الخبر وما وراء الخبر

بلاط الرياض..وحقوق الجوار

203

بقلم / حميد دلهام

أطنان من المخدرات كانت في طريقها الى غزو الأراضي السعودية..تم اتلافها بحمد الله..
مسلسل حكاية لا تنتهى من الوفاء اليمني، والقيام بحقوق الجيرة..يقابلها جحود، و عقوق، وتنكر من الجانب الاخر..بلغت حد الاستهداف المباشر للشعب اليمني، وقتله وحصاره وتجويعه..

بلا مبالغة..لا مشكلة بين الفرقاء اليمنيين، و أروقة موفبيك صنعاء تشهد بذلك.. فالاشقاء كانوا قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق وشيك، كان سنهي كل المشاكل، ويخرج البلد الى بر الأمان، بعد حوار دام طويلا، وبتمحيص وتدقيق وشفافية، وطرح ومناقشة كل الرؤى على طاولة مستديرة..

لم يكن اخفاقا يمنيا، بقدر ما كانت عنجهية سعودية..والكل يعلم ذلك..وبين الامس واليوم تبقى العقدة هناك، وما أدراك ما هناك..بلاط ال سعود حيث لا صوت يعلو فوق صوت الملك..و لا شيئ يقدم على طاعة الأمير، وان جلد الظهر وسرق المال..حيث هوس السيطره وتكميم أفواه الاخرين..حيث السيف القاطع الذي يحز رقاب المعارضين..حيث غرور العظمة..والاغترار بقوة السلاح الامريكي..

لا معارضة، لا نقاش، لا أجندة تعلو الأجندة الملكية..ليس على مستوى الساحه اليمنية فحسب باعتبارها حديقة ملكية خلفية..بل على مستوى العالمين العربي والاسلامي، و محاولات فرض الرؤية السعوديه لحل الصراع العربي الاسلامي الاسرائيلي عن طريق المفاوضات، واعتماد الحل السلمي، تجري في هذا السياق..ولذلك تحول سيد المقاومة الى ارهابي وفقا لتصنيف البلاط، وجرى وما زال يجري من تخريب متعمد، و حرب عبثية تأتي على الأخضر واليابس في الشقيقة السورية..

لا وجه للمقارنه بينما يمتلكه البلاط، وما بحوزة الشعب اليمني وعلى مختلف الصعد، فهناك قوة عسكرية جباره، وهناك أكوام مالية ضخمة، وثراء فاحش، وكل ذلك ينتج العنجهية والغرور…

وبالمقابل..لا مال لدى شعبنا..لكنه غني بعفتة وصبره وجلدة وتحمله لشظف العيش، و بؤس الحياة، ولا قوة عسكرية جبارة لديه ايضا، لكنه قوي بمادئة وأخلاقه وثباته على الحق..قوي بما لدية من فطرة سليمة، وأعراف قائمة متبعة، وعادات وتقاليد متأصلة متجذرة تفرض عليه احترام جيرانه، والقيام بحقوق الجوار على اكمل وجه..قوي باعتماده السياسية النبويه الشريفة في التعامل مع الجار والقيام بحقوقة..فمن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره..

اذا لا سواء بيننا، ولسان حال شعبنا وهو يتحول الى شرطي يحمي المجتمع السعودي من افة افات العصر..واكثر امراض المعمورة خطورة..لسان حاله..ليسوا قدوة لنا، فلنا أخلاقنا ولهم أخلاقهم..وكل اناء بالذي فيه ينضح..

لسان حاله، لن نقابل الإساءة بمثلها، ولن نسمح بالاسهام في تدمير الشعب السعودي، حتى وان كانت طائرات عدوانهم تقتل ابناءنا ، و تهدم منازلنا على رؤوس ساكنيها..

انها المبادئ تقف في وجهه غرور القوة ، وعنجهية ثراء الملوك، وطفرتهم المالية..ولا بد من انتصار احد الفريقين..والله غالب على أمره وما شاء فعل..

واخيرا عندما يقرر البلاط النزول عن الشجرة..فسنرى الحل لكل مشاكلنا اقرب الينا من حبل الوريد..ولا يفوتني..تعلموا من رسول الله..ان أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر..