الخبر وما وراء الخبر

المعادلة الصعبة ..

118

عبدالملك العجري

إنها أغرب وأعند أحجية يريدون إكراهنا على الإيمان بها مع أن الله الذي يملك كل هذا الكم الهائل من المجرات السماوية لم يعمل على إكراه احد للإيمان بشرعيته .
في كل دول العالم الحديث يكفي أن يخرج آلاف من المتظاهرين لتغيير الحكومة وأحيانا فشل سياسي أو أمنى او اقتصادي عادي يطيح بحكومات شعبية منتخبة مباشرة من الشعب فضلا عن الحكومات التوافقية التي يطاح بها عند أي أزمة سياسية أو بمجرد اختلال التوافق عليها ,إلا هادي وحكومته تبقى خارج التقليد السياسي العالمي بفيتو أممي مع وجود ألف عذر وعذر أدناها يوجب الاستقالة وأعلاها يوجب المحاكمة.
في 2011م كان هناك رئيس وحكومة وثورة لا تعترف بشرعية الرئيس ولا بشرعية النظام جملة حينها اجتمع العالم ضد الثورة بحجة فرملة الأزمة من الوصول لمرحلة الانفجار الشامل وقال لا بأس أن يتنازل الرئيس ولا بأس أن يعاد تشكيل الحكومة وتمت لملمت الأمور وإخراجها بتلك الطريقة .
آنئذ لم يتوقف العالم والمجتمع الدولي عند الشرعية الدستورية ليس إيمانا منه بالثورة ففي دين المجتمع الدولي يوجد أزمة ولا يعترف بشيء اسمه ثورة ولا شرعية ثورية .
الآن بامكان المجتمع الدولي حتى من دون ان يتناقض مع دينه الرأسمالي بامكانه أن يعتبر ما يحصل في اليمن حربا بين طرفين طرف يدافع عن الشرعية المزعومة وطرف يرفض الاعتراف بها ويعتبرها منتهية ,بعبارة أخرى أزمة شرعية أو أزمة سياسية وعسكرية وبحجة وقف النزف القائم والكارثة التي حلت على رأس اليمن لا بأس أن يتنازل الرئيس ولا بأس أن يتم تشكيل حكومة جديدة .
لماذا هذه المرة وقف العالم عند شرعية هادي حيران لا يهتدي حيلة ولا يستطيع سبيلا وانعدمت كل المخارج إلا مخرج شرعية هادي وحكومته مع أنها من اضعف الشرعيات في العالم ,الشرعية التي تتمسكون بها مع أنه ليس فيكم من يؤمن بها .
لماذا الاصرار على امتهان اليمن بالاختيار بين طرفي معادلة كارثية !!