الخبر وما وراء الخبر

الوحدة .. أو الوحدة

117

علي أحمد جاحز
كثيرا ما نسمع دول العدوان والمجتمع الدولي يتحدثون عن حرصهم على وحدة اليمن وسلامة أراضيه ، عبارة فضفاضة يكررونها باستمرار وهم في الواقع يعملون على تفكيك اليمن وانتهاك أراضيه والدوس على سيادته في مسلسل عدواني وحرص شديد على إضعاف اليمن وزرع بذور التفكك والانهيار .
دول العدوان وعلى مدى عام ونيف ركزت وحشدت كل إمكاناتها أن تصل باليمن إلى مرحلة الانهيار والتفكك كهدف لحربها الشنيعة على اليمن ، ولم تكن تلك الشعارات البراقة سوى ضحك على الدقون كما يقال ، وهناك للأسف من اليمنيين من يشتغل ضمن هذا المشروع ويسوق له و يغطي بشاعة أهدافه وخطورتها على وحدة اليمن و سلامته و تماسكه .
احتفل الشعب اليمني في صنعاء ومعظم محافظات الجمهورية المتحررة بالعيد السادس والعشرين للوحدة المجيدة ، بينما لم يجرؤ احد من مرتزقة العدوان ان يحتفل بالوحدة ، وان اصطنعوا الاحتفال ببعض الكلمات الممجوجة إلاَّ أنهم لا يجرؤون على الاعتزاز بالوحدة والتمسك بها كثابت وطني أساسي .
بل كيف يمكنهم أن يحتفلوا تحت مظلة الاحتلال الذي من أهم أهدافه المعلنة بشكل أو بآخر مشروع الانفصال و التقسيم ، وهذا ما يجعلنا نقف أمام تحد خطير يمس أهم وأقدس ثوابتنا الوطنية وهو الوحدة اليمنية التي لم تكن خيار طرف سياسي ولا منجز مكون بل كانت حلم شعب و مصير وطن .
التحديات التي تواجه وحدة اليمن وان كان مصيرها الفشل ، جاءت نتاج حرب ضروس شنت على اليمن شارك فيها الكثير من اللاعبين الدوليين والإقليميين وعلى رأسهم أمريكا والسعودية، أمريكا التي من ضمن أهدافها تقسيم اليمن في سياق مشروع تقسيم المقسم في المنطقة ككل، والسعودية التي لا ترى في وحدة اليمن وسلامة أراضيه أمرا مطمئنا لها ، وتلاقت تلك الهواجس لتشكل قاسما مشتركا في العدوان على اليمن .
لم تكن شرعية هادي ولا حكومته هي هاجس دول العدوان بقدر ما هي مجرد ورقة يجري اللعب بها لحين تحقيق الأهداف المشبوهة والخطرة على أمن اليمن واستقراره ، وهو ما يفسر إعاقة وفد الرياض في الكويت كل الجهود المبذولة في سبيل الوصول لحل شامل ينهي الأزمة اليمنية بشكل كامل واستراتيجي .
فلعبة الإعاقة في الكويت والتملص من الاستحقاقات تأتي في سياق إعطاء الاحتلال ومشروع التقسيم فرصة لتكريس أشياء على الأرض وتثبيت واقع خطر يمهد لإنجاح مشروع الانفصال والتقسيم الذي أفشلته ثورة 21 سبتمبر ووقف بوجهه صمود شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية .
ولا شك لدينا بأننا قادرون أن نقف بوجه مشاريع التقسيم والتفتيت مهما كلفنا الثمن ، فلن تكون إرادة الخارج أقوى من إرادة الشعب .