ترامب يتلقَّى صفعةً أُورُوبية مدوية من بوابة البحر الأحمر
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
4 أبريل 2025مـ – 7 شوال 1446هـ
تقريــر || هاني أحمد علي
في الوقتِ الذي تواصلُ الولاياتُ المتحدةُ ادِّعاءاتِها بشأنِ تحقيقِ الانتصار في اليمن، وجَّهَ الاتّحادُ الأُورُوبي صفعةً مدويةً للرئيس ترامب بعد الإقرار بالفشل العسكري وصعوبة هزيمة قوات صنعاء، وسط رفض أُورُوبي للمشاركة في العدوان على بلادنا.
وفي أحدث تصريح له، اعترف قائد قوات الاتّحاد الأُورُوبي “أسبيدس” العميد البحري اليوناني “كونستانتينوس بيتيكاكي” بصعوبة المعركة في البحر الأحمر؛ نظرًا لتفوُّق القدرات العسكرية اليمنية، واصفًا الوضعَ بـ “شديدِ الخطورة”.
وَأَضَـافَ الجنرال الأُورُوبي: “نعملُ في بيئةٍ شديدة الخطورة؛ بسَببِ استمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، ولا أستطيع ضمان مرور أية سفينة بأمان”، مؤكّـدًا أن العمل العسكري لن يوقف اليمنيين ولا حَـلَّ إلا بالدبلوماسية.
وأوضح قائد “أسبيدس” في البحر الأحمر لصحيفة ذا “ناشيونال”، أن “أُورُوبا لا تحاربُ اليمنيين ولا تدعمُ الحملةَ العسكرية الإجرامية التي تشنها أمريكا على اليمن”، مبينًا أن أي تصعيد لا يمكن أن يُسهِمَ في تحسينِ الوضع بالمنطقة.
وبحسبِ وسائل إعلام مختلفة، اليومَ السبت؛ فقد تصاعدت وتيرةُ الخِلافات بين الولايات المتحدة وحِلف شمال الأطلسي، مع محاولة واشنطن جَـــرَّ أُورُوبا لتحقيق أجندتها بالشرق الأوسط، لا سِـيَّـما بعد أن أعلن الاتّحاد الأُورُوبي، انسحابَه من المواجهاتِ في البحر الأحمر.
ونشر الاتّحادُ مقطعَ فيديو لقائدِ بعثتِه في البحر الأحمر المعروفة بـ “أسبيدس” وهو يتحدَّثُ عن “عمل في بيئة معقَّدة” ويقلِّلُ فيها من قيمة الغارات الجوية على اليمن في وقف العمليات اليمنية.
ويأتي نشر الفيديو عقب يومَينِ على إعلان البعثة الأُورُوبية إنهاءَ بوارج إيطالية وفرنسية سلسلةً من عمليات مرافقة السفن الأُورُوبية بالبحر الأحمر، في تأكيدٍ على أن البعثةَ الأُورُوبيةَ لتأمين السفن فقط.
من جانبه أشار وزير الخارجية الأمريكي “ماركو روبيو” خلال مؤتمر صحفي في العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى تخلِّي الاتّحاد الأُورُوبي عن دعم الحملة الأمريكية في اليمن، حَيثُ حاول المسؤول الأمريكي تبرير عدوان بلاده بتسويق دِعاية امتلاك القوات المسلحة اليمنية لأسلحة متطورة، وبذريعةٍ أُخرى هي مهاجمة السفن في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
وتأتي انتقاداتُ وزير الخارجية الأمريكي عقب يوم على تصريحات أمين عام حلف الناتو التي أشار فيها إلى أن الحلف غير مهتم بالمساعي الأمريكية لتعزيز نفوذها في منطقتَي المحيطَين الهادي والهندي، مؤكّـدًا أن الحلف يتطلع لتأمين جناحه الشرقي، في إشارة إلى الحربِ الروسية على أوكرانيا وتداعياتها على أُورُوبا.
ووفقًا للمصادر، فقد تصاعدت وتيرةُ الأزمة بين الحُلفاء الغربيين والولايات المتحدة، بشأن اليمن، عقبَ التسريبات التي نشرتها إدارةُ ترامب وأظهرت فيها عداءً واسعًا لأُورُوبا في البحر الأحمر؛ وهو؛ ما أَدَّى إلى توالي ردود الأفعال المختلفة من بريطانيا والاتّحاد الأُورُوبي بعد فضيحة “سنغال”.
ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن مسؤولين أُورُوبيين وبريطانيين وصفهم لما دار في اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمستشاره للأمن القومي ووزير حربه إلى جانب نائبه، بأنه يعكس حجم الكراهية لأُورُوبا.
وكشف رئيس تحرير صحيفة “أتلانتيك” الأمريكية الذي زعم البيت الأبيض إضافتَه إلى محادثاتٍ سرية في مجموعة التواصل الاجتماعي “سينغال” بالخطأ، حديثَ المسؤولين الأمريكيين عن أُورُوبا وبريطانيا.
وتضمن النقاش، وفق الصحفي الأمريكي، وصف أُورُوبا بأنها دولٌ عشوائية لم تخُضْ حروبًا منذ 40 سنة، مبينًا أن نائبَ المجرم ترامب “دي جيه فانس” طلب تأجيلَ الضربة على اليمن؛ باعتبَار أنه على أُورُوبا أن تفعلَ ما تفعلُه أمريكا؛ وهوَ؛ ما أَدَّى إلى ردود أفعال غاضبة في عموم أُورُوبا وبريطانيا.
وتداولت وسائل إعلام غربية تصريحات واسعة لمسؤولين أمريكيين للتعليق على ما دار في النقاشات الأمريكية بشأن الهجوم على اليمن، حَيثُ أظهرت التصريحات اتساعَ فجوة الخلافات بين أمريكا وأهم حلفائها في التاريخ “الأُورُوبيين”.
وتكشف تصريحات المسؤولين الأمريكيين رغبة واشنطن بإجبار أُورُوبا على دفع تكاليف حملتها الحالية على اليمن، خُصُوصًا مع تصاعد المخاوف من حرب استنزاف طويلة المدى تعجز واشنطن على تمويلها في ظل عجزها عن تسديد الديون.
ويعد البحر الأحمر بمثابة شريان حياة لأُورُوبا، إذ يمثِّلُ حَـاليًّا مَنْفَذَها الوحيدَ لاستيراد الطاقة من الخليج والتكنولوجيا من الأسواق الآسيوية، لا سِـيَّـما بعد قطع روسيا إمدَاداتها؛ بسَببِ الحرب في أوكرانيا.
وكان الاتّحاد الأُورُوبي قد أعلن في 19 فبراير 2024 إنشاءَ بعثة عسكرية في البحر الأحمر تُعْرَفُ بـ “أسبيدس” وقَصَرَ مهمَّتَها على تأمين مرور السفن الأُورُوبية بعيدًا عن الحملة البريطانية الأمريكية الإسرائيلية ضد اليمن، وقد منح الحِيادُ الأُورُوبي فُرصةً لعبور سفنها المضيقَ التجاريَّ الأهمَّ في الخليج دونَ اعتراض، حَيثُ لا تزال شركاتٌ فرنسية وألمانية تواصلُ رحلاتِها عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن دون استهداف أَو اعتراض من قِبل القوات المسلحة اليمنية، واقتصار الحظر على السفن الأمريكية والإسرائيلية.