذا الجانب .

رابعا: إن من ضمن هذه المؤشرات ايضا هو اشتداد الصراع بين هذه المحاور الاقليمية المتنافسة والتي تتبع امريكا  في اليمن وضهوره للعلن بشكل واضح

وقد ظهرت تجلياته في تصريح خالد بحاح المحسوب على المحور الاماراتي السعودي المصري باتهامه للمحور الاخواني القطري التركي بسرقة 300مليون ريال سعودي مرسلة لما يسمى المقاومة في تعز وغيرها من الاتهامات وإضعافه في الجنوب واقتحام مقرات الاصلاح وغيرها.

،وبالمقابل رأينا كيف رد المحور الآخر إعلاميا باتهام بحاح ببيع أرضي سقطرى، وسمعنا مؤخرا اتهام بحاح ببيع ارضي سقطرى ، وسمعنا مؤخرا اتهامات خطيره جدا للإماراتيين بفتح سجون تعذيب في عدن والجنوب وانهم يمارسون انتهاكات وحشية في هذه السجون وهو ما يدفع لشيطنة الإماراتيين وضرب أي شعبية لهم وفتح مقاومات مسلحة ضدهم في الجنوب ، وما إسقاط أكثر من طائره مروحية إماراتية خلال 24 ساعة إلا أحد تجليات هذا الصراع وهذا مؤشر خطير بالنسبة للأسلحة المستخدمة في اسقاط الطائرات ومصدرها.

في الأخير يبدو أن عامل السيطرة على الأرض في اليمن من كل طرف كانت في مفاوضات الكويت بين الاطراف المتحاربة في اليمن احد الاوراق القوية التي اثرت على اي حل او تسوية لذلك المفاوضات تعثرت وبسبب ما قلناه في أول المقال ، وبالتالي هذه الايام راينا كيف اشتدت والتهبت المعارك على كل الجبهات العسكرية وخاصة جبهة ميدي وحرض وجبهة مارب الجوف. وجبهة باب المندب ذباب والوازعية لما لها من رمزية واهمية عسكرية واستراتيجية واقتصادية لدى كل الاطراف، وذلك للتعويض في مكاسب كل طرف .

والجدير بالذكر ان امريكا والغرب وبعد ان استنفذوا الوهابية المتطرفة التي تقودها السعودية في تدمير الدول العربية وتشكيل التحالفات الدولية لمحاربة الارهاب لتخلص منها ، فمن غير المعقول ان تظل تدعم الدولة السعودية المنبع لهذا الارهاب ،وبالتالي سوف تعمل على اضعافها وتقسيمها واستبدال دورها

. بالإسلام المعتدل (الاسلام الاردوجاني الاخواني ) الذي بدينا نرى أمثلة له وهو في نشر فيديوهات لداعية اسلامي تركي وهو يحاضر بملكات الاغراء التركيات عن الاسلام واستيعاب الماسونيين فيه، والذي لا يرى في اسرائيل عدو وامريكا والغرب ، والذي لا يرى اي خطر في اقامة تعاون عسكري و قواعد عسكرية لحلف الاطلسي وبما فيها اسرائيل في الدول العربية على الامن القومي العربي وغيرها كثير من القيم الفاسدة يطول الشرح فيها

وفي النهاية ستبقى كل الدول في المنطقة سوى السعودية او تركيا او من يدور في فلكهم عباره عن ادوات لدى امريكا وبدون استثناء ومهما تبدلت بينهم القيادة في النفوذ في المنطقة .