الخبر وما وراء الخبر

الشهيد القائد.. يحاكي العالم!!

138

بقلم / حسن حمود شرف الدين


تبنى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي قبل أكثر من خمسة عشر عاما إطلاق صرخة في وجه المستكبرين وطغاة العالم “أمريكا وإسرائيل”.. ووجه أصابع الاتهام لكل ما يحصل في المنطقة العربية والإسلامية بشكل خاص وفي دول العالم بشكل عام نحو أمريكا وإسرائيل باعتبارها المسيطرة والمهيمنة على الاقتصاد والإعلام العالمي.
عندما تبحث عن أسباب أي أزمة أو حرب أو خلاف سياسي في أي دولة من دول العالم، ستجد وراءها أيادي إسرائيلية وأمريكية، ستجد بصمتها واضحة في صناعة هذه الأزمات.. فقد احتكرت هذه الصناعة دون غيرها من دول الاستكبار، احترفت صناعة الأزمات والحروب وكيفية الاستفادة منها وتشغيل أسواقها ونهب ثروات دول العالم الثالث عن طريق عملائها في كل دولة يثار فيها الصراع أو الحروب أو الأزمات.
11 سبتمبر 2001م كان يوما تاريخيا في تحول السياسة الأمريكية تجاه الإسلام والمسلمين، فقد صنعت أمريكا وإسرائيل من تدمير برجي التجارة العالمي في أمريكا شماعتها التي لا تنطفئ لاضطهاد المسلمين واحتلال البلدان الإسلامية الواحدة تلو الأخرى بحجة مكافحة الإرهاب.. وهذا ما أكده المحللون السياسيون الذين تعاطوا مع تقارير التحقيقات الفيدرالية الأمريكية باكتشافهم أن وراء الهجوم على أمريكا في سبتمبر 2001م هو اللوبي الصهيوني والنظام الأمريكي بهدف تحريك الاقتصاد الأمريكي الذي يوشك على الانهيار.
الشهيد القائد حسين الحوثي حذر المسلمين من الاحتفال بالانتصار الوهمي الذي حققه تنظيم القاعدة في استهداف برجي التجارة العالمي في أمريكا.. وقال أن هذه البداية لمرحلة جديدة من الاضطهاد والاحتلال.. ولم يطلق صرخته ضد المستكبرين إلا بناء على معطيات واستدلالات قرأها بتأنٍ، كان أبرز استدلالاته ظهور تنظيم القاعدة تحت رعاية الاستخبارات الأمريكية واللوبي الإسرائيلي.. وكيف استطاع هذا التنظيم اختراق أجواء أكبر دولة في العالم تصف نفسها بقدرتها على الحماية الذاتية ومسيطرة على البنك المعلوماتي الذي يعتمد عليه العالم في التواصل كشبكة الإنترنت.
وفي سبيل إيصال تحذيره للعالم الإسلامي سعى الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي إلى كشف ما تريده قوى الاستكبار من العالم الثالث العربي والإسلامي.. حيث أشار في إحدى محاضراته إلى أن أمريكا وإسرائيل جعلت من شعوب العالم الثالث خصوصا شعوب الدول العربية والإسلامية شعوبا مستهلكة للمنتجات الأجنبية خصوصا المنتجات الأمريكية؛ بدليل القمح والدقيق الأمريكي الذي يسيطر على السوق العربية والإسلامية.
سخر أيضا الشهيد القائد حياته لوطنه وأمته في سبيل كشف خطر المشروع الأمريكي الصهيوني رغم علمه بأنه سيدفع حياته ثمنا لذلك.. حيث تنبهت الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية إلى خطورة الفكر الذي يحمله الشهيد القائد المتمثل في “المسيرة القرآنية”، وسعت بكل وسائلها الاستخباراتية واللوجستية إلى إجهاض مشروعه التنويري والنهضوي والجهادي.
وتنفيذاً للأوامر الأمريكية والإسرائيلية، شن النظام آنذاك حربا ضروسا للتخلص من فكر السيد.
وفعلا اتهم بالإرهاب، وقامت القوى الظلامية والاستكبارية باستهدافه وقتله.. وباستشهاد الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي كانت البداية للمرحلة الثانية من المسيرة القرآنية التي استمرت في نهجه وظهوره للناس.
وبعد أكثر من خمسة عشر عاما منذ إطلاق الشهيد القائد المسيرة القرآنية المنبثقة من القرآن الكريم تخرج منها الكثير من المجاهدين والمثقفين والسياسيين، اكتشف الجميع صدق ما كان يحذر منه الشهيد القائد، واكتشفوا أيضا أنه قدم نفسه وأهله قربانا لتعيش أمته عزيزة كريمة حرة أبية.. وهو ما يسعى إلى تحقيقه أيضا السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي.