حين تنفع كلمة لو !
بقلم / عبدالله علي صبري
– تتعامل قوى الهيمنة والغطرسة مع المشهد اليمني وكأن صنعاء خرجت من المعركة مهزومة ومنكسرة، مع أنهم يعرفون العكس، ولولا صمود شعبنا وانتصارات الجيش واللجان الشعبية، لما كان ممثلو المجتمع الدولي مرابطين في الكويت، طمعا في تنازلات كبيرة عجزوا أن يظفروا بها في ميدان القتال، فتوهموا أنهم قادرون على انتزاعها تحت ضغط وإكراهات السياسة.
واهم من يظن أن المجتمع الدولي في ظل الهيمنة الأمريكية يمكن أن يغدو حمامة سلام بهذه البساطة، وواهم من يظن أن مرتزقة الرياض راضين بالمسار السياسي حتى لو أعلن الوفد الوطني القبول بعودة هادي وشلته؟
لكن تخيلوا لو أن المشهد كان عكسيا تماما:
ماذا لو أن عاصفة الحزم وصلت صنعاء، وجاءت بأدوات آل سعود ليحكمونا من جديد؟
ماذا لو أن اليمن رضخت لتداعيات وتبعات الحصار المطبق، وخرج الناس شاهرين سيف الجوع والفوضى، والفتنة واقتتلوا في كل شارع ؟ وماذا لو أن اللجنة الثورية أدارات ظهرها لمئات الآلاف من الموظفين، وحولت ودائع البنك المركزي للمجهود الحربي فحسب؟
وماذا لو أن الصنعاني استجاب لخطاب الطائفيين والعنصريين فخرج يتفحص هويات الساكنين والمارة ،وماذا لو انساق أبناء القبائل إلى التعبئة العنصرية المقيتة، وانخرطوا في الصراع الداخلي ؟
وماذا لو أن هذه الأحداث كلها جاءت وجموع اليمنيين بلا قيادة موحدة تدير الحرب وتبث الحماس وتلهم الحشود؟
وماذا لو ؟ وماذا لو..
لو أننا سلمنا واستسلمنا، لأصبحت اليمن كلها تحت الاحتلال المباشر كما حدث قبلا مع العراق وأفغانستان، ولأصدر مجلس الأمن قرارات جديدة تشرعن للاحتلال واغتصاب الأرض وانتهاك العرض ،ولما جاء أحد يفاوضنا على طريقة تنفيذ القرار2216.
مسنودين بالله وبعدالة القضية وبتضحيات الشعب وبحكمة القائد، تضافرت عوامل الصمود والتحدي ،وتغيرت معادلات الحرب والسياسة، وتحطمت على الصخرة اليمانية معاول الهدم العاتية التي تعجز عن صدها أقوى الدول، فكيف بدولة هشة تعيش محاصرة في جنوب الجزيرة العربية؟
يوما بعد يوم تتساقط أوراق العدوان ..وهاهي السعودية على أعتاب موسم من الخسارات والغضب الدولي والانقسام في رأس هرم السلطة، بينما عرف العالم أن في اليمن شعباً صامدا يأبي الهزيمة والانكسار، حتى لو امتد القتال جيلا بعد جيل..
وأكاد أسمع من داخل البلاط الملكي في الرياض كفاً تضرب بكف ويتحسر صاحبها متمنياً: ماذا لـو لم نتورط في اليمن؟!