شهر من العدوان الصهيوني على طولكرم ومخيميها وسط دمار كبير ونزوح آلاف الفلسطينيين
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
25 فبراير 2025مـ 26 شعبان 1446هـ
دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيّمها شهره الأول، وعلى مخيم نور شمس يومه الـ 17، في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق، مسفرًا عن استشهاد 12 فلسطينيا إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة، اليوم، إن العدوان المتواصل في المخيم أدى لتدمير ما لا يقل عن 40 بناية سكنية بشكل كامل، بواقع 100 شقة سكنية.
وأشار سلامة، في بيان له، أن قوات العدو قامت بشق شارع اخترق عمق 4 حارات في مخيم طولكرم، ابتداء من حارة البلاونة مرورا بحارة الحمام وحارة السوالمة، وصولا حارة الخدمات على شارع ذنابة، ما أدى إلى هدم 26 بناية وتسويتها بالأرض بشكل كامل، وإلحاق أضرار جسيمة بكل ما هو حولها من بنايات ومرافق.
وبين أن الجيش الإسرائيلي يواصل عدوانه في مخيم طولكرم لليوم الـ 30، مخلفًا دمارا كبيرا في المنازل والبنية التحتية، وتشريد 12 ألفًا، من أصل 16 ألفًا هو مجموع سكان المخيم.
ولفت إلى أن جيش العدو الإسرائيلي أحرق ما لا يقل عن 10 منازل ودمر ما لا يقل عن 300 محل تجاري داخل مخيم طولكرم.
واعتبر سلامة أن “إسرائيل” تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية وإعلامية بعيدا عن الأهداف الأمنية والعسكرية التي تدعيها”.
وبيّن أن ما تهدف إليه “إسرائيل” هو “ضرب قضية اللاجئين وشطبها من خلال قتل رمزية المخيم عن طريق إعادة هندسة الطبيعة المعمارية والديمغرافية للمخيم وتفريغه من السكان”.
بدوره أكد رئيس اللجنة الشعبية بمخيم نور شمس في طولكرم، نهاد أبو شاويش، اليوم الثلاثاء، أنّ ما يشهده المخيم منذ 17 يومًا، جريمة إسرائيلية متكاملة الأركان؛ في محاولة لطمس هويته ومحو الذاكرة الجماعية للأهالي الذين يعيشون فيه منذ عقود.
وقال أبو شاويش في تصريحٍ، إنّ جيش العدو يُنفذ أكبر عملية تهجير قسري منذ سنوات، طاولت غالبية أحياء نور شمس، مما أسفر عن نزوح نحو 9 آلاف مواطن من المخيم.
وأضاف أنّ العدو يواصل عمليات التدمير الممنهجة، للبنية التحتية والمرافق الخدماتية والمنازل والممتلكات، مشيرًا إلى أنّ التدمير إما بشكل جزئي أو كلي طال مئات المنازل ما فاقم معاناة الآلاف الذين أصبحوا بلا مأوى، بالإضافة لانقطاع كامل للكهرباء والمياه في العديد من المناطق؛ وتعرض العيادات والمراكز الطبية للاستهداف، مما زاد من معاناة المرضى والجرحى.
وأشار إلى أن هذه العملية ليست مجرد تدمير للمباني والممتلكات، بل هي جريمة مكتملة الأركان في محاولة لطمس الهوية ومحو الذاكرة الجماعية لأهالي المخيم الذين عاشوا هنا لعقود، يحملون في قلوبهم حلم العودة والحرية.
ودعا أبو شاويش، المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الممارسات العدوانية وتقديم الدعم الفوري للمتضررين، وشدد أن سكان المخيم لن يتنازلوا عن حقهم في العودة إلى بيوتهم واسترجاع حقوقهم.
ومنذ بدء العدوان، فرض العدو حصارًا مشددًا على مخيمي طولكرم ونور شمس، تزامنًا مع اقتحامات واسعة للمدينة وحصار لمستشفياتها، تخلّلها دهم وتفتيش المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى قصف وحرق وهدم العشرات منها.
وطرد العدو تحت تهديد السلاح، سكان أحياء عدة في المدينة ومخيمي “طولكرم ونور شمس”؛ ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة بين سكان المخيمَيْن تجاوزت 15 ألف نازح، توزّعوا في مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في طولكرم وضواحيها وقراها، بظروف معيشية وإنسانية صعبة.
كما ألحق العدوان دمارًا واسعًا في البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، مما أثر بشكل كبير على حياة السكان الذين بقوا في بعض أحياء مخيمي طولكرم ونور شمس، وفاقم من معاناتهم بسبب النقص الحاد في الطعام والمياه والأدوية وحليب الأطفال.