الخبر وما وراء الخبر

إنها الوحدة .. العنوا الشيطان ..!!

213

عبدالله الصعفاني


ما من بهجة أروع من تلك البهجة التي يصنعها واقفون تحت الشمس، غير مبالين بسخونة الصيف ولا بسماء مفخخة بقنابل الصوت الطامعة في إشاعة الخوف.
* وجمال وروعة الحضور الاحتفائي إنما تألق وتأنق من طبيعة الظروف الموضوعية التهديدية التي خيمت على سماء الاحتفال لمنع أصوات النشيد والأغنية وهما يصدحان في الأرجاء مذكّرة بشعب توحد في زمن الشتات قبل أكثر من ربع قرن من الحلم المحفوف بالأخطاء والمؤامرات وممانعات مايزال بطلها هو الأمل.
* طائرات تمت صناعتها لفرض الإرعاب والإرهاب تعجز في منع الأسماع عن استحضار هيبة الكلمة الوحدوية، أو إخراس الأغنية القادمة من تجليات إبداع وإمتاع النشيد الوطني الوحدوي وروائع.. ” وحدويون ما فينا انفصالي .. وما يستقيم المجد إلا لباني، وموكب التحرير .. وتوحدنا شمالاً وجنوباً إلى يا ابن السعيدة لا تقل فات القطار “.
*  والقضية أكبر من نقاط الإشراق ومحطات السواد وأكبر من شخصنة كل شيء حيث الزعيم أو السيد أو هادي أو قاطني الفنادق والشقق وأكبر من مفردات الفحسة والكبسة والزربيان والقات .. القضية أكبر حيث اليمن العظيم وحيث الوطن أكبر من الأفكار الخائنة والرؤوس الخائبة الفارغة، فهل في كل مشهد يمني أصيل ما يترك لظاهرة ” ضاحي خرفان ” فرصة للنعيق في وجه شعب ينام ويصحو ويتنفس ويتكحل بعظمة جبال لا تهتز بريح مراكب الهوى الضال .
* ولا يوازي خطيئة أي دعوة للانفصال إلا حقيقة أن عثرات زمن الوحدة وسوءاتها تبقى متواضعة وتبقى أخف وطأة من تبعات الردة نحو المجهول .. حيث لا وحدة ولا انفصال.. ومن كل ذلك على كل من باضت العناكب والغربان على رأسه إدراك الضرورة في السماح لنهر الوحدة بأن يصحح مجراه ويتدفق إلى حيث اليمنيين يستحقون المحافظة على نقطة أرادها رعيل الذاكرة اليمنية المحترمة نقطة الإشراق في ليل العرب .. وعذراً .
* عذراً إذا رأيت في صباح الأمس عودة رسمية وشعبية إلى نهر الابتهاج بالوحدة دونما اكتراث بتماسيح التمزيق جنوبيين وشماليين لم يفهموا بعد أن التأريخ كما سجل في لوحة الشرف صالح والبيض والحمدي وعبدالفتاح والعيني وعلي ناصر ومحمد هيثم وعبدالرحمن الإرياني وسالمين وراشد ثابت ويحيى العرشي ومكي وسيف الضالعي عناوين محطات الحوار والتفاوض من أجل الوحدة فإن عمر الجاوي ومن ساروا على نهجه الوحدوي سيلعن من قبره الثقافة والسياسة والوزن والقافية والرواية إن فرط ادعياؤها بالوحدة مهما تعاظمت أرصدة وأحقاد المسكونين بالتمزيق .
* هناك ضحايا وهناك سفهاء في مسيرة الوحدة نعم .. ولكن ليس للجميع إلا الاعتراف أن الشرعية هي للوحدة وأن الجنوب كان ضاغطاً لتحقيقها ولم يؤخذ على حين غره، وأنه لا حل سوى الانتقال إلى دولة مدنية دستورية عادلة الحكم فيها للشعب ،والسيادة فيها للقانون .
* وتذكروا يا من تمطون أو تقطبون ” البوز” أو الجبين أن الأوغاد لن يقودونا إلى انفصال ولا إلى وحدة وإنما إلى التمزيق الشامل .. ولذلك العنوا الشيطان .. واطلبوا الهداية من رب الغفران .. ولا تنسوا أن تنحازوا إلى كل شريف ينظر إلى الوحدة بعيون القلب .

نقلا عن صحيفة الثورة