“الإصلاحيون” وفخُّ السقوط في العمالة مع ترامب
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
7 أبريل 2025مـ – 9 شوال 1446هـ
تقريــر|| عباس القاعدي
تناول الإعلامي حميد رزق في حلقة يوم الأحد، 6 أبريل 2025م من برنامج [الحقيقة لا غير] الذي يُعرَضُ يوميًّا على شاشة قناة “المسيرة” الساعة السابعة ونصف مساء مسارَ العداء الأمريكي على اليمن وانتفاخَ مرتزِقة (الإصلاح) بذلك.
بموازاة استقرار المجرم ترامب على كرسي الحكم في البيت الأبيض، عادت جرائم العدوان الصهيوني بضراوة على قطاع غزة.
وظل إعلام العدوّ الصهيوني والعملاء يبثون تقاريرَ وموادَّ إعلامية تخويفية ضد المحور المناهض للسياسة الاستكبارية الأمريكية، وكأن الإدارة السابقة لم تعمل شيئًا، ولم تدخل في معركة كسر العظم للمقاومة في فلسطين وبقية المحور.
ومع وصول ترامب إلى السلطة، بدأ في بث رسائل التهديد والوعيد نحو أهم وأبرز جبهات الإسناد لغزة، ويتوعد بالويل والثبور وبعظائم الأمور، متوعدًا من سمَّاهم بـ “الحوثيين” بالجحيم، وقال: “انتهى وقتكم وأنا قادم للقضاء عليكم”.
وعلى وقع تصريحات المجرم ترامب، انتفخ المرتزِقة والعملاء، وبدت عليهم السعادة الغامرة، معتقدين أن ترامب سيحسم المعركة لصالحهم؛ ولذا اعتبر بعض المرتزِقة أن المعركة محسومة، وأن عودتهم إلى السلطة قادمة لا محالة، فبدأ البعض يتحدث عن تجهيز الحقائب والأمتعة؛ استعدادًا لاقتحام صنعاء تحت غطاء الصواريخ الأمريكية.
وتعكس هذه التصرفات للمرتزِقة مدى الإحباط الذي يعيشونه؛ فهم محرومون، وبقاؤهم في الفنادق قد طال، ولم يعد لهم هَــمٌّ سوى التحليل واستعراض قدرة أمريكا على تدمير من يصفونهم بـ “الحوثيين”، ولا يعنيهم إن كان عدو اليمن هي أمريكا أَو (إسرائيل)، ولا يهم الغارات العدوانية على اليمن وغزة والتي تقتل الأطفال والنساء، حتى إن المرتزِق الصغير ابن المقدشي الذي لم يكمل دراسته الجامعية إلا وتم تعيينه نائبًا للملحق العسكري للمرتزِقة في سفارة اليمن لدى واشنطن، لكنه اليوم أصبح محللًا وخبيرًا عسكريًّا ومحللًا للشؤون الأمريكية.
ويعتقد هذا المرتزِق أنه يجب التقاط الرسائل الأمريكية، ويجب استغلال ما سماه “الغضب الأمريكي والسخط الأمريكي”، وقال: إن “الأمريكي يبحث عن شريك”؛ ما يعني أنه مستعد للتعاون مع أمريكا على حساب اليمن ومصالح اليمن!
ويقدم المقدشي الصغير نفسه وكأنه على دراية بخلفيات الموقف الأمريكي والعدوان الأمريكي على بلادنا، لكن كلامه الخطير لم يكن من دواعي وقوفه ضد أمريكا وضد إجرامها، بل كما قال من دواعي طمأنينة أن العدوان الأمريكي هذه المرة لم يتوقف، وسيستمر على اليمن وفي فلسطين وضد أي بلد عربي يساند غزة، ويتمسك بالقضية الفلسطينية.
ويتضح من كلام المقدشي الصغير أن الإدارة الأمريكية الحالية إدارة ترامب تشتغل، وتتحَرّك على خلفية دينية، وتدار من أكبر كتلة دينية في أمريكا، وهي الكتلة المسيحية الإنجيلية، التي لديها نبوءة بما يسمى “دولة إسرائيل”، ولديها خارطة طريق لتحقيق النبوءة، وتتمثل في إيجاد الدولة الإسرائيلية وهذا هو البُعد الأَسَاسي لدعم “إسرائيل”، والقائم على البُعد الديني؛ ما يعني أن الخلفية للعدوان الأمريكي ليست سياسية، وإنما هي ذات بُعد ديني، لمحاربة من يهدّد أمن كيان العدوّ الإسرائيلي.
ليس هذا هو حال المرتزِقة “الإصلاحيين” في تعاطيهم مع أمريكا؛ فهناك ناشطون يزعمون أنفسهم مستقلون، ومع ذلك يفضحون أنفسهم، ووصل إلى درجة مريعة من السقوط، معتقدين أن اليمنيين سينخدعون بكلامهم ومواقفهم؛ ولهذا تراهم يعملون ليلًا ونهارًا في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي إعلامهم، ويردّدون الأسطوانة المشروخة [قادمون يا صنعاء]، ويزعمون بأن [ترامب ليس يايدن] لكن بعض لحظات فرحهم تتحول إلى كآبة وحزن.
ومن المفارقات أنه في الوقت الذي كانت أمريكا تشارك العدوّ الإسرائيلي قتل الأطفال والنساء، كان (الإصلاح) يحتفي بقيام وزارة الخارجية الأمريكية، باستضافة ما سموه الناشطة أُمَّـة السلام الحاج.
احتفاء اصلاحي بتكريم أمريكي لناشطة اصلاحية
من خلال ما سبق، تتضح مواقف وعقيدة الإصلاحيين في الولاء والبراء؛ ففي الوقت الذي تمارس أمريكا أساليب القتل والعدوان على اليمن وغزة، يحتفي هؤلاء بتكريم ناشطة إصلاحية بجائزة الشجاعة، والشجاعة في القاموس الأمريكي والإصلاحي هي الصمت تجاه جرائم الأمريكيين في غزة، وشجاعة (الإصلاح) لا تستطيع اليوم أن تقول كلمة حق في وجه الإدارة الأمريكية ضد ما يحدث في اليمن وغزة.
لقد ذهبت ناشطة (الإصلاح) لتوزع الابتسامات العريضة إلى جانب زوجة المجرم ترامب، وترتدي الملابس اليمنية التقليدية؛ فعن أية شجاعة يتم تكريمها من قبل الأمريكيين، وهي تصافح اليد والأشخاص الذين يقتلون اليمنيين وأهالي غزة؟!
وتأتي المواقف الإنسانية لتعري ناشطة حزب (الإصلاح)؛ فهي تبتسم وتطير من الفرح وهي إلى جانب الأمريكيين القتلة، ولم تستفد من الناشطة المغربية المسلمة والتي تعمل موظفة في شركة [مايكروسوفت] والتي خرجت عن صمتها وفضحت الشركة ودورها الخبيث في دعم حرب الإبادة على غزة.
لقد نهضت هذه المرأة المسلمة العربية الحرة ابتهال أبو السعد في هذا الموقف خلال حفل بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس ميكروسوفت، فقاطعت كلمة مدير الشركة مصطفى سليمان، وهو بريطاني من أصل سوري، وَيشغل المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في الشركة.
وَقامت أبو السعد، وفضحت تسخير هذه الشركة أدوات الذكاء الاصطناعي الخَاصَّة لخدمة جيش العدوّ الإسرائيلي، ومن خلال الذكاء الصناعي كان الأعداء يحدّدون للعدو الأماكن المرشَّحة للقصف.
تخلت ابتهال عن كُـلّ الامتيَازات والوظيفة وكل ما لها من حقوق، بل وحتى الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، لتقول كلمة الحق، في زمن انتفاش الباطل، وفي عقر دار أُولئك القتلة، وهذا هو الفارق بين ابتهال أبو السعد المغربية، وبين الناشطة “الإصلاحية” أُمَّـة السلام الحاج.
والحقيقة أن الناشطة الإصلاحية لا تمثل اليمنيين؛ فالشعب اليمني معروف بنصرته للحق، ووقوفه في وجه الباطل، وقد لمس أحرار العالم، هذه الحقيقة، من خلال وقوف اليمن إلى جانب غزة كدولة وحيدة في العالم.
اليمانيون يتحدون أمريكا
وعلى الرغم من التهديد والوعيد، ومحاولة إرهاب اليمنيين وتخويفهم، إلا أنهم يقارعون اليوم أكبر إمبراطورية في العالم، ويتصدون لجيش ترامب في البحار، ويطلقون الصواريخ على العدوّ الإسرائيلي وإلى عقر داره، حَيثُ كان للبأس اليماني أثره على نفسية ترامب، الذي يبحث الآن عن السلام، ويريد الخروج من ورطته، قائلًا بأن [اليمنيين يبحثون عن السلام، وباتوا يتوسلون السلام]، وهذا يؤكّـد أن ترامب يبحث عن أعذار للهروب والخروج عن الورطة.
ليس هذا فحسب، فقد صرّح البيتُ البيض أكثرَ من مرة بالقول: “نطالب الحوثيين أن يوقفوا ضرباتهم ضد سفننا وسوف نوقفُ غاراتنا”، وهذه رسالة أمريكية مباشرة؛ بمعنى إذَا لم تهاجموا سفننا سنتوقف، وهو أشبه بالاستجداء والتوسل الأمريكي.
ومن ضمن الفشل الأمريكي والاستجداء، ما تحدث به وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والذي كان في بداية العدوان على اليمن يتحدى ويعربد، لكنه اليوم يقول: “كل الدول تريد مرور سفنها في البحر الأحمر، ولكن ما تريد تلك الدول أن تساعد أمريكا في المواجهة”؛ بمعنى أن الرجل يدعو بقية الدول أن تتدخل ضد اليمن؛ ولهذا نراه يقترح تشكيل تحالف دولي، فهو يرى أن المواجهة مع اليمنيين معقَّدة وغير سهلة.
وفي وقت سابق صرّح روبيو بالقول: إن من يصفهم “بالحوثيين” وحشٌ مرعب، وهذا الوصف، أَو التعبير يدل على أن الرجل مرعوب؛ لأَنَّه ليس وصفًا عاديًّا، ولا من رجل عادي، فهو وزيرُ خارجية أمريكا.
وإذا كانت هذه هي تصريحاتُ المسؤولين الأمريكيين، فَــإنَّ الإعلامَ الأمريكي هو الآخر يتحدث عن الفشل الأمريكي؛ فخلال الأيّام الماضية نشر المجرم ترامب مقطعًا لجريمةٍ أمريكيةٍ ضد عدد من المواطنين كانوا في مناسبة اجتماعية عيدية، فأراد ترامب من خلال نشر الفيديو شَنَّ حربٍ نفسيةٍ ضد الشعب اليمني، والتفاخر بجريمته ضد المدنيين، زاعمًا أنه قصف رجالًا يتحضَّرون لتلقي الأوامر لمواجهة السفن الأمريكية، وَأَضَـافَ في تغريدته أنهم “لن يغرقوا سفنَنا مرةً أُخرى”.
ولا يمكنُ بأي حال تبريرُ هذه الجريمة الوحشية ضد المدنيين اليمنيين، والذين كانوا في مناسبة اجتماعية، والتي يتفاخر بها الرئيسُ الأمريكي.
وبدلًا عن أن يتحولَ هذا الفيديو إلى مكسبٍ لصالح ترامب، تحول إلى فضيحة أخلاقية لا مثيل لها في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؛ فترامب هو أول رئيس أمريكي ينشُرُ جريمةً واضحةً ضد مدنيين، وليست هدفًا عسكريًّا، وهذا كانت له ارتدادات واضحة على الداخل الأمريكي نفسِه وعلى الأمريكيين الذين باتوا يتحدثون بأن ترامب عارٌ وفضيحة عليهم.
وبات من المعلوم أن دوائرَ القرار ومراكز الأبحاث والدراسات ووسائل الإعلام الأمريكية، قد وصلت إلى نتيجة نهائية، مفادُها أن ترامب فشل، كما فشل قبله [بايدن]، في مواجهة اليمنيين، كما أن وزارةَ الحرب الأمريكية تتحدث بأن خسارتَهم بلغت مليار دولار في أقل من شهر، وباتت تشكو من حجم الأسلحة المتطورة التي يستنزفها ترامب؛ مما يهدّد المخزون الأَسَاسي الأمريكي المخصَّص لمواجهة مخاطر الإمبراطوريات كالصين، أَو غيرها.
ومن الأدلة الواضحة على الفشل الأمريكي اضطرارُ ترامب لإرسال حاملة طائرات إضافيةٍ إلى المنطقة بعد ما أصبحت الحاملة هاري ترومان مشغولةً بالاستعداد للانسحاب والهروب، ولو لم يكونوا فاشلين، فهل سيرسلون حاملة جديدة؟!