حميد رزق يكتب عن: الطابور الخامس
حميد رزق
بعد أَن تكسَّرَت نصالُ العُـدْوَان على صخرة الصمود اليماني من الطبيعي أَن ينتقلَ الغزاةُ وأئمة الكفر والاستكبار إلَـى أساليبَ أُخْــرَى يحاولون من خلالها النيلَ من معنويات الناس والتأثيرَ على صمودهم وتماسُكهم في مواجَهة تحالف الأشرار الدولي والإقْليْمي الذي مرَّغَ أنفَه اليمانيون في التراب فتحوَّل إلَـى أضحوكة أَمَـام العالم بأسره.
من أساليبِ العُـدْوَان البديلة تحريكُ عناصر الطابور الخامس وبعض الأَبْوَاق المستأجرة للتشكيك في الثورة والطعنِ في مصداقية الثوّار والقوى الوطنية التي كانت وما تزالُ العمودَ الفقري للصمود والتماسك اليماني أَمَـام أوسع عملية غزو وحصار عرفتها الجزيرة العربية منذ بداية التأريخ.
بعضُ أدوات العُـدْوَان تنشَطُ، وقد لبست ثيابَ النشاط المدني على أساس أَن تلك الأَبْوَاق أطرافٌ محايدة لا صلة لها بالسعودية والأَمريكيين، والأمر ليس كذلك، فحملات الدس والتضليل التي تتولى كِبَرَها أطرافٌ معروفةُ التوجه والأجندة ترتبط بعملية تنسيق متواصلة مع السفيرَين السعودي والأَمريكي لدى اليمن، ومن هذه السفيرَين المتواجدين في السعودية والكويت، تستلمُ الأَبْوَاق المأجورة مبالغَ ماليةً لقاءَ ما تمارسه من تضليل وما تشنه من حملات في ظاهرها الصراخ باسم حقوق الإنسان وما يتعرَّضُ له من انتهاكات من قبل مَن يصفونهم بـ “الحوثيين”.
لا يحتاجُ المرءُ لكثير ذكاء ليكتشفَ أَبْوَاقَ العُـدْوَان ويفرق بينهم وبين غيرهم من أصحاب الكلمة الحرة والرأي الناقد، فمن يعملُ على صرف الأنظار عن جرائم العُـدْوَان ويعملُ على تحميل القوى الوطنية مسؤولية معاناة الشعب اليمني جراء الحرب والحصار، فهو أحدُ تلك الأدوات المفضوحة أَوْ تابعٌ لأطراف انتهازية تستثمرُ في تضحيات الشعب ومعاناته وتعتقد أَن الوقتَ قد أَصبح مواتياً لتشرع في عملية تشويه قوى الثورة وتضحيات الجيش واللجان الشعبية حتى يتسنى لتلك الأطراف شَقُّ طريقها في رحلة العودة إلَـى السلطة.
أصحابُ الشرائح المتعددة تعرفونهم بالتخبُّط والتناقض، فكل مرحلة من تأريخهم تلعَنُ سابقتها، وبما أنهم يحصلون على امتيازات وأموال حرام فلم يعد مهماً لديهم ثقة الناس واحترام المتابعين، فكل يوم لهم لونٌ، وكل موسم لهم توجه، وكل مائدة يحاولون الأكل من فضلاتها.
العزة والمجد لأبناء شعبنا اليمني الأصيل الذي أسقط أوسعَ عُـدْوَان عالمي استهدف أرضَ الإيمان والحكمة وهو في طريقِه لإسقاط ما تبقى من أساليب الأذى الناعمة بفضل الله ووعيه الكبير وبفضل المنهج القرآني الراسخ في وجدان اليمنيين.
قال تعالى: [وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث، ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا، فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي، وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)] الأعراف.
صدق الله العظيم.