الخبر وما وراء الخبر

من يدمر اليمن؟؟

168

بقلم / علي ظافر

الصماد يدعو لمصالحة وطنية واليدومي يلوح باستمرار الحرب.

بعد ساعات من دعوة رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد، من أرض اليمن الطاهرة ومن موقع قوة إلى مصالحة وطنية شاملة بين كل الاحزاب اليمنية بما فيها حزب الإصلاح ؛ لتجنيب اليمن ويلات الحرب ، خرج رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي من أحد فنادق الرياض ومن موقع ضعف ملوحاً باستمرار الحرب ، ومن المثير للسخرية أنه أراد من خلال منشوره على الفيس بوك أن يقارن ” مقاتلي قوى العدوان و الإصلاح والقاعدة وداعش ” بالمقاتلين مع رسول الله (ص)، ويقارن الحرب التي يخوضوها بالوكالة عن الخارج لتدمير اليمن بغزوة بدر ، وفتح مكة ، ويضع خصومه السياسيين في موضع ” الوثنية في البلد الحرام ” .

كان على سياسيي فنادق الرياض بدلاً من السلبية المفرطة ، ان يتلقفوا مبادرة الصماد بايجابية لو كانوا حريصين على اليمن ومصلحة اليمنين، لكنهم يرون أن القبول بهذه الدعوة المسؤولة سيوقف الحرب، وأن مصالحهم والأموال التي تتدفق إلى جيبوبهم وأرصدتهم ستنقطع أو على أقل تقدير ستتقلص ، ومن هنا فإنهم يتعاملون مع اليمن وأهله بعقلية التاجر، كونهم في حقيقة الأمر تجار حروب وإلا لما وصلت الأمور إلى ما وصلت اليه ومع ذلك يصرون على استمرار الحرب ، وتتضح نظرتهم المصلحية من خلال ما كشفه مؤخراً رئيس الحكومة السابق خالد محفوظ بحاح في لقائه مع ( البي بي سي ) من أن قيادات المرتزقة في تعز استلمت في فترة وجيزة ما يقارب 300 مليون ريال سعودي، فهل كانوا سيجنون هذه المبالغ في أوقات السلم ؟ بالتأكيد لا ؛ من أجل ذلك يصرون على استمرار الحرب ويدعون لذلك بين الحين والآخر.

المثير للاستغراب أن هذه العقليات ” المذحلة” التي كان ينبغي أن تنقرض مع الديناصورات لاتزال تزج بعشرات الشباب المندفع لخوض معركة فاشلة وفيما يتجشم أؤلئك الشباب عناء الحرب ويعرضون أنفسهم للموت ، والعناء والفقر والحاجة يعيش اليدومي ومن معه في بحبوحة فنادق سبعة نجوم في الرياض ، ومن هناك تصدر التوجيهات والعنتريات ، ويفترض لوكانوا رجالاً أن يكونوا حاضرين على الأقل في اليمن إن لم يكونوا مع شبابهم في معارك القتال ويكون اولادهم أيضا مقاتلين مع اؤلئك المغرر بهم ، ليعرفوا وليعلموا علم اليقين ماذا يعني استمرار الحرب .

المؤكد أن المرتزقة من الاصلاح ومن غير الإصلاح مجرد أدوات للخارج ، وحالهم يشبه حال تلك الأدوات التي وظفتها امريكا ومولتها السعودية لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي ، وأن من يديرهم هي السعودية ومن ورائها أمريكا ، لكن النتائج في اليمن ستكون مختلفة هذه المرة ، وقدر برزت مؤشرات الفشل ، وخرج إلى العلن ما كابروا في كتمانه طيلة الفترة الماضية ، إذ أكد الرجل الثاني في المملكة السعودية ولي العهد الأمير محمد بن نايف أن بلاده فشلت في اليمن وسوريا وأنه لابد عليها من مراجعة سياستها في البلدين والمنطقة ، ويدعم ذلك أيضاً ، الانقلاب المفاجيء في الموقف الأمريكي والأممي ومواقف بعض الدول الأوروبية حيال السعودية نتيجة فشلها في اليمن .