لماذا يفعلُ الدولار ما لا ينبغي فعله؟.. تساؤلات ما بعد الرسوم الجُمركية الأمريكية
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
6 أبريل 2025مـ 8 شوال 1446هـ
في تقرير لموقع “أكسيوس” الأمريكي، اليوم الأحد، أشار إلى أن نتائج فرض الرسوم الجمركية الأمريكية بدأت معاكسةً لتوقعات الاقتصاد الأمريكي.
وقال الكاتبان جيسون لالجي واميلي بيكت، في موقع “أكسيوس” الاقتصادي: إن “مبادئ الاقتصاد تقول إنَّ الرسومَ الجمركية المرتفعة تعمل على تعزيز قيمة عملة الدولة، ولكن إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية أَدَّى إلى انخفاض قيمة الدولار الأمريكي”.
وتساءل التقرير: “لماذا هذا مهم؟ وأجاب: إنها علامة على أن المستثمرين قلقون بشأن الركود، وخَاصَّة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى القلق من أن السياسات الأمريكية تجعل أمريكا رهانًا محفوفًا بالمخاطر على المدى الطويل”.
وقدّم التقريرُ تفاصيلَ لبعض تراجع الدولار الأمريكي “بالأرقام: بلغ مؤشر قيمة الدولار مقابل ست عملات رئيسية 102.1 يوم الخميس، ثم ارتفع قليلًا إلى 103 يوم الجمعة، وهو مستوى لا يزال أقل مما كان عليه قبل الكشف عن التعريفات الجمركية المتبادلة؛ فانخفاض الرقم يعني ضعف الدولار”.
وأشَارَ إلى ارتفاع الدولار بعد الانتخابات، حَيثُ كان المستثمرون متفائلين بشأن تحرير القيود وتخفيضات الضرائب وتوقعات النمو الاقتصادي. لكن منذ يوم التنصيب، تراجعت قيمته.
المثيرُ للاهتمام -بحسب لالجي وبيكت- أنه “حتى قبل إعلان ترامب مباشرة، كان المستثمرون يتوقعون ارتفاع قيمة الدولار، على خلفية أنباء التعريفات الجمركية، كما تشير صحيفة “وول ستريت جورنال”، وأنه كان لديهم سببٌ وجيه”. وقال جوزيف غانيون، الباحث البارز المتخصص في أسعار الصرف والسياسة النقدية في معهد بيترسون، لموقع “أكسيوس”: “إن فكرة أن الرسوم الجمركية تزيد من قيمة الدولار “جزء من النظرية الاقتصادية منذ مئة عام”.
وعلّق التقرير أنه “من المفترض أن تُخفِّضَ الرسومَ الجمركية الطلبُ على الواردات. في الولايات المتحدة، يعني ذلك انخفاض حاجة الشركات إلى استبدال الدولار بعملات أُخرى لشراء السلع الأجنبية، وسيؤدي ذلك إلى انخفاض كمية الدولارات المتاحة للتداول في سوق العملات. ويعني انخفاضُ العرض ارتفاعَ الأسعار، ولكن فقط إذَا ظل الطلبُ ثابتًا نسبيًّا”.
وأكّـد أن “حجم هذه التعريفات يُغيِّرُ المعادلة؛ فقد أثارت مخاوف الأسواق من خطر الركود لدرجة أن التشاؤم يُضعِفُ الدولار حَـاليًّا، أكثرَ من العملات الأُخرى، كما يظهر المؤشر؛ لأَنَّ المستثمرين يعتقدون أن الاقتصاد الأمريكي أكثرَ عُرضةً للخطر من الرسوم الجمركية مقارنة بالدول الكبرى الأُخرى”.
كما أشار إلى ما كتبه كريس ترنير -رئيس الأسواق العالمية في بنك ING-: “إن تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد المحلي الأمريكي تترك الدولار عاريًا”، حَيثُ هناك مخاوفُ من أن يكون هذا الانخفاضُ أكبرَ من مخاوف الركود.
وقال جاجنون من معهد بيترسون: “إن إحدى طرق تفسير هذا الأمر هي أن المستثمرين أصبحوا فجأة خائفين من السياسات التي يتم الترويج لها في الولايات المتحدة، وبالتالي فَــإنَّهم لا يريدون أموالهم هنا”.