الخبر وما وراء الخبر

مخاطبا الشعب الفلسطيني.. السيد القائد: لستم وحدكم الله معكم ونحن معكم بكل ما نستطيع لنصرتكم

7

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
19 مارس 2025مـ – 19 رمضان 1446هـ

أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن العدو الإسرائيلي المجرم اللعين الخبيث قام باستئناف عدوانه بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة بعد نكثه باتفاق وقف العدوان والحصار والتجويع ومنعه دخول المساعدات لأسابيع.

وأوضح السيد القائد في كلمة له حول أخر المستجدات اليوم الثلاثاء، أن العدو الإسرائيلي منذ استأنف إبادته الجماعية أباد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني ومعظمهم من الأطفال والنساء، مشيرًا إلى أن هذا الاستئناف للإبادة يتم بمشورة أمريكية كما أعلن الأمريكي نفسه.

ووصف السيد القائد الأوضاع في غزة بأنها بالغة الصعوبة والمعاناة كبيرة والحالة مأساوية بما لا مثيل له في كل الأرض، مؤكدًا أن أهالي غزة لا يعانون فقط من التجويع بل من التعطيش حيث أصبحوا يعانون حتى في الحصول على الماء للشرب.

وشدد على أن العدو الإسرائيلي في إقدامه على الإجرام الفظيع والإبادة الجماعية والتجويع يعتمد على الشراكة الأمريكية، وأن مع الحماية الأمريكية للعدو الإسرائيلي يساهم التخاذل العربي في جرأة العدو الإسرائيلي وما يفعله من إجرام فظيع للغاية وعدوان كبير.

وأشار السيد القائد إلى أنه لم يبق هناك أي خطوط حمر، والعدو الإسرائيلي لم يراع أي اعتبار فيما يقدم عليه من إبادة جماعية وتدمير شامل وقتل فظيع، معتبرًا أن العدو الإسرائيلي مطمئن إلى أنه لن يكون هناك من الجانب العربي أي تحرك جاد ولو في الحد الأدنى من الموقف، بل إن بعض الأنظمة العربية تحرض العدو لمواصلة عدوانه على قطاع غزة وهذه مسألة خطيرة تشجع الصهاينة.

وأكد أن التخاذل العربي مؤثر على الموقف الإسلامي، ولو تحرك العرب بالشكل المطلوب لتحركت معهم الكثير من البلدان الإسلامية، مشيرًا إلى أنه عندما تتحرك بلدان إسلامية بسقف أعلى لنصرة فلسطين سرعان ما تبادر الأنظمة العربية لاتخاذ موقف سلبي تجاهها.

ووصف السيد القائد الأمريكي والإسرائيلي بأنهما وجهان لعملة واحدة ولهما من رصيد إجرامي فظيع لا مثيل له في العالم، منتقدًا محاولات البعض من العرب أن يتجه بكل بلداننا نحو العلاقة الودية والإيجابية مع العدو الإسرائيلي تحت عنوان التطبيع، معتبرًا أن من الجريمة والخزي أن يكون بلد عربي على علاقة إيجابية بجهة مثل الكيان الإسرائيلي بما هو عليه من حقد وإجرام.

وبين السيد القائد أنه لا مناص عن التحمل للمسؤولية في مواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي له لأنه بهذه العدوانية والسوء والشر والطغيان، مشددًا على أن العدو الإسرائيلي يشكل خطورة فعلية على كل أمتنا بمختلف بلدانها وشعوبها.

وأكد السيد القائد أن الحقد والإجرام على أمتنا هي بالنسبة للعدو الإسرائيلي منهجية وسلوك راسخ وتوجه ينطلق على أساسه، مشددًا على أنه لو تمكن العدو الإسرائيلي من تصفية القضية الفلسطينية لاتجه بإجرامه إلى بقية البلدان دون مراعاة أحد أبدا.

وأوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي لا يعطي أي اعتبار للاتفاقيات مع البلدان العربية حتى لو كان الأمريكي ضامن فيها، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي ناكثان ومجرمان ولا يفيان بما عليهما من التزامات وهذا درس كبير لمن يراهنون على الاتفاقات.

ودعا من يراهنون على الاتفاقيات معهما إلى أن يروا نكثهم للاتفاقيات وتهربهم منها ومن استحقاقاتها.

وأشار السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي بكل وقاحة يحاولون أن يضغطوا على حركة حماس لأن تقبل باستكمال تبادل الأسرى بعيدا عن صيغة الاتفاق الواضحة ومن دون الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يريد باستمرار الحرب أن يجرد حركة حماس من ورقة الأسرى من دون الدخول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق ويتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية من وقف العدوان على غزة وإكمال الانسحاب من غزة.

وشدد على أنه لا يمكن لحركة حماس أن تساوم في استحقاقات المرحلة الثانية أو تقايض بها من أجل ألا يحصل حرب، وأن حماس لا يمكن أن تساوم في تجريد العدو لها من ورقة الأسرى ثم بعدها يعود الإسرائيلي إلى العدوان على قطاع غزة.

وأكد السيد القائد أن ما يقومون به العدو الإسرائيلي من إبادة جماعية واستهداف للمدنيين والتجويع للمجتمع في قطاع غزة لا يبررها أي شيء على الإطلاق، وأن الجرائم الصهيونية غير مبررة على الإطلاق حتى لو كان العدو في مواجهة مع المقاومة، مضيفًا: لا يوجد ما يبرر الجرائم الصهيونية، لكنهم وصلوا إلى منتهى الوقاحة والعدوانية والانكشاف والجرأة.

واعتبر أن الصهاينة مطمئنون إلى غياب أي تحرك جاد لمحاسبتهم على جرائمهم، بدءا من العالم الإسلامي إلى بقية دول العالم، مؤكدًا أنه كان من واجب المسلمين أن يشكلوا تحركا عالميا فعالا وقويا ضد العدو الإسرائيلي.

وأشار إلى أن بقية بلدان العالم لن تتحرك بأكثر من المسلمين وهي تنظر إلى الكثير منهم بدون موقف والبعض متواطئ، بينما بعض بلدان العالم تحركت بأكثر من غالبية الأنظمة الإسلامية ضمن المقاطعة السياسية والاقتصادية للعدو الإسرائيلي.

وعبر السيد القائد عن أسفه لأن الأنظمة العربية وكثيرا من الدول الإسلامية لا ترقى إلى مستوى قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع العدو، مؤكدًا أن على المسلمين مسؤولية دينية في نصرة فلسطين، وذلك يعني أن الله سيحاسبهم على تنصلهم وتفريطهم في هذه المسؤولية.

وشدد السيد القائد على أن منتهى الإجرام والعدوان والطغيان والظلم موجود في العدو الإسرائيلي، وعلى الأمة مسؤولية الجهاد في سبيل الله، متسائلاً: أين هو تحرك الأمة على مستوى المجالات كلها لتجاهد في سبيل الله عسكريا، سياسيا، اقتصاديا، إعلاميا في كل مجال؟ المسؤولية كبيرة جدا أمام ما يحدث ويجري بمرأى ومسمع من الأمة وداخل هذه الأمة في فلسطين.

وانتقد السيد القائد بشدة تقاعس العديد من الأنظمة العربية والإسلامية عن اتخاذ خطوات عملية وجادة لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

وأشار السيد القائد إلى أن هناك إمكانية لتحرك واسع من كثير من الدول لكنهم يتأثرون بالموقف العربي والإسلامي، معتبرًا أن التحرك في سقف المسؤولية هو التحرك العسكري لما تمتلك الأنظمة العربية والإسلامية من قدرات لكن ذلك أصبح بعيد المنال.

وتساءل: لماذا لا تقدم الدعم العسكري للمجاهدين في فلسطين؟ بدلًا من الاكتفاء بالصمت أو حتى انتقاد الدول التي تقدم هذا الدعم.

وأكد السيد القائد أنه بالرغم مما يمتلكه العدو الإسرائيلي من إمكانات عسكرية تقدم له أمريكا السلاح بكميات هائلة وتقدم التمويل لذلك من ميزانيتها، والدول الغربية كما هو حال بريطانيا وألمانيا تدعم العدو الإسرائيلي بالأسلحة، فإنه أمام الدعم الغربي للعدو، لماذا لا تقدم البلدان العربية والإسلامية السلاح للإخوة المجاهدين في فلسطين؟ بل إن بعضها بدلا عن دعم المقاومة الفلسطينية تنتقد إيران عندما تقدم الدعم العسكري للمقاومة وتعاديها لأجل ذلك.

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية بحاجة إلى المال والسلاح وهذه مسؤولية البلدان العربية والإسلامية، منتقدًا تصنيفها بالإرهاب من قبل البعض، وتساءل: فلماذا لا تتخذ البلدان العربية خطوة لتغيير ذلك؟ مؤكدًا أنه من الواضح أن الأنظمة العربية لا تريد أن تتحرك بشكل جاد وصادق ضمن مواقف عملية ضد العدو الإسرائيلي.

وانتقل السيد القائد إلى الجانب الاقتصادي، مؤكدًا أن العدو لا يزال مستفيدا بشكل كبير من دول عربية وإسلامية في الجانب الاقتصادي، مشيرًا إلى أن العدو يستفيد اقتصاديا من تركيا ومصر والأردن، والسعودية والإمارات، ومن واجب هذه البلدان المقاطعة الاقتصادية.

ودعا من له علاقة بالعدو إلى أن يكون لهم موقف جاد ليقطعوا علاقاتهم الاقتصادية والسياسية معه.

وفي الجانب الإعلامي، أكد السيد القائد على أنه من المفترض أن يكون هناك تحرك إعلامي واسع لفضح العدو الإسرائيلي وإجرامه ولمساندة الشعب الفلسطيني وللتأثير على الرأي العام العالمي للتحرك العملي لمنع الاستمرار في الإبادة الجماعية، مشيرًا إلى أن هناك خطوات رسمية متاحة في عالمنا العربي والإسلامي لو هناك جدية وشعور بالمسؤولية للتحرك لفعل شيء ما.

وحذر من أن الاستمرار في التخاذل من أي مواقف فعلية أو خطوات عملية بأي مستوى يشجع العدو الإسرائيلي على الاستمرار فيما هو فيه، داعيًا الشعوب إلى تحمل مسؤوليتها والتحرك بما تستطيع، مؤكدًا أن المقاطعة الاقتصادية للأمريكي وللعدو الإسرائيلي أمر متاح في كل عالمنا الإسلامي، خاصة في دول الخليج ومصر وبلدان عربية أخرى لديها فرصة وعليها مسؤولية في أن تقاطع البضائع الأمريكية والإسرائيلية بمستوى واسع، مشيرًا إلى أن كلما اتجهت الشعوب للمقاطعة الاقتصادية كان لذلك تأثير على الأمريكي.

ودعا السيد القائد إلى الضغط على الأمريكي لأنه شريك وحام ودوره أساسي في العدوان على غزة، مشيرًا إلى وجود بدائل في مسألة المقاطعة غير البضائع الأمريكية والإسرائيلية.

كما أكد على وجود مجال واسع في بلدان كثيرة للناشطين الإعلاميين وللوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وغيره لمناصرة الشعب الفلسطيني.

وأكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي على الأهمية القصوى لتكثيف الجهود في مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام العالمي وتحريكه في مختلف البلدان لنصرة الشعب الفلسطيني.

ودعا السيد القائد الأحرار في مختلف بلدان العالم” إلى “العودة إلى نشاطهم في التضامن مع الشعب الفلسطيني بمختلف الأنشطة، مشددًا على أنه ينبغي أن تعود التظاهرات والأنشطة الجامعية في دول العالم وأن يستشعر الجميع المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية.

ووصف التفرج على الإبادة في قطاع غزة بأنه أمر معيب ومخزٍ ووصمة عار على كل المجتمع البشري، مؤكدًا أنه لا أحد سينجو من عار التفرج على الإبادة في غزة ومن عواقبه السيئة في الدنيا والآخرة”.

وأشار إلى أن شعبنا العزيز أكد في خروجه المليوني العظيم بالأمس موقفه بمساندة الشعب الفلسطيني، مجددًا التأكيد على أن اليمن “سيستأنف التصعيد في أعلى مستوياته وسيعمل كل ما يستطيعه ضد العدو الإسرائيلي” وأنه سيتصدى لأي عدوان أمريكي على بلدنا على خلفية عملياتنا ضد العدو الإسرائيلي.

وتوجه السيد القائد بالقول للشعب الفلسطيني: “لستم وحدكم، فالله معكم، ونحن معكم نتألم لآلامكم، نحزن لحزنكم، ونتحرك بكل ما نستطيعه لنصرتكم، لن نألوا جهدا في نصرتكم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا ويوفقنا في ذلك”.

ودعا السيد القائد كل أبناء أمتنا في هذا الشهر المبارك إلى الالتجاء إلى الله بالدعاء لكن مع التحرك العملي بما تستطيع، مؤكدًا أن على كل إنسان مسؤولية نصرة الشعب الفلسطيني بقدر ما يستطيع، سواء بالمال أو المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.

وشدد على أن العدو يعتمد على الإمكانات المادية في تسليحه وحروبه، ولذلك من واجب الجميع المقاطعة الاقتصادية”، مؤكدًا أن على الجميع مسؤولية نصرة الشعب الفلسطيني كل في مجاله وتخصصه وإمكاناته.