عشرات “دير ياسين” ترتكب في اليمن وسوريا
تقارير| 16مايو| المسيرةنت| كتب/ إبراهيم الوادعي
تحل الذكرى ال68 لنكبة فلسطين وقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين المغتصبة قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيهم, ونكبات حلت بالأمة العربية وبأيدٍ عربية خدمة “لإسرائيل” وترسيخ وجودها بالمقام الأول, وتذكر المصادر التاريخية ومنها الصهيونية أن مجزرة قرية دير ياسين غرب القدس راح ضحيتها ما يقرب من 300 فلسطيني بينهم نساء وأطفال بعد هجوم العصابات الصهيونية عليها في وقت متأخر من الليل عام 1948م.
وبعد ثمانية وستين عاما (عشرات دير ياسين) ترتكب في الجسد العربي, وبأيد عربية , ففي اليمن تشن السعودية ومعها دول عربية حربا شعواء على الشعب اليمني الذي ثار طالبا الحرية, ورفع شعار الموت لإسرائيل عنوانا لثورته كي لا تحيد البوصلة عن فلسطين, فهب خادم الحرمين غاضبا ليكسر هذا الشعار ولينتقم من اليمنيين بمجازر وصلت إلى كل شبر يمني وفاقت بشاعتها ما ارتكبته ” إسرائيل” في الفلسطينيين عام 48م التي اكتفت بتدمير ما يقرب من 700 قرية فلسطينية.
وخلال ما يزيد من عام جهدت السعودية لإخضاع اليمنيين بالقوة وبالسياسية تارة لإجبار “أنصار الله” الحركة الشعبية اليمنية الصاعدة على تعديل موقفهم والانخراط في الفلك الإسرائيلي المقيم فيها خادم الحرمين منذ نشأة ” إسرائيل “وعلنا هذه المرة يذهب إليها عبر لقاءات تعقد هنا وهناك, ناهيك عن الهدية الكبرى, وهل هناك أثمن من مضائق تيران وقد أصبحت دولية بعد أن كانت عربية مصرية خالصة ,ولا عزاء للمصريين والعرب في أم الدنيا.
وبالانتقال من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها فمنذ خمس سنوات وعقب انتصار المقاومة الإسلامية اللبنانية الواضح على الكيان الصهيوني, وتهديد وجوده جديا, يقود خادم الحرمين حربا قذرة لم تشهد الكرة الأرضية في بشاعتها مثيلا, جرى خلالها ارتكاب آلاف المجازر وقتل ما يقرب من المليون سوري وتشريد ملايين آخرين, والهدف نزع سوريا من حلقة المقاومة ليس إلا بحسب ما يتفوه به مسئولون خليجيون في ألا مشكلة معهم مع الأسد إلا ارتماءه في أحضان إيران التي تناصب إسرائيل العداء وتمول حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالمال والسلاح .
وعلى مدى 5 سنوات تحول الميدان السوري إلى قبلة ومرتع لمئات الآلاف من الإرهابيين الوهابيين المتعطشين لشرب الدماء والمهووسين بالحوريات, فأخذوا يعملون الدمار والقتل, ومتى ما عطلوا عن مهامهم مؤقتا تستقبلهم إسرائيل في مشافيها للعلاج, وإعادة التأهيل.
في الذكرى ال68 أخطأ العرب شعوبا بتغافلهم عن التزام أنجال عبد العزيز آل سعود بما حرره والدهم للانجليز ببيع فلسطين وضمان أمن “إسرائيل”, وبعد كل هذه السنوات لم يكن الأقصى طيلة هذه السنين وحده السليب بل الحرمين أيضا التي سفك فيهما دماء الحجيج, ويصد عنهما من المسلمين من دون الأربعين كما هو الحال مع اليمنيين وكثير من المسلمين في حال مشابه لما تفعله ” إسرائيل مع الفلسطينيين.
في الذكرى ال68 تكشفت أيادٍ عربية ظلت تغرس النصل المسموم في خاصرة الأمة لتبقى إسرائيل, وتسفك الدم العربي ليحيا الدم اليهودي, وما تغير أخيرا أنها انتقلت إلى فوق الطاولة, وأضحت أكثر بشاعة وإجراما وأقل حياءا.