الخبر وما وراء الخبر

الحسين ..ثورة قرآنية خالدة

167

بقلم / محمد فايع


على مدى سنتين ونصف وضع الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي أسس ومنطلقات منهجية ثورة ثقافية قرآنية شاملة لمواجهة كل الثقافات المنحرفة التي أوصلت المئات من الطواغيت إلى سدة الحكم وهيأت لهم الساحة ليحكموا الأمة بالقهر والغلبة فيما حرص بشكل كبير جدا من خلال ما قدمه من منهجية القرآنية تضمنتها محاضراته (من هدي القرآن )على تحذير أبناء الأمة بشكل عام واليمنيين بشكل خاص من خطورة المؤامرات التي تدور رحاها على المسلمين داعيا الجميع إلى التحرك على أساس منهجية الثقافة القرآنية محذرا أبناء الشعب اليمني من الصمت أمام تلك المخاطر وما سيترتب على ذلك من دمار وخزي وانتهاك للمحرمات وللأعراض ونهب للثروات على أيدي الأمريكيين إذا لم يتنبه الشعب اليمني ويتحمل مسئوليته في الاستعداد لمواجهة هذه المؤامرة بكل الوسائل الممكنة.

كل ذلك حرص الشهيد القائد على تقديمه للشعب اليمني ولشعوب الأمة بشكل عام في إطار مساره التذكيري والتثقيفي بالمنهجية والمشروع القرآني المحمدي ..مركزا على ترسيخ الجانب الإيماني الواعي سواء على المستوى الفردي أو على مستوى خلق وعي عام لدى أبناء الأمة وخاصة فيما يتعلق بمنهجية الصراع مع العدو رسم الله وبين في قرآنه بدأ بتحديد من هو العدو مرورا بمعرفة أساليبه وخططه وانتهاء بكيفية مواجهته ثقافيا ثم إعلاميا وسياسيا واقتصاديا وعلى كافة مجالات الصراع والمواجهة وفي هذا الإطار دعا الشهيد القائد في اغلب محاضراته إلى ضرورة اعتماد المنهجية والنظرة القرآنية في فهم وتقييم واقع العدو وتحركاته وفي فهم الحياة وأحداثها .

ومن المؤكد أن الثقافة القرآنية بما تصنعه من وعي ومعرفة وفهم للعدو وما تكشفه عن نفسيته وعن مكره وخططه بالحياة وبما تقدمه من وعي شامل بمنهجية الصراع مع العدو التاريخي للأمة اليهود يمثل في أثره ترسانة دفاعية من اقوى كل الترسانات الدفاعية والتي ستحصن أبناء الأمة من الظلال ومكائد ومكر العدو اليهودي الصهيوامريكي بل وتعتبر من أقوى وأفتك الأسلحة الهجومية الإستباقية في مواجهة أعداء الأمة ذلك بأن وعي شعوب الأمة بشكل عام ووعي نخبها الثقافية والإعلامية والسياسية بمنهجية الصراع مع العدو وفقا لمنهجية الثقافة القرآنية يمثل سلاحا مخيفا مرعبا للعدو كون كل خطط العدو و مكره.و مكائده تصبح بلا نتيجة وبلا أثر وفي النتيجة يقف العدو بكل مكره وإمكانياته وبكل أسلحته ووسائله عاجزا وفاشلا ومهزوما أمام كل من يتسلح بسلاح الوعي الثقافي القرآني.

وبناء على ذلك كله عمل الشهيد القائد خلال تلك الفترة الوجيزة على كشف مخططات وأساليب أعداء الأمة ومن أهم ما كشفه السيد حسين بدر الدين الحوثي في محاضراته ثلاث قضايا اعتقد أنها محورية في مسار الصراع مع العدو.

الأولى التأكيد على أن أعداء الأمة يعتمدون على ضرب الشعوب والبلدان والأمة بشكل عام من داخلها عبر استخدام العملاء وعبر الاعتماد على المرضى وأصحاب المصالح الخاصة الأنانية وعبر الاعتماد على الجهلاء والمخدوعين من عامة الناس الذين قد يخدمون العدو سواء بقصد أو بغير قصد بشعور أو بدون شعور. مبينا أن العدو نجح في تنفيذ مخططاته الإجرامية التي استهدف بها الأمة عبر الاعتماد على هذه الأصناف الذين هم في الأساس ضحية تجهيل وتظليل وثقافات وفهم مغلوط للدين ومنهجيته بشكل عام وعلى رأسها الجهل بمنهجية الصراع مع العدو ..فالعدو إنما ينجح من خلال الاعتماد على جهل أبناء شعوب الأمة بدينهم وبعدهم عن القرآن الكريم وثقافته .

القضية الثانية التأكيد على أن العدو اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل وعملائهم يعملون دائما على صناعة الأزمات والمشاكل الداخلية ويعتمدون مسارات ووسائل التفريق ويعملون على اختلاق الأزمات الداخلية المتعددة الثقافية منها والسياسية والاجتماعية وذلك بهدف إغراق أبناء شعوب الأمة في قضايا وصراعات داخلية بعيدا عن العدو وعن تحركاته .

الثالثة شدد الشهيد القائد رضوان الله عليه في كل محاضراته على ضرورة العودة إلى القرآن وتحكيم ثقافته واعتماد النظرة القرآنية في تحديد من هو العدو وكيف يجب مواجهته ومن ثم الإدراك الواعي بان كل قضية وأزمة ومشكلة وفساد وإجرام أصاب امتنا ورائها عدو يهودي نصراني أمريكي إسرائيلي متربص بالأمة الإسلامية وسيعمل على ديمومتها وتوسعها ومن ثم يجب الحذر من اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل واتخاذهم أعداء كما قدمهم الله في القرآن الكريم وكما أكدت الأحداث في الماضي والحاضر وهي مستمرة بأن اليهود ومن تحالف معهم من النصارى هم أعداء لنا امة ورسولا وكتابا فيجب بأن نتخذهم أعداء وان نوجه إليهم بوصلة العداء في كل الميادين والمجالات الحياتية باعتبار أن الصراع والمواجهة مع اليهود مع أمريكا وإسرائيل والتحالف اليهودي النصراني بشكل عام صراع ومواجهة شاملة وتشمل كل مجالات الحياة .

اليوم نحن نشهد ونعايش مصاديق الأحداث تشهد تباعا وستظل تشهد عبر أجيال الأمة جيلا بعد جيل أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه قدم لكل الشعوب الإنسانية المستضعفة منهجية ومسار ثورة قرآنية تثقيفية وتوعوية بل وتعليمية تربوية تتجه إلى بناء الإنسان والحياة كلها وتهدي للتي هي أقوم من الحياة الإنسانية.

وأن ثورة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي قرآنية ستظل تلك الثورة التي دعت إلى مواجهة كل الانحرافات الثقافية التي قدمت باسم الإسلام وأوصلت المجرمين إلى سدة الحكم ليتحكموا على رقاب شعوب الأمة الإسلامية ويسومونها سوء العذاب من باعوا كرامة وعزة وشرف وحرية وثروات شعوبهم من أعداء هذه الأمة وأعداء الإنسانية التقليدين {اليهود بكياناتهم الشيطانية الطاغوتية الممثلة في هذا العصر بأمريكا وإسرائيل} ودول الغرب المعادية للإسلام والإنسانية جمعاء.