الخبر وما وراء الخبر

المخدرات .. حرب استهداف القيم وتفكيك المجتمع

310

بقلم / جميل أنعم

احدى أخطر أشكال الحروب، حرب استهداف القيم وتفكيك المجتمع، بالمخدرات، على طريق تدجين المجتمعات بالفساد والإنحلال، ثم السيطرة عليها واخضعاها، بكل سهولة، بعد أن تكون حُقنت بإنعدام الأخلاق وضُربت في عِمادها القائم على الشباب ممثل الشريحة الأعلى للمجتمع .

ومع تكرر أحداث ضبط المخدرات في اليمن بشكل كبير وملحوظ، نقول أن هناك حملة ممنهجة تستهدف المجتمع، بعد فشل الكثير من محاور الحروب التي شُنت على اليمن، لتأتي هذه الحرب المُدمرة، وماتمثله من خطورة كبيرة على كافة الصُعد، أكثرها إيلاما أنها تؤدي إلى موت تدريجي أو مفاجئ، وابشعها أنها تقود المتعاطي لإرتكاب جرائم هدم المجتمع وتفكيكه .

المخدرات حرب إستهداف القيم وتفكيك المجتمع، والخطوات الأولى لتدمير المجتمع تدمير الأسرة خلية المجتمع الأولى، فيسود بالمخدرات الإنحلال الأخلاقي وتتفشي السرقة والقتل، والخيانة والزنا والزنا بالمحارم، وممارسة البغاء والدعارة وبأبشع صوره واشكاله، التي تصل للإغتصاب واستغلال الأطفال والمتاجرة بالأعضاء والبشر، فكلها شبكة تدمير واحدة .

واجب الأسرة اليمنية، آباء وامهات إخوة وأخوات، الوقاية من هذا الفيروس الذي قد يصيب الأسرة بأحد أفرادها، وعليهم تقديم القدوة الحسنة للأبناء، والحرص على اجواء السعادة في الأسرة، ومتابعة سلوك الأبناء، واتباع التوازن التربوي للأبناء بتجنب القسوة والرخاء، وتنمية روح الحوار وتعزيز الثقة بين الأبناء والوالدين، والحرص على إنتقاء أفضل الأصدقاء للأبناء، والحذر من أصدقاء السوء .

وواجب المجتمع في مواجهة حرب التفكيك والتدمير، التعاون مع الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية، بالتبليغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة، وتقديم ثقافة ووعي بخطورة المخدرات، في المساجد والمنابر والمدراس والمجالس، وعلى الجهات المختصة متابعة وضبط واكتشاف الشبكات التي تسعى لإختراق المجتمع في المدارس والأسواق والجامعات وحماية الأماكن الخاصة والعامة من حدوث أي إختراق .

أما في حال إكتشاف حالات فردية لتعاطي المخدرات في الأسرة، يجب التعامل معها بحكمة بدون يأس، والإسراع في إستشارة طبيب مُختص، والإهتمام بمعالجة الأسباب التي قادت هذا الشخص للإدمان، مع تمكين المحبة له وتقديم يد العون وتقديم التشجيع له حتى يعود عضوًا ناجحًا وفعالًا في المجتمع .