الخبر وما وراء الخبر

شمس المسيرة..للشاعر: حسن المرتضى

194

الشاعر حسن المرتضى


شمس المسيرة

إليه قائدًا بروح المثاني السبع

 

حضورك أنت يكمن في الغيابِ * كشمسٍ لم تزل خلف السحابِ

تظل تضيئ لم تقبر سوى في * فؤاد الخلد أو نبض الروابي

وتهطل من مآقي الشمس فكرًا * حسينيًّا تخضب بالكتاب

كأنك غيمةٌ بالضوء تهمي * وأسئلة الزمان بلا جواب

تمد لكل نافذةٍ صباحًا * من الهدي المبارك والصواب

رحلتَ، وأمطرتْ ذكراك نورًا * بقيتَ، وما فضحت سوى السراب

منحت الكون فرصته ليزهو * فأعشب في يديك بلا حساب

وأورى للكفاح زناد حقٍّ * وإن زناد صدقك لا يحابي

صرخت فزلزل الشيطان لما * رأى الآيات تشرق كالشهاب

(كموسى) قلت (حطة) فاستجابت * لك الأنصارُ من دون ارتياب

(كطالوتٍ)غرفت المجد لَمَّا * بغرفتك استقى جيل الشباب

(دعوهمْ يصرُخون) فإن صوتي * سيهزم كل من راموا خرابي

هنا الصرخاتُ ما زالتْ تُدَوِّي * و(أمريكا ) قد انهزمت ببابي

بلغت النصر والأنصار كانوا * على ميعادهم وقت الضراب

كأنك بيننا حاربت فينا * وهاجمت العدا قبل الذهاب

كأنك طلقة الإيمان تسري * لتخليص الشعوب من التغابي

ففي الست الحروب وما تلاها * كأنك خضتها قبل الصحاب

نراك الآن في الجبهات شعبًا * يصد الغزو في كل الشعاب

وإنك في الطليعة لاقتحامٍ * ولم يخلق هجومك لانسحاب

كأنك كل يوم في حياةٍ * لدى استشهاد طلاب الثواب

وفيك تجسد الشهداء منا * لهم لدماك فخر الانتساب

حسينيون، ما سقطوا جزافًا * ولا بطرًا ولا طمع اكتساب

فصاروا منك آلاف الروابي * وصرت بهم كآلاف القباب

تشكلت المسيرة (منك، منهم) * كفاتحة وهم باقي الكتاب

فيا روح المثاني السبع فينا * حضورك أنت يكمن في الغياب