الخبر وما وراء الخبر

الميدان يروي عبقَ الحكاية والأرض تصرخ: “ثابتون مع غزة.. رغم أنف الأمريكي وجرائمه”

1

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
25 أبريل 2025مـ – 27 شوال 1446هـ

تقريــر || عبدالقوي السباعي

في زمنٍ تكسَّرت فيه عروشُ الطغيان تحت أقدام الأحرار، وارتفعت فيه راياتُ فلسطين في كُـلّ ساح، ينهضُ اليمنُ دائمًا وأبدًا، شامخًا، حُرًّا، موحدًا في ساحات العزة والكرامة، وميادين التحدي والإباء.

ومن ميدان السبعين يتناغم الحشد المهيب مع صوت الشهيد القائد، ليجدّد العهد لفلسطين، ويصرخ بأعلى صوته: “لن تُكسَرَ غزة ما دام في اليمن نبضٌ حيٌّ يهتف: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”.

ها هو الشعبُ اليمني العزيز؛ اليوم، بعزيمته التي لا تلين، يعلن النفير الشعبي العظيم، استجابة لدعوة السيد القائد، ويزحف بملايينه إلى الساحات، في كُـلّ محافظةٍ ومديرية، رجالًا وركبانًا، شيوخًا وشبابًا وأطفالًا، يقولون للعالم: “دمُ غزة دمنا، ووجعُها وجعنا، ومعركتُها معركتنا، ولن نخونَ الدماءَ الطاهرة ولا الصرخة الصادقة”.

من أقصى الشمال إلى عُمق الجنوب، ومن الساحل إلى الجبل، ومن مياه البحر إلى رمال الصحراء، تتسعُ خارطة الوفاء اليمنية، فترتسمُ ملامحُ العزة على وجه الوطن اليمني، في مشهدٍ ليس له نظير في هذا العالم، مشهد أُمَّـة تهب بكلِّها لنصرة القضية الأولى؛ فداءً لغزة، وتحديًا للعدو الأمريكي الصهيوني.

في صعدة، قلب الصمود ومهدِ الصرخة ومنطلق المشروع، احتشدت مئاتُ الآلاف في ساحة مدينة صعدة المركزية، وساحات رازح وسحار ومجز وغيرها، تزأر الحناجر بنداء القدس والأقصى، وترتفعُ الأعلام الفلسطينية واليمنية كتوأمِ جهاد ومقاومة لا ينفصل.

وفي صنعاء، العاصمة الحرة، امتلأت الساحةُ المركَزية بمليونيةٍ، فاضت بالحشود القادمة من الأحياء والمديريات، شبابًا وشيوخًا وأطفالًا، يحملون اللافتاتِ التي كُتبت عليها بدماء الشهداء: “سنحمي غزة بأرواحنا، رغم أنف الأمريكي ومرتزِقته”.

أما الحديدة، المحافظةُ الساحلية الثائرة، فقد فجَّرت المفاجأةَ؛ إذ خرجت بمسيراتٍ مليونية من “باجل وزبيد والزهرة والحوك والجراحي” وغيرها، لترسلَ رسالةً من البحر إلى المحيط: غزة محاصَرة.. لكهنا أقوى من الحصار، وسنحاصِرُ من يحاصِرُها.

ذمار، إب، تعز، عمران، المحويت، ريمة، البيضاء، الجوف، حجّـة، مأرب، الضالع، لحج، في كُـلِّ محافظةٍ حكاية، وكل ساحةٍ حماس وجهاد، وكل زحفٍ نداء تحرّر ورسالة مجدٍ وتحَدٍّ.

أرقام الحشود تتجاوزُ التوقعات، عشرات الآلاف في كُـلّ مديرية، مئات الآلاف في كُـلّ محافظة، أُمَّـةٌ تهب بعد كُـلّ دعوةٍ للسيد القائد كما لم تهب من قبل.

ليسوا أرقامًا جامدة.. إنهم فلاحون، معلِّمون، طلاب، مجاهدون، آباءُ شهداء وأولادهم، آباء مجاهدين وإخوانهم، شعبٌ يحمِلُ قضيتَه كما يحملُ أطفالَه إلى الساحات، يكتبون على جبين التاريخ: مِن اليمن إلى غزة، طريق واحد.. طريق الجهاد والتحرير.

إنه الزحفُ اليمني الثابتُ المبارك، رغمَ الحصار، رغمَ العدوان، رغم كُـلّ الجراح.. زحفٌ يؤكّـدُ أن غزةَ ليست وحدَها، وأن أمريكا، بكل طغيانها، لن تُسكِتَ صوتَ اليمن الثائر العظيم، ولن توقف زحف القلوب المؤمنة نحو ميادين الوفاء لغزة العزة وفلسطين القضية.