الخبر وما وراء الخبر

المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد القائد.. دروس وعبر تستحق التأمل

9

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
5 مارس 2025مـ – 5 رمضان 1446هـ

في المحاضرة الرمضانية الرابعة التي ألقاها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تناول موضوعًا محوريًا يتعلق بالمسيرة البشرية وانحرافاتها، مع التركيز على قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام ودور التوحيد في حياة البشر.

كانت المحاضرة مليئة بالدروس والعبر التي تستحق التأمل والتحليل، حيث سلط الضوء على أهمية التوحيد وضرورة التمسك بنهج الله سبحانه وتعالى، وكيف أن الانحراف عن هذا النهج يؤدي إلى الضلال والشرك.

التوحيد كأساس للمسيرة البشرية

بدأ السيد القائد محاضرته بالحديث عن المسيرة البشرية منذ بدايتها، مؤكدًا أن التوحيد لله سبحانه وتعالى هو الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه حياة البشر.

وأشار إلى أن البشرية لم تُترك دون هدى منذ بداية خلق آدم عليه السلام، الذي كان نبيًا وحظي بالوحي الإلهي. وبالتالي، فإن الانحراف عن نهج الله هو الطارئ على حياة البشر، وليس التوحيد.

وأوضح السيد القائد أن الانحراف عن نهج الله يبدأ من المخالفات الأخلاقية والشرعية، وصولًا إلى الشرك بالله، الذي يعتبر أسوأ حالات الانحراف.

وأكد أن الشرك ليس مجرد اعتقاد خاطئ، بل هو انحراف شامل يشمل الأخلاق والقيم والمعاملات، مما يؤدي إلى انتشار الظلم والفساد في المجتمع.

الشرك وانحراف المجتمعات

تحدث السيد القائد عن كيفية وصول المجتمعات البشرية إلى حالة الشرك، وكيف أن هذا الشرك ليس مجرد معتقدات جامدة، بل يمتد إلى واقع الحياة اليومية.

وأشار إلى أن الشرك يؤدي إلى انحرافات أخلاقية واجتماعية، حيث يتحول المجتمع إلى حالة من الظلمات، تسيطر عليه القوى الظالمة والمفسدة.

وأكد أن الشرك بالله ليس مجرد عبادة الأصنام، بل هو انحراف شامل يشمل التوجه بالعبادة لغير الله في كل جوانب الحياة.

وأوضح أن التوحيد لله ليس مجرد شهادة باللسان، بل هو التزام كامل بنهج الله في كل جوانب الحياة، من الأخلاق إلى المعاملات.

قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام

تناول السيد القائد قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام كمثال على كيفية مواجهة الشرك والانحراف، مشيرا إلى أن نبي الله إبراهيم نشأ في مجتمع سيطر عليه الشرك والضلال، حتى إن أباه آزر كان من عبدة الأصنام.

وذكر كيف أن إبراهيم بدأ دعوته من محيطه الأسري، محاولًا إنقاذ أبيه وقومه من الضلال.

وأوضح السيد القائد أن نبي الله إبراهيم واجه قومه بسؤال استنكاري: {أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً}، مؤكدًا أن هذا السؤال يظهر مدى الانحطاط الفكري والثقافي الذي وصل إليه المجتمع الذي يعبد الأصنام.

وأشار إلى أن عبادة الأصنام كانت منتشرة في مجتمعات كثيرة، وكانت تمثل أسوأ حالات التخلف الفكري والانحراف عن الفطرة.

الضلال ودور المضلين

تحدث السيد القائد عن دور المضلين في نشر الضلال والشرك بين الناس، مؤكدا أن الضلال ليس مجرد أفكار خاطئة، بل هو انحراف شامل يشمل كل جوانب الحياة، مشيرا إلى أن المضلين هم الذين يقنعون الناس بعبادة الأصنام والتماثيل، ويجعلونهم يعتقدون أن هذه الأصنام قادرة على منحهم النصر أو الرزق.

وأوضح أن الضلال يصل بالناس إلى تقبل أي باطل، مهما كان سخيفًا أو فظيعًا، مشيرا إلى أن المجتمعات التي تعبد الأصنام تصل إلى مستويات من السخافة، حيث يعبدون تماثيل مصنوعة من الحجر أو الخشب أو حتى العجين، ويقدمون لها القرابين ويطلبون منها النصر والحماية.

الدعوة إلى العودة إلى الفطرة

اختتم السيد القائد محاضرته بالدعوة إلى العودة إلى الفطرة والتوحيد لله سبحانه وتعالى، مؤكدا أن التوحيد هو المبدأ الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه حياة البشر، وأن الانحراف عن هذا المبدأ يؤدي إلى الضلال والشرك، داعيا إلى التمسك بنهج الله والابتعاد عن كل أشكال الضلال والانحراف.