الخبر وما وراء الخبر

ما أشبه تعز اليوم بسمرقند الأمس .!؟

220

بقلم عامر محمد الضبياني

لم تصل فتوحات قتيبة بن مسلم الباهلي الى بلاد ما وراء النهر فقط، بل وصلت حتى بلاد الصين، فغزا المدن التي في أطرافها وانتصر عليها، وضرب عليهم الجزية. وخلال تلك الفتوحات الإسلامية في بلاد اسيا الوسطي حدثت قصة عجيبة زادت من رفعة الإسلام وشموخه بين الأمم. فبعد ان راء القائد الإسلامي قتيبة بن مسلم مقاومة البلدان المجاورة لمدينة سمرقند عند فتحها، فرض عليها الحصار وأنقض عليها لتسقط المدينة بكاملها بأيدي الجيش الإسلامي، وهنا بدأت القصة. كتب الكهنة كتابا الى خليفة الملسمين عمر بن عبدالعزيز يشكو فيها ما حدث لمدينتهم وان الجيش الإسلامي دخلها عنوة دون سابق إنذار او دعوة. وكان ذلك الكتاب مجرد إحتجاج او شكوى كيدية بقائد الجيش الإسلامي ولم يتوقع الكهنة بان تبعاته سيجعل المدينة بأسرها تدخل الإسلام وبقناعة مطلقة، فكيف حدث هذا؟ أمر الخليفة الراشد عمر بن العزيز قاضي المسلمين بتلك البلاد بالنظر في المظلمة ليخضع قائد الجيش الإسلامي للمحاكمة العلنية العاجلة امام اهالي سمرقند.

انها قصة حقيقية ولم تكن مجرد بروفات كما يحدث الان من قبل الأمم المتحدة بأدراج دولة ما في القائمة السوداء او حضر للسفر. نادى الغلام في قاعة المحكمة اين قتيبة بن مسلم؟ بدون اي القاب، ليقف امام اهالي سمرقند والقاضي للمحاكمة، فيقر بكل شجاعة باعترافه “نعم دخلتها عنوة، والحرب خدعة” مبررا ذلك بمقاومة البلدان التي سبقتها بعد ان أنذرها ودعاها الى الإسلام. هنا أصدر القاضي حكمه بإخلاء المدينة على الفور وسحب كل افراد الجيش الإسلامي منها، بدون أدلة او شهود فأعتراف قائد الجيش خير دليل، فتعم الضجة المدينة ويعلو الغبار وتخلا الشوارع والقلاع والحصون، ليسجل ذلك اروع قصص التاريخ الإسلامي وعدالة الخليفة الراشد عمر بن العزيز. فتخرج سمرقند على بكرة ابيها في اليوم التالي بمسيرة شعارها “لا اله الا الله، محمد رسول الله” يقودها كهنة المعابد والكنائس الى مخيمات الجيش الإسلامي في الصحراء، مطالبين بسرعة عودة الجيش لتثبيت الأمن والإستقرار وتعليم الناس أمور دينهم. وشهر مبارك وكل عام وانتم بالف خير.