أبعاد استهداف “فينسون”.. اليمن يحوّل قوةَ أمريكا أعباءً ومخاوف
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
19 أبريل 2025مـ – 21 شوال 1446هـ
تقريــر || نوح جلّاس
بالتوازي مع تصاعد الفشل الأمريكي أمام اليمن، باعتراف المسؤولين الأمريكيين أنفسهم، فتحت الولايات المتحدة فجوةً جديدةً من الأعباء، باستقدامها لحاملة طائرات ثانية، ضمتها القوات المسلحة اليمنية إلى بنك أهدافها فور وصولها، لتتحول نقاط قوة أمريكا إلى فِخاخ استنزاف مرهقة للخزينة والسُّمعة الأمريكيتَين.
حاملة الطائرات “يو إس إس كارل فينسون”، استقدمتها أمريكا منتصف الشهر الجاري إلى بحر العرب، في محاولة لتخفيف حدّة الفشل الذي جلبته “هاري ترومان”، غير أن المؤشرات تؤول بواشنطن نحو استنزاف مضاعف، خُصُوصًا بعد استقبال الحاملة الوافدة، بعدد من الصواريخ والمسيّرات اليمنية.
الاستهداف الأول لـ”فينسون” أجبر طاقمها على الإطاحة بكميات من الذخائر عالية التكلفة، وهو الأمر الحساس الذي خلق انقسامات عميقة في الداخل الأمريكي، على وقع الخسائر التي تكبدها “البنتاجون” لحماية “ترومان” وقِطعها الحربية؛ ما يشيرُ إلى تفاقم الانقسامات مع تضاعف أبواب الاستنزاف في سبيل حماية الحاملتَين وقِطَعِهما، من الصواريخ والمُسيّرات اليمنية.
وبهذه الحصيلة، يعودُ للواجهة حديثُ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي أدلى به في الـ22 من رمضان، بشأن صيرورةِ حاملات الطائرات الأمريكية إلى مصدرِ قلقٍ وعبءٍ ثقيل ومكلفٍ على واشنطن.
وقال السيد القائد حينها بهذا الخصوص: إن “الأمريكي يخيف الآخرين بحاملات الطائرات، لكنها في المواجهة مع اليمن أمكن أن تتحوَّلَ إلى عبء عليه”، لتترجم الأحداثُ خلالَ ثلاثة أسابيع، مصاديقَ معادلة السيد القائد.
استهداف “ترومان” -مع استهداف “فينسون”- أفضى إلى إفشال عدوان أمريكي واسع؛ ما يعني أن واشنطن أخطأت الحسابات، وستدرك أنها باستقدامها للأخيرة، لم تخلق نقطة قوة جديدة، بل أضافت مصدر أعباء مالية وأمنية وعسكرية؛ ما يعزز حتمية المعادلة التي أعلنها القائد بهذا الخصوص.
دلالات عملية الاستهداف، تتمثّل أَيْـضًا في القدرة اليمنية الاستخبارية على تحديد موقع الحاملة الوافدة، وتنسيق الجهد العملياتي لضبط توقيت الاستهداف وتزامن وصول الصواريخ والمسيرات إلى “ترومان” في أقصى شمالي البحر الأحمر، و”فينسون” في البحر العربي، بما يمنع العدوّ من تدويل الأدوار بينهما وتنفيذ عدوانه الواسع المخطّط له.
وبهذا التكتيك المتمثل في الرد الفوري لعرقلة خطط العدوّ، ومهاجمة مصادر اعتداءاته، والحد من غاراته، تثبّت القوات المسلحة اليمنية معادلةً جديدةً بإخراج الحاملات الأمريكية عن وظائفَ اعتادت عليها طيلة عقودٍ طويلة، وتحويلها إلى نقطة ضعف تؤرّق واشنطن ومسؤوليها، وتجبرُهم على جرّ أذيال الهزيمة وراءها، على غرار ما حدث مع “أيزنهاور” و”روزفلت” و”أبراهام لينكولن”، وقد تطول سلسلةُ الفشل الأمريكي، بالتوازي مع استمرار ضربِ عمق الاحتلال الصهيوني ومنع ملاحته البحرية، وإرباك ملاحته الجوية، وإسقاط فخر صناعات أمريكا الجوّية، ويستمرُّ اليمنُ في فرض المعادلات وقواعد الاشتباك الخَاصَّة به.