الخبر وما وراء الخبر

ثمانية شهداء وعدداً من الجرحى بينهم نساء وأطفال في جريمة حرب لغارات العدوان الأمريكية على صنعاء

9

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

28 أبريل 2025مـ 30 شوال 1446هـ

ارتكب طيران العدوان الأمريكي الغاشم، أمس الأحد، جريمة حرب مروعة، بغارات وحشية استهدفت منازل المواطنين في منطقة ثقبان بمديرية بني الحارث بالعاصمة صنعاء، اسفرت عن استشهاد ثمانية مدنيين، وعدداً من الجرحى، بينهم أطفال ونساء.

وأفاد مراسل قناة المسيرة أن طيران العدوان استهدف ثلاث منازل متجاورة كانت تأوي أطفالًا ونساءً، وسط حي سكني مكتظ بالسكان، ما أدى إلى وقوع مجزرة وحشية وجريمة إبادة جماعية، وتدمير كامل للمنازل المستهدفة، بالإضافة إلى أضرار واسعة لحقت بممتلكات الأهالي المجاورة ونزوح واسع للسكان.

وأشار الجبلي إلى أن فرق الإنقاذ هرعت إلى مكان الجريمة وقامت بإسعاف الجرحى إلى عدة مستشفيات، فيما لا تزال جهود انتشال الضحايا مستمرة من تحت الأنقاض.

وفي شهادة مروعة، لفت المراسل إلى أن إحدى الأسر تم استهدافها بشكل مباشر أثناء تناول أطفالها ونساءها لوجبة العشاء، وتظهر الصور المروعة اختلاط الأشلاء والدماء بالطعام والصحون، في مشهد يندى له جبين الإنسانية.

وتظهر المشاهد الأشلاء والدماء والدمار الشامل للمنازل المستهدفة ومحتوياتها، وأحد الأطفال الجرحى الذي فقد القدرة على الكلام من شدة الخوف.

يؤكد المراسل أن الثمانية شهداء من أسرة واحدة في جريمة حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان، تضع نفسها على طاولة الأمم المتحدة ومحكمة العدل والجنايات الدولية.

فيما أكدت أسر الضحايا استمرار صمودهم في مساندة الشعب الفلسطيني مهما كانت التضحيات، مطالبين المجتمع الدولي بمحاكمة المجرم الحرب ترامب الذي تسببت غارته العدوانية في إبادة أسرة بكل أفرادها تحت سقف منزلهم، وجرح العديد من الأطفال والنساء، وفقدان المأوى.

بدورهم جدد الجرحى عهدهم لأهلهم وإخوانهم في قطاع غزة، أن هذه الجرائم لن تثنيهم عن القيام بواجبهم الديني والإيماني والأخلاقي حتى يأذن الله بالنصر، وتطهير الأراضي الفلسطينية من كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، وكل المنطقة من الهيمنة الأمريكية.

هنا أطفال خرجوا من تحت الأنقاض، منهم الجريح، ومنهم المعاق، رغم ضعفهم وصغر سنهم، كانت ملامح الشموخ والأنفة والتحدي والعنفوان مرسومة على وجوههم.

يقول أحد الأهالي الناجين: “كنا في منازلنا نائمين، بأمان الله، وفي لحظة شعرنا بضرب طيران العدو الأمريكي، وكان هذا الشهيد يغط في النوم هو وأخوته وخواته في المكان الثاني، وحين فزعنا ونحن نخرج الأطفال، تواصلت الغارات الأربع المتتالية على المنزل، و3 منازل مجاورة”.

ويضيف: “ونحن نسعف الجرحى، عاد الطيران في الضربة الأخيرة ليجهز على هذا الشهيد، في لحظة إخراجنا له من تحت الأنقاض وهو جريح بالغارات الأولى، وهو يصيح ويطلب الإسعاف”.

ويتابع: “في المرة الثانية رفعتني الغارة وبيدي الأطفال 3 أمتار، ورغم هذا، والله لو يضرب بكل قواته، فإننا متحركون في الجبهات، وسننكل بالعدو الأمريكي ومن يواليه في البر والبحر. لو نتحرك إلى فلسطين لقتال اليهود سنجعلهم يتمنون الموت، ونحن على أتم الجهوزية”.

 

رسالة جريح لأهلنا في غزة.. رغم الألم لستم وحدكم

جريح مضرج بالدماء على وجهه، والشظايا غائرة في جمجمته، يقول من فوق سرير المستشفى بكل تحدٍ وثبات: “رسالتي للمعتوه ترامب: صواريخك وغاراتك لن تزيدنا إلا قوة وثباتًا وشدة وعزيمة على التحرك والمواجهة في كل المسارات، والله على ما أقول شهيد”.

ويضيف في رسالته لإخواننا في فلسطين: “رغم الألم نحن معكم، لستم وحدكم، الله معكم، ونحن من هنا نؤكد استمرارنا معكم، بإذن الله”.

وفي سياق متصل، استهدفت طيران العدوان الأمريكي، خلال هذه الليلة، محافظة عمران بست غارات على منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وثلاث غارات على مديرية كتاف بمحافظة صعدة.

ويستمر العدوان الأمريكي في استهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين والأسواق والمنشآت المدنية والممتلكات الخاصة والعامة في اليمن.

وفي سياق متصل، استهدفت طيران العدوان الأمريكي، خلال هذه الليلة، محافظة عمران بست غارات على منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وثلاث غارات على مديرية كتاف، وغارتين على محيط المدينة، وغارتين استهدفتا سجن الاحتياطي بمحافظة صعدة، إضافة إلى 4 غارات على مديرية برط العنان بمحافظة الجوف.

ويستمر العدوان الأمريكي في استهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين والأسواق والمنشآت المدنية والممتلكات الخاصة والعامة في اليمن.

 

وعلى إثر هذه الجريمة أدان المركز اليمني لحقوق الإنسان بأشد العبارات جريمة العدوان الأمريكي مساء أمس، واستهداف أحياء سكنية مدنية في منطقة الروضة بمديرية بني الحارث ومديرية السبعين بالعاصمة صنعاء.

واعتبر المركز في بيان، له استهداف العدوان الأمريكي للمساكن والأعيان المدنية انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية ذات الصلة، حيث تصنف هذه كجريمة حرب تضيفها أمريكا إلى سجلها الأسود في انتهاك حقوق الإنسان والسيادة الوطنية لليمن.

وطالب البيان الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية إزاء تلك الجرائم والعمل على وقف العدوان الأمريكي على اليمن فوراً، واحترام سيادته ووحدة أراضيه، وإدانة انتهاك أمريكا لاتفاقيات جنيف في حماية للمدنيين، وضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات.

كما طالب، المجتمع الدولي بإدانة هذه الجرائم وإعلان موقف إنساني وحقوقي وقانوني يحمي القيم والمبادئ التي أسست على أساسها الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرا الصمت الإعلامي والقانوني الدولي تجاه جرائم العدوان على اليمن يشكل تواطؤاً غير مقبولاً.

ودعا الشعوب الحرة ومنظمات المجتمع المدني إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، كما دعا الدول العربية والإسلامية والصديقة إلى اتخاذ مواقف جادة لمساندة الشعبين الفلسطيني واليمني والعمل على إيقاف هذه الجرائم.